کِتَابُ الرَّوْضَةِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ
1- مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ الْکُلَیْنِیُّ قَالَ حَدَّثَنِی عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ حَفْصٍ الْمُؤَذِّنِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَزِیعٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ کَتَبَ بِهَذِهِ الرِّسَالَةِ إِلَی أَصْحَابِهِ وَ أَمَرَهُمْ بِمُدَارَسَتِهَا وَ النَّظَرِ فِیهَا وَ تَعَاهُدِهَا وَ الْعَمَلِ بِهَا فَکَانُوا یَضَعُونَهَا فِی مَسَاجِدِ بُیُوتِهِمْ فَإِذَا فَرَغُوا مِنَ الصَّلَاةِ نَظَرُوا فِیهَا قَالَ وَ حَدَّثَنِی الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِکٍ الْکُوفِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الرَّبِیعِ الصَّحَّافِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مَخْلَدٍ السَّرَّاجِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ خَرَجَتْ هَذِهِ الرِّسَالَةُ مِنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع إِلَی أَصْحَابِهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ أَمَّا بَعْدُ فَاسْأَلُوا رَبَّکُمُ الْعَافِیَةَ وَ عَلَیْکُمْ بِالدَّعَةِ وَ الْوَقَارِ وَ السَّکِینَةِ وَ عَلَیْکُمْ بِالْحَیَاءِ وَ التَّنَزُّهِ عَمَّا تَنَزَّهَ عَنْهُ الصَّالِحُونَ قَبْلَکُمْ وَ عَلَیْکُمْ بِمُجَامَلَةِ أَهْلِ الْبَاطِلِ تَحَمَّلُوا الضَّیْمَ مِنْهُمْ وَ إِیَّاکُمْ وَ مُمَاظَّتَهُمْ دِینُوا فِیمَا بَیْنَکُمْ وَ بَیْنَهُمْ إِذَا أَنْتُمْ جَالَسْتُمُوهُمْ وَ خَالَطْتُمُوهُمْ وَ نَازَعْتُمُوهُمُ الْکَلَامَ فَإِنَّهُ لَا بُدَّ لَکُمْ مِنْ مُجَالَسَتِهِمْ وَ مُخَالَطَتِهِمْ وَ مُنَازَعَتِهِمُ الْکَلَامَ بِالتَّقِیَّةِ الَّتِی أَمَرَکُمُ اللَّهُ أَنْ تَأْخُذُوا بِهَا فِیمَا بَیْنَکُمْ وَ بَیْنَهُمْ فَإِذَا ابْتُلِیتُمْ
الکافی ج : 8 ص : 3
بِذَلِکَ مِنْهُمْ فَإِنَّهُمْ سَیُؤْذُونَکُمْ وَ تَعْرِفُونَ فِی وُجُوهِهِمُ الْمُنْکَرَ وَ لَوْ لَا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَدْفَعُهُمْ عَنْکُمْ لَسَطَوْا بِکُمْ وَ مَا فِی صُدُورِهِمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ وَ الْبَغْضَاءِ أَکْثَرُ مِمَّا یُبْدُونَ لَکُمْ مَجَالِسُکُمْ وَ مَجَالِسُهُمْ وَاحِدَةٌ وَ أَرْوَاحُکُمْ وَ أَرْوَاحُهُمْ مُخْتَلِفَةٌ لَا تَأْتَلِفُ لَا تُحِبُّونَهُمْ أَبَداً وَ لَا یُحِبُّونَکُمْ غَیْرَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَکْرَمَکُمْ بِالْحَقِّ وَ بَصَّرَکُمُوهُ وَ لَمْ یَجْعَلْهُمْ مِنْ أَهْلِهِ فَتُجَامِلُونَهُمْ وَ تَصْبِرُونَ عَلَیْهِمْ وَ هُمْ لَا مُجَامَلَةَ لَهُمْ وَ لَا صَبْرَ لَهُمْ عَلَی شَیْ ءٍ وَ حِیَلُهُمْ وَسْوَاسُ بَعْضِهِمْ إِلَی بَعْضٍ فَإِنَّ أَعْدَاءَ اللَّهِ إِنِ اسْتَطَاعُوا صَدُّوکُمْ عَنِ الْحَقِّ فَیَعْصِمُکُمْ اللَّهُ مِنْ ذَلِکَ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ کُفُّوا أَلْسِنَتَکُمْ إِلَّا مِنْ خَیْرٍ وَ إِیَّاکُمْ أَنْ تُزْلِقُوا أَلْسِنَتَکُمْ بِقَوْلِ الزُّورِ وَ الْبُهْتَانِ وَ الْإِثْمِ وَ الْعُدْوَانِ فَإِنَّکُمْ إِنْ کَفَفْتُمْ أَلْسِنَتَکُمْ عَمَّا یَکْرَهُهُ اللَّهُ مِمَّا نَهَاکُمْ عَنْهُ کَانَ خَیْراً لَکُمْ عِنْدَ رَبِّکُمْ مِنْ أَنْ تُزْلِقُوا أَلْسِنَتَکُمْ بِهِ فَإِنَّ زَلَقَ اللِّسَانِ فِیمَا یَکْرَهُ اللَّهُ وَ مَا یَنْهَی عَنْهُ مَرْدَاةٌ لِلْعَبْدِ عِنْدَ اللَّهِ وَ مَقْتٌ مِنَ اللَّهِ وَ صَمٌّ وَ عَمًی وَ بَکَمٌ یُورِثُهُ اللَّهُ إِیَّاهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَتَصِیرُوا کَمَا قَالَ اللَّهُ صُمٌّ بُکْمٌ عُمْیٌ فَهُمْ لا یَرْجِعُونَ یَعْنِی لَا یَنْطِقُونَ وَ لا یُؤْذَنُ لَهُمْ فَیَعْتَذِرُونَ
الکافی ج : 8 ص : 4
وَ إِیَّاکُمْ وَ مَا نَهَاکُمُ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ تَرْکَبُوهُ وَ عَلَیْکُمْ بِالصَّمْتِ إِلَّا فِیمَا یَنْفَعُکُمُ اللَّهُ بِهِ مِنْ أَمْرِ آخِرَتِکُمْ وَ یَأْجُرُکُمْ عَلَیْهِ وَ أَکْثِرُوا مِنَ التَّهْلِیلِ وَ التَّقْدِیسِ وَ التَّسْبِیحِ وَ الثَّنَاءِ عَلَی اللَّهِ وَ التَّضَرُّعِ إِلَیْهِ وَ الرَّغْبَةِ فِیمَا عِنْدَهُ مِنَ الْخَیْرِ الَّذِی لَا یَقْدِرُ قَدْرَهُ وَ لَا یَبْلُغُ کُنْهَهُ أَحَدٌ فَاشْغَلُوا أَلْسِنَتَکُمْ بِذَلِکَ عَمَّا نَهَی اللَّهُ عَنْهُ مِنْ أَقَاوِیلِ الْبَاطِلِ الَّتِی تُعْقِبُ أَهْلَهَا خُلُوداً فِی النَّارِ مَنْ مَاتَ عَلَیْهَا وَ لَمْ یَتُبْ إِلَی اللَّهِ وَ لَمْ یَنْزِعْ عَنْهَا وَ عَلَیْکُمْ بِالدُّعَاءِ فَإِنَّ الْمُسْلِمِینَ لَمْ یُدْرِکُوا نَجَاحَ الْحَوَائِجِ عِنْدَ رَبِّهِمْ بِأَفْضَلَ مِنَ الدُّعَاءِ وَ الرَّغْبَةِ إِلَیْهِ وَ التَّضَرُّعِ إِلَی اللَّهِ وَ الْمَسْأَلَةِ لَهُ فَارْغَبُوا فِیمَا رَغَّبَکُمُ اللَّهُ فِیهِ وَ أَجِیبُوا اللَّهَ إِلَی مَا دَعَاکُمْ إِلَیْهِ لِتُفْلِحُوا وَ تَنْجُوا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ وَ إِیَّاکُمْ أَنْ تَشْرَهَ أَنْفُسُکُمْ إِلَی شَیْ ءٍ مِمَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَیْکُمْ فَإِنَّهُ مَنِ انْتَهَکَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَیْهِ هَاهُنَا فِی الدُّنْیَا حَالَ اللَّهُ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الْجَنَّةِ وَ نَعِیمِهَا وَ لَذَّتِهَا وَ کَرَامَتِهَا الْقَائِمَةِ الدَّائِمَةِ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ أَبَدَ الْ آبِدِینَ وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ بِئْسَ الْحَظُّ الْخَطَرُ لِمَنْ خَاطَرَ اللَّهَ بِتَرْکِ طَاعَةِ اللَّهِ وَ رُکُوبِ مَعْصِیَتِهِ فَاخْتَارَ أَنْ یَنْتَهِکَ مَحَارِمَ اللَّهِ فِی لَذَّاتِ دُنْیَا مُنْقَطِعَةٍ زَائِلَةٍ عَنْ أَهْلِهَا عَلَی خُلُودِ نَعِیمٍ فِی الْجَنَّةِ وَ لَذَّاتِهَا وَ کَرَامَةِ أَهْلِهَا وَیْلٌ لِأُولَئِکَ مَا أَخْیَبَ حَظَّهُمْ وَ أَخْسَرَ کَرَّتَهُمْ وَ أَسْوَأَ حَالَهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ اسْتَجِیرُوا اللَّهَ أَنْ یُجِیرَکُمْ فِی مِثَالِهِمْ أَبَداً وَ أَنْ یَبْتَلِیَکُمْ بِمَا ابْتَلَاهُمْ بِهِ وَ لَا قُوَّةَ لَنَا وَ لَکُمْ إِلَّا بِهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ أَیَّتُهَا الْعِصَابَةُ النَّاجِیَةُ إِنْ أَتَمَّ اللَّهُ لَکُمْ مَا أَعْطَاکُمْ بِهِ فَإِنَّهُ لَا یَتِمُّ الْأَمْرُ حَتَّی یَدْخُلَ عَلَیْکُمْ مِثْلُ الَّذِی دَخَلَ عَلَی الصَّالِحِینَ قَبْلَکُمْ وَ حَتَّی تُبْتَلَوْا فِی أَنْفُسِکُمْ
الکافی ج : 8 ص : 5
وَ أَمْوَالِکُمْ وَ حَتَّی تَسْمَعُوا مِنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ أَذًی کَثِیراً فَتَصْبِرُوا وَ تَعْرُکُوا بِجُنُوبِکُمْ وَ حَتَّی یَسْتَذِلُّوکُمْ وَ یُبْغِضُوکُمْ وَ حَتَّی یُحَمِّلُوا عَلَیْکُمُ الضَّیْمَ فَتَحَمَّلُوا مِنْهُمْ تَلْتَمِسُونَ بِذَلِکَ وَجْهَ اللَّهِ وَ الدَّارَ الْ آخِرَةَ وَ حَتَّی تَکْظِمُوا الْغَیْظَ الشَّدِیدَ فِی الْأَذَی فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَجْتَرِمُونَهُ إِلَیْکُمْ وَ حَتَّی یُکَذِّبُوکُمْ بِالْحَقِّ وَ یُعَادُوکُمْ فِیهِ وَ یُبْغِضُوکُمْ عَلَیْهِ فَتَصْبِرُوا عَلَی ذَلِکَ مِنْهُمْ وَ مِصْدَاقُ ذَلِکَ کُلِّهِ فِی کِتَابُ اللَّهِ الَّذِی أَنْزَلَهُ جَبْرَئِیلُ ع عَلَی نَبِیِّکُمْ ص سَمِعْتُمْ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِنَبِیِّکُمْ ص فَاصْبِرْ کَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَ لا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ ثُمَّ قَالَ وَ إِنْ یُکَذِّبُوکَ فَقَدْ کُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِکَ فَصَبَرُوا عَلی ما کُذِّبُوا وَ أُوذُوا فَقَدْ کُذِّبَ نَبِیُّ اللَّهِ وَ الرُّسُلُ مِنْ قَبْلِهِ وَ أُوذُوا مَعَ التَّکْذِیبِ بِالْحَقِّ فَإِنْ سَرَّکُمْ أَمْرُ اللَّهِ فِیهِمُ الَّذِی خَلَقَهُمْ لَهُ فِی الْأَصْلِ [أَصْلِ الْخَلْقِ ]مِنَ الْکُفْرِ الَّذِی سَبَقَ فِی عِلْمِ اللَّهِ أَنْ یَخْلُقَهُمْ لَهُ فِی الْأَصْلِ وَ مِنَ الَّذِینَ سَمَّاهُمُ اللَّهُ فِی کِتَابُ هِ فِی قَوْلِهِ وَ جَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً یَدْعُونَ إِلَی النَّارِ فَتَدَبَّرُوا هَذَا وَ اعْقِلُوهُ وَ لَا تَجْهَلُوهُ فَإِنَّهُ مَنْ یَجْهَلْ هَذَا وَ أَشْبَاهَهُ مِمَّا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَیْهِ فِی کِتَابُ هِ مِمَّا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَ نَهَی عَنْهُ تَرَکَ دِینَ اللَّهِ وَ رَکِبَ مَعَاصِیَهُ فَاسْتَوْجَبَ سَخَطَ اللَّهِ فَأَکَبَّهُ اللَّهُ عَلَی وَجْهِهِ فِی النَّارِ وَ قَالَ أَیَّتُهَا الْعِصَابَةُ الْمَرْحُومَةُ الْمُفْلِحَةُ إِنَّ اللَّهَ أَتَمَّ لَکُمْ مَا آتَاکُمْ مِنَ الْخَیْرِ وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ لَیْسَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ وَ لَا مِنْ أَمْرِهِ أَنْ یَأْخُذَ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ فِی دِینِهِ بِهَوًی وَ لَا رَأْیٍ وَ لَا مَقَایِیسَ قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ الْقُرْآنَ وَ جَعَلَ فِیهِ تِبْیَانَ کُلِّ شَیْ ءٍ وَ جَعَلَ لِلْقُرْآنِ وَ لِتَعَلُّمِ الْقُرْآنِ أَهْلًا لَا یَسَعُ أَهْلَ عِلْمِ الْقُرْآنِ الَّذِینَ آتَاهُمُ اللَّهُ عِلْمَهُ أَنْ یَأْخُذُوا فِیهِ بِهَوًی وَ لَا رَأْیٍ وَ لَا مَقَایِیسَ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ عَنْ ذَلِکَ بِمَا آتَاهُمْ مِنْ عِلْمِهِ وَ خَصَّهُمْ بِهِ وَ وَضَعَهُ عِنْدَهُمْ کَرَامَةً مِنَ اللَّهِ أَکْرَمَهُمْ
الکافی ج : 8 ص : 6
بِهَا وَ هُمْ أَهْلُ الذِّکْرِ الَّذِینَ أَمَرَ اللَّهُ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِسُؤَالِهِمْ وَ هُمُ الَّذِینَ مَنْ سَأَلَهُمْ وَ قَدْ سَبَقَ فِی عِلْمِ اللَّهِ أَنْ یُصَدِّقَهُمْ وَ یَتَّبِعَ أَثَرَهُمْ أَرْشَدُوهُ وَ أَعْطَوْهُ مِنْ عِلْمِ الْقُرْآنِ مَا یَهْتَدِی بِهِ إِلَی اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَ إِلَی جَمِیعِ سُبُلِ الْحَقِّ وَ هُمُ الَّذِینَ لَا یَرْغَبُ عَنْهُمْ وَ عَنْ مَسْأَلَتِهِمْ وَ عَنْ عِلْمِهِمُ الَّذِی أَکْرَمَهُمُ اللَّهُ بِهِ وَ جَعَلَهُ عِنْدَهُمْ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَیْهِ فِی عِلْمِ اللَّهِ الشَّقَاءُ فِی أَصْلِ الْخَلْقِ تَحْتَ الْأَظِلَّةِ فَأُولَئِکَ الَّذِینَ یَرْغَبُونَ عَنْ سُؤَالِ أَهْلِ الذِّکْرِ وَ الَّذِینَ آتَاهُمُ اللَّهُ عِلْمَ الْقُرْآنِ وَ وَضَعَهُ عِنْدَهُمْ وَ أَمَرَ بِسُؤَالِهِمْ وَ أُولَئِکَ الَّذِینَ یَأْخُذُونَ بِأَهْوَائِهِمْ وَ آرَائِهِمْ وَ مَقَایِیسِهِمْ حَتَّی دَخَلَهُمُ الشَّیْطَانُ لِأَنَّهُمْ جَعَلُوا أَهْلَ الْإِیمَانِ فِی عِلْمِ الْقُرْآنِ عِنْدَ اللَّهِ کَافِرِینَ وَ جَعَلُوا أَهْلَ الضَّلَالَةِ فِی عِلْمِ الْقُرْآنِ عِنْدَ اللَّهِ مُؤْمِنِینَ وَ حَتَّی جَعَلُوا مَا أَحَلَّ اللَّهُ فِی کَثِیرٍ مِنَ الْأَمْرِ حَرَاماً وَ جَعَلُوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ فِی کَثِیرٍ مِنَ الْأَمْرِ حَلَالًا فَذَلِکَ أَصْلُ ثَمَرَةِ أَهْوَائِهِمْ وَ قَدْ عَهِدَ إِلَیْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ ص قَبْلَ مَوْتِهِ فَقَالُوا نَحْنُ بَعْدَ مَا قَبَضَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ رَسُولَهُ یَسَعُنَا أَنْ نَأْخُذَ بِمَا اجْتَمَعَ عَلَیْهِ رَأْیُ النَّاسِ بَعْدَ مَا قَبَضَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ رَسُولَهُ ص وَ بَعْدَ عَهْدِهِ الَّذِی عَهِدَهُ إِلَیْنَا وَ أَمَرَنَا بِهِ مُخَالِفاً لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ ص فَمَا أَحَدٌ أَجْرَأَ عَلَی اللَّهِ وَ لَا أَبْیَنَ ضَلَالَةً مِمَّنْ أَخَذَ بِذَلِکَ وَ زَعَمَ أَنَّ ذَلِکَ یَسَعُهُ وَ اللَّهِ إِنَّ لِلَّهِ عَلَی خَلْقِهِ أَنْ یُطِیعُوهُ وَ یَتَّبِعُوا أَمْرَهُ فِی حَیَاةِ مُحَمَّدٍ ص وَ بَعْدَ مَوْتِهِ هَلْ یَسْتَطِیعُ أُولَئِکَ أَعْدَاءُ اللَّهِ أَنْ یَزْعُمُوا أَنَّ أَحَداً مِمَّنْ أَسْلَمَ مَعَ مُحَمَّدٍ ص أَخَذَ بِقَوْلِهِ وَ رَأْیِهِ وَ مَقَایِیسِهِ فَإِنْ قَالَ نَعَمْ فَقَدْ کَذَبَ عَلَی اللَّهِ وَ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِیداً وَ إِنْ قَالَ لَا لَمْ یَکُنْ لِأَحَدٍ أَنْ یَأْخُذَ بِرَأْیِهِ وَ هَوَاهُ وَ مَقَایِیسِهِ فَقَدْ أَقَرَّ بِالْحُجَّةِ عَلَی نَفْسِهِ وَ هُوَ مِمَّنْ یَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ یُطَاعُ وَ یُتَّبَعُ أَمْرُهُ بَعْدَ قَبْضِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ وَ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلی أَعْقابِکُمْ وَ مَنْ یَنْقَلِبْ عَلی عَقِبَیْهِ فَلَنْ یَضُرَّ اللَّهَ شَیْئاً وَ سَیَجْزِی اللَّهُ الشَّاکِرِینَ وَ ذَلِکَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ یُطَاعُ وَ یُتَّبَعُ أَمْرُهُ فِی حَیَاةِ مُحَمَّدٍ ص وَ بَعْدَ قَبْضِ اللَّهِ مُحَمَّداً ص وَ کَمَا لَمْ یَکُنْ لِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ مَعَ مُحَمَّدٍ ص أَنْ یَأْخُذَ بِهَوَاهُ وَ لَا رَأْیِهِ وَ لَا مَقَایِیسِهِ خِلَافاً لِأَمْرِ مُحَمَّدٍ ص فَکَذَلِکَ لَمْ یَکُنْ لِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ ص أَنْ یَأْخُذَ بِهَوَاهُ وَ لَا رَأْیِهِ وَ لَا مَقَایِیسِهِ
الکافی ج : 8 ص : 7
وَ قَالَ دَعُوا رَفْعَ أَیْدِیکُمْ فِی الصَّلَاةِ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً حِینَ تُفْتَتَحُ الصَّلَاةُ فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ شَهَرُوکُمْ بِذَلِکَ وَ اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ قَالَ أَکْثِرُوا مِنْ أَنْ تَدْعُوا اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِینَ أَنْ یَدْعُوهُ وَ قَدْ وَعَدَ اللَّهُ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِینَ بِالِاسْتِجَابَةِ وَ اللَّهُ مُصَیِّرٌ دُعَاءَ الْمُؤْمِنِینَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ لَهُمْ عَمَلًا یَزِیدُهُمْ بِهِ فِی الْجَنَّةِ فَأَکْثِرُوا ذِکْرَ اللَّهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ فِی کُلِّ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ بِکَثْرَةِ الذِّکْرِ لَهُ وَ اللَّهُ ذَاکِرٌ لِمَنْ ذَکَرَهُ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَمْ یَذْکُرْهُ أَحَدٌ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِینَ إِلَّا ذَکَرَهُ بِخَیْرٍ فَأَعْطُوا اللَّهَ مِنْ أَنْفُسِکُمُ الِاجْتِهَادَ فِی طَاعَتِهِ فَإِنَّ اللَّهَ لَا یُدْرَکُ شَیْ ءٌ مِنَ الْخَیْرِ عِنْدَهُ إِلَّا بِطَاعَتِهِ وَ اجْتِنَابِ مَحَارِمِهِ الَّتِی حَرَّمَ اللَّهُ فِی ظَاهِرِ الْقُرْآنِ وَ بَاطِنِهِ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی قَالَ فِی کِتَابُ هِ وَ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَ ذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَ باطِنَهُ وَ اعْلَمُوا أَنَّ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ تَجْتَنِبُوهُ فَقَدْ حَرَّمَهُ وَ اتَّبِعُوا آثَارَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ سُنَّتَهُ فَخُذُوا بِهَا وَ لَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَکُمْ وَ آرَاءَکُمْ فَتَضِلُّوا فَإِنَّ أَضَلَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ وَ رَأْیَهُ بِغَیْرِ هُدًی مِنَ اللَّهِ وَ أَحْسِنُوا إِلَی أَنْفُسِکُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ فَ إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِکُمْ وَ إِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها وَ جَامِلُوا النَّاسَ وَ لَا تَحْمِلُوهُمْ عَلَی رِقَابِکُمْ تَجْمَعُوا مَعَ ذَلِکَ طَاعَةَ رَبِّکُمْ وَ إِیَّاکُمْ وَ سَبَّ أَعْدَاءِ اللَّهِ حَیْثُ یَسْمَعُونَکُمْ فَیَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَیْرِ عِلْمٍ وَ قَدْ یَنْبَغِی لَکُمْ أَنْ تَعْلَمُوا حَدَّ سَبِّهِمْ لِلَّهِ کَیْفَ هُوَ إِنَّهُ مَنْ سَبَّ أَوْلِیَاءَ اللَّهِ فَقَدِ انْتَهَکَ سَبَ
الکافی ج : 8 ص : 8
اللَّهِ وَ مَنْ أَظْلَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِمَّنِ اسْتَسَبَّ لِلَّهِ وَ لِأَوْلِیَاءِ اللَّهِ فَمَهْلًا مَهْلًا فَاتَّبِعُوا أَمْرَ اللَّهِ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ قَالَ أَیَّتُهَا الْعِصَابَةُ الْحَافِظُ اللَّهُ لَهُمْ أَمْرَهُمْ عَلَیْکُمْ بِ آثَارِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ سُنَّتِهِ وَ آثَارِ الْأَئِمَّةِ الْهُدَاةِ مِنْ أَهْلِ بَیْتِ رَسُولِ اللَّهِ ص مِنْ بَعْدِهِ وَ سُنَّتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ أَخَذَ بِذَلِکَ فَقَدِ اهْتَدَی وَ مَنْ تَرَکَ ذَلِکَ وَ رَغِبَ عَنْهُ ضَلَّ لِأَنَّهُمْ هُمُ الَّذِینَ أَمَرَ اللَّهُ بِطَاعَتِهِمْ وَ وَلَایَتِهِمْ وَ قَدْ قَالَ أَبُونَا رَسُولُ اللَّهِ ص الْمُدَاوَمَةُ عَلَی الْعَمَلِ فِی اتِّبَاعِ الْ آثَارِ وَ السُّنَنِ وَ إِنْ قَلَّ أَرْضَی لِلَّهِ وَ أَنْفَعُ عِنْدَهُ فِی الْعَاقِبَةِ مِنَ الِاجْتِهَادِ فِی الْبِدَعِ وَ اتِّبَاعِ الْأَهْوَاءِ أَلَا إِنَّ اتِّبَاعَ الْأَهْوَاءِ وَ اتِّبَاعَ الْبِدَعِ بِغَیْرِ هُدًی مِنَ اللَّهِ ضَلَالٌ وَ کُلُّ ضَلَالَةٍ بِدْعَةٌ وَ کُلُّ بِدْعَةٍ فِی النَّارِ وَ لَنْ یُنَالَ شَیْ ءٌ مِنَ الْخَیْرِ عِنْدَ اللَّهِ إِلَّا بِطَاعَتِهِ وَ الصَّبْرِ وَ الرِّضَا لِأَنَّ الصَّبْرَ وَ الرِّضَا مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ لَنْ یُؤْمِنَ عَبْدٌ مِنْ عَبِیدِهِ حَتَّی یَرْضَی عَنِ اللَّهِ فِیمَا صَنَعَ اللَّهُ إِلَیْهِ وَ صَنَعَ بِهِ عَلَی مَا أَحَبَّ وَ کَرِهَ وَ لَنْ یَصْنَعَ اللَّهُ بِمَنْ صَبَرَ وَ رَضِیَ عَنِ اللَّهِ إِلَّا مَا هُوَ أَهْلُهُ وَ هُوَ خَیْرٌ لَهُ مِمَّا أَحَبَّ وَ کَرِهَ وَ عَلَیْکُمْ بِالْمُحَافَظَةِ عَلَی الصَّلَوَاتِ وَ الصَّلَاةِ الْوُسْطَی وَ قُومُوا لِلَّهِ قانِتِینَ کَمَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ الْمُؤْمِنِینَ فِی کِتَابُ هِ مِنْ قَبْلِکُمْ وَ إِیَّاکُمْ وَ عَلَیْکُمْ بِحُبِّ الْمَسَاکِینِ الْمُسْلِمِینَ فَإِنَّهُ مَنْ حَقَّرَهُمْ وَ تَکَبَّرَ عَلَیْهِمْ فَقَدْ زَلَّ عَنْ دِینِ اللَّهِ وَ اللَّهُ لَهُ حَاقِرٌ مَاقِتٌ وَ قَدْ قَالَ أَبُونَا رَسُولُ اللَّهِ ص أَمَرَنِی رَبِّی بِحُبِّ الْمَسَاکِینِ الْمُسْلِمِینَ مِنْهُمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّ مَنْ حَقَّرَ أَحَداً مِنَ الْمُسْلِمِینَ أَلْقَی اللَّهُ عَلَیْهِ الْمَقْتَ مِنْهُ وَ الْمَحْقَرَةَ حَتَّی یَمْقُتَهُ النَّاسُ وَ اللَّهُ لَهُ أَشَدُّ مَقْتاً فَاتَّقُوا اللَّهَ فِی إِخْوَانِکُمُ الْمُسْلِمِینَ الْمَسَاکِینِ فَإِنَّ لَهُمْ عَلَیْکُمْ حَقّاً أَنْ تُحِبُّوهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ رَسُولَهُ ص بِحُبِّهِمْ فَمَنْ لَمْ یُحِبَّ مَنْ أَمَرَ اللَّهُ بِحُبِّهِ فَقَدْ عَصَی اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ مَنْ عَصَی اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ مَاتَ عَلَی ذَلِکَ مَاتَ وَ هُوَ مِنَ الْغَاوِینَ وَ إِیَّاکُمْ وَ الْعَظَمَةَ وَ الْکِبْرَ فَإِنَّ الْکِبْرَ رِدَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَمَنْ نَازَعَ اللَّهَ رِدَاءَهُ خَصَمَهُ اللَّهُ وَ أَذَلَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ إِیَّاکُمْ أَنْ یَبْغِیَ بَعْضُکُمْ عَلَی بَعْضٍ فَإِنَّهَا لَیْسَتْ مِنْ خِصَالِ الصَّالِحِینَ فَإِنَّهُ مَنْ بَغَی صَیَّرَ اللَّهُ بَغْیَهُ عَلَی نَفْسِهِ وَ صَارَتْ نُصْرَةُ اللَّهِ لِمَنْ بُغِیَ عَلَیْهِ وَ مَنْ نَصَرَهُ اللَّهُ غَلَبَ وَ أَصَابَ الظَّفَرَ مِنَ اللَّهِ وَ إِیَّاکُمْ أَنْ یَحْسُدَ بَعْضُکُمْ بَعْضاً فَإِنَّ الْکُفْرَ أَصْلُهُ الْحَسَدُ وَ إِیَّاکُمْ أَنْ تُعِینُوا عَلَی مُسْلِمٍ مَظْلُومٍ فَیَدْعُوَ اللَّهَ عَلَیْکُمْ وَ یُسْتَجَابَ لَهُ فِیکُمْ فَإِنَّ أَبَانَا رَسُولَ اللَّهِ
الکافی ج : 8 ص : 9
ص کَانَ یَقُولُ إِنَّ دَعْوَةَ الْمُسْلِمِ الْمَظْلُومِ مُسْتَجَابَةٌ وَ لْیُعِنْ بَعْضُکُمْ بَعْضاً فَإِنَّ أَبَانَا رَسُولَ اللَّهِ ص کَانَ یَقُولُ إِنَّ مَعُونَةَ الْمُسْلِمِ خَیْرٌ وَ أَعْظَمُ أَجْراً مِنْ صِیَامِ شَهْرٍ وَ اعْتِکَافِهِ فِی الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَ إِیَّاکُمْ وَ إِعْسَارَ أَحَدٍ مِنْ إِخْوَانِکُمُ الْمُسْلِمِینَ أَنْ تُعْسِرُوهُ بِالشَّیْ ءِ یَکُونُ لَکُمْ قِبَلَهُ وَ هُوَ مُعْسِرٌ فَإِنَّ أَبَانَا رَسُولَ اللَّهِ ص کَانَ یَقُولُ لَیْسَ لِمُسْلِمٍ أَنْ یُعْسِرَ مُسْلِماً وَ مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِراً أَظَلَّهُ اللَّهُ بِظِلِّهِ یَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ وَ إِیَّاکُمْ أَیَّتُهَا الْعِصَابَةُ الْمَرْحُومَةُ الْمُفَضَّلَةُ عَلَی مَنْ سِوَاهَا وَ حَبْسَ حُقُوقِ اللَّهِ قِبَلَکُمْ یَوْماً بَعْدَ یَوْمٍ وَ سَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ فَإِنَّهُ مَنْ عَجَّلَ حُقُوقَ اللَّهِ قِبَلَهُ کَانَ اللَّهُ أَقْدَرَ عَلَی التَّعْجِیلِ لَهُ إِلَی مُضَاعَفَةِ الْخَیْرِ فِی الْعَاجِلِ وَ الْ آجِلِ وَ إِنَّهُ مَنْ أَخَّرَ حُقُوقَ اللَّهِ قِبَلَهُ کَانَ اللَّهُ أَقْدَرَ عَلَی تَأْخِیرِ رِزْقِهِ وَ مَنْ حَبَسَ اللَّهُ رِزْقَهُ لَمْ یَقْدِرْ أَنْ یَرْزُقَ نَفْسَهُ فَأَدُّوا إِلَی اللَّهِ حَقَّ مَا رَزَقَکُمْ یُطَیِّبِ اللَّهُ لَکُمْ بَقِیَّتَهُ وَ یُنْجِزْ لَکُمْ مَا وَعَدَکُمْ مِنْ مُضَاعَفَتِهِ لَکُمُ الْأَضْعَافَ الْکَثِیرَةَ الَّتِی لَا یَعْلَمُ عَدَدَهَا وَ لَا کُنْهَ فَضْلِهَا إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِینَ وَ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ أَیَّتُهَا الْعِصَابَةُ وَ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا یَکُونَ مِنْکُمْ مُحْرِجُ الْإِمَامِ فَإِنَّ مُحْرِجَ الْإِمَامِ هُوَ الَّذِی یَسْعَی بِأَهْلِ الصَّلَاحِ مِنْ أَتْبَاعِ الْإِمَامِ الْمُسَلِّمِینَ لِفَضْلِهِ الصَّابِرِینَ عَلَی أَدَاءِ حَقِّهِ الْعَارِفِینَ لِحُرْمَتِهِ وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ نَزَلَ بِذَلِکَ الْمَنْزِلِ عِنْدَ الْإِمَامِ فَهُوَ مُحْرِجُ الْإِمَامِ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِکَ عِنْدَ الْإِمَامِ أَحْرَجَ الْإِمَامَ إِلَی أَنْ یَلْعَنَ أَهْلَ الصَّلَاحِ مِنْ أَتْبَاعِهِ الْمُسَلِّمِینَ لِفَضْلِهِ الصَّابِرِینَ عَلَی أَدَاءِ حَقِّهِ الْعَارِفِینَ بِحُرْمَتِهِ فَإِذَا لَعَنَهُمْ لِإِحْرَاجِ أَعْدَاءِ اللَّهِ الْإِمَامَ صَارَتْ لَعْنَتُهُ رَحْمَةً مِنَ اللَّهِ عَلَیْهِمْ وَ صَارَتِ اللَّعْنَةُ مِنَ اللَّهِ وَ مِنَ الْمَلَائِکَةِ وَ رُسُلِهِ عَلَی أُولَئِکَ
الکافی ج : 8 ص : 10
وَ اعْلَمُوا أَیَّتُهَا الْعِصَابَةُ أَنَّ السُّنَّةَ مِنَ اللَّهِ قَدْ جَرَتْ فِی الصَّالِحِینَ قَبْلُ وَ قَالَ مَنْ سَرَّهُ أَنْ یَلْقَی اللَّهَ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ حَقّاً حَقّاً فَلْیَتَوَلَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ لْیَبْرَأْ إِلَی اللَّهِ مِنْ عَدُوِّهِمْ وَ یُسَلِّمُ لِمَا انْتَهَی إِلَیْهِ مِنْ فَضْلِهِمْ لِأَنَّ فَضْلَهُمْ لَا یَبْلُغُهُ مَلَکٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا مَنْ دُونَ ذَلِکَ أَ لَمْ تَسْمَعُوا مَا ذَکَرَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِ أَتْبَاعِ الْأَئِمَّةِ الْهُدَاةِ وَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ قَالَ فَأُولئِکَ مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ حَسُنَ أُولئِکَ رَفِیقاً فَهَذَا وَجْهٌ مِنْ وُجُوهِ فَضْلِ أَتْبَاعِ الْأَئِمَّةِ فَکَیْفَ بِهِمْ وَ فَضْلِهِمْ وَ مَنْ سَرَّهُ أَنْ یُتِمَّ اللَّهُ لَهُ إِیمَانَهُ حَتَّی یَکُونَ مُؤْمِناً حَقّاً حَقّاً فَلْیَفِ لِلَّهِ بِشُرُوطِهِ الَّتِی اشْتَرَطَهَا عَلَی الْمُؤْمِنِینَ فَإِنَّهُ قَدِ اشْتَرَطَ مَعَ وَلَایَتِهِ وَ وَلَایَةِ رَسُولِهِ وَ وَلَایَةِ أَئِمَّةِ الْمُؤْمِنِینَ إِقَامَ الصَّلَاةِ وَ إِیتَاءَ الزَّکَاةِ وَ إِقْرَاضَ اللَّهِ قَرْضاً حَسَناً وَ اجْتِنَابَ الْفَوَاحِشِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَ مَا بَطَنَ فَلَمْ یَبْقَ شَیْ ءٌ مِمَّا فُسِّرَ مِمَّا حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا وَ قَدْ دَخَلَ فِی جُمْلَةِ قَوْلِهِ فَمَنْ دَانَ اللَّهَ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ اللَّهِ مُخْلِصاً لِلَّهِ وَ لَمْ یُرَخِّصْ لِنَفْسِهِ فِی تَرْکِ شَیْ ءٍ مِنْ هَذَا فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ فِی حِزْبِهِ الْغَالِبِینَ وَ هُوَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ حَقّاً وَ إِیَّاکُمْ وَ الْإِصْرَارَ عَلَی شَیْ ءٍ مِمَّا حَرَّمَ اللَّهُ فِی ظَهْرِ الْقُرْآنِ وَ بَطْنِهِ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ لَمْ یُصِرُّوا عَلی ما فَعَلُوا وَ هُمْ یَعْلَمُونَ إِلَی هَاهُنَا رِوَایَةُ الْقَاسِمِ بْنِ رَبِیعٍ یَعْنِی الْمُؤْمِنِینَ قَبْلَکُمْ إِذَا نَسُوا شَیْئاً مِمَّا اشْتَرَطَ اللَّهُ فِی کِتَابُ هِ عَرَفُوا أَنَّهُمْ قَدْ عَصَوُا اللَّهَ فِی تَرْکِهِمْ ذَلِکَ الشَّیْ ءَ فَاسْتَغْفَرُوا وَ لَمْ یَعُودُوا إِلَی تَرْکِهِ فَذَلِکَ مَعْنَی قَوْلِ اللَّهِ وَ لَمْ یُصِرُّوا عَلی ما فَعَلُوا وَ هُمْ یَعْلَمُونَ
الکافی ج : 8 ص : 11
وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ إِنَّمَا أَمَرَ وَ نَهَی لِیُطَاعَ فِیمَا أَمَرَ بِهِ وَ لِیُنْتَهَی عَمَّا نَهَی عَنْهُ فَمَنِ اتَّبَعَ أَمْرَهُ فَقَدْ أَطَاعَهُ وَ قَدْ أَدْرَکَ کُلَّ شَیْ ءٍ مِنَ الْخَیْرِ عِنْدَهُ وَ مَنْ لَمْ یَنْتَهِ عَمَّا نَهَی اللَّهُ عَنْهُ فَقَدْ عَصَاهُ فَإِنْ مَاتَ عَلَی مَعْصِیَتِهِ أَکَبَّهُ اللَّهُ عَلَی وَجْهِهِ فِی النَّارِ وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ لَیْسَ بَیْنَ اللَّهِ وَ بَیْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ مَلَکٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا مَنْ دُونَ ذَلِکَ مِنْ خَلْقِهِ کُلِّهِمْ إِلَّا طَاعَتُهُمْ لَهُ فَاجْتَهِدُوا فِی طَاعَةِ اللَّهِ إِنْ سَرَّکُمْ أَنْ تَکُونُوا مُؤْمِنِینَ حَقّاً حَقّاً وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ قَالَ وَ عَلَیْکُمْ بِطَاعَةِ رَبِّکُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ فَإِنَّ اللَّهَ رَبُّکُمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّ الْإِسْلَامَ هُوَ التَّسْلِیمُ وَ التَّسْلِیمَ هُوَ الْإِسْلَامُ فَمَنْ سَلَّمَ فَقَدْ أَسْلَمَ وَ مَنْ لَمْ یُسَلِّمْ فَلَا إِسْلَامَ لَهُ وَ مَنْ سَرَّهُ أَنْ یُبْلِغَ إِلَی نَفْسِهِ فِی الْإِحْسَانِ فَلْیُطِعِ اللَّهَ فَإِنَّهُ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ فَقَدْ أَبْلَغَ إِلَی نَفْسِهِ فِی الْإِحْسَانِ وَ إِیَّاکُمْ وَ مَعَاصِیَ اللَّهِ أَنْ تَرْکَبُوهَا فَإِنَّهُ مَنِ انْتَهَکَ مَعَاصِیَ اللَّهِ فَرَکِبَهَا فَقَدْ أَبْلَغَ فِی الْإِسَاءَةِ إِلَی نَفْسِهِ وَ لَیْسَ بَیْنَ الْإِحْسَانِ وَ الْإِسَاءَةِ مَنْزِلَةٌ فَلِأَهْلِ الْإِحْسَانِ عِنْدَ رَبِّهِمُ الْجَنَّةُ وَ لِأَهْلِ الْإِسَاءَةِ عِنْدَ رَبِّهِمُ النَّارُ فَاعْمَلُوا بِطَاعَةِ اللَّهِ وَ اجْتَنِبُوا مَعَاصِیَهُ وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ لَیْسَ یُغْنِی عَنْکُمْ مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ شَیْئاً لَا مَلَکٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا مَنْ دُونَ ذَلِکَ فَمَنْ سَرَّهُ أَنْ تَنْفَعَهُ شَفَاعَةُ الشَّافِعِینَ عِنْدَ اللَّهِ فَلْیَطْلُبْ إِلَی اللَّهِ أَنْ یَرْضَی عَنْهُ وَ اعْلَمُوا أَنَّ أَحَداً مِنْ خَلْقِ اللَّهِ لَمْ یُصِبْ رِضَا اللَّهِ إِلَّا بِطَاعَتِهِ وَ طَاعَةِ رَسُولِهِ وَ طَاعَةِ وُلَاةِ أَمْرِهِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ ص وَ مَعْصِیَتُهُمْ مِنْ مَعْصِیَةِ اللَّهِ وَ لَمْ یُنْکِرْ لَهُمْ فَضْلًا عَظُمَ أَوْ صَغُرَ وَ اعْلَمُوا أَنَّ الْمُنْکِرِینَ هُمُ الْمُکَذِّبُونَ وَ أَنَّ الْمُکَذِّبِینَ هُمُ الْمُنَافِقُونَ وَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ لِلْمُنَافِقِینَ وَ قَوْلُهُ الْحَقُّ إِنَّ الْمُنافِقِینَ فِی الدَّرْکِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَ لَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِیراً وَ لَا یَفْرَقَنَّ أَحَدٌ مِنْکُمْ أَلْزَمَ اللَّهُ قَلْبَهُ طَاعَتَهُ وَ خَشْیَتَهُ مِنْ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ مِمَّنْ أَخْرَجَهُ اللَّهُ مِنْ صِفَةِ الْحَقِّ وَ لَمْ یَجْعَلْهُ مِنْ أَهْلِهَا فَإِنَّ مَنْ لَمْ یَجْعَلِ اللَّهُ مِنْ أَهْلِ صِفَةِ الْحَقِّ فَأُولَئِکَ هُمْ شَیَاطِینُ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ وَ إِنَّ لِشَیَاطِینِ الْإِنْسِ حِیلَةً وَ مَکْراً وَ خَدَائِعَ وَ وَسْوَسَةً بَعْضِهِمْ إِلَی بَعْضٍ یُرِیدُونَ إِنِ اسْتَطَاعُوا أَنْ یَرُدُّوا أَهْلَ الْحَقِّ عَمَّا أَکْرَمَهُمُ اللَّهُ بِهِ مِنَ النَّظَرِ فِی دِینِ اللَّهِ الَّذِی لَمْ یَجْعَلِ اللَّهُ شَیَاطِینَ الْإِنْسِ مِنْ أَهْلِهِ إِرَادَةَ أَنْ یَسْتَوِیَ أَعْدَاءُ اللَّهِ وَ أَهْلُ الْحَقِّ
الکافی ج : 8 ص : 12
فِی الشَّکِّ وَ الْإِنْکَارِ وَ التَّکْذِیبِ فَیَکُونُونَ سَوَاءً کَمَا وَصَفَ اللَّهُ تَعَالَی فِی کِتَابُ هِ مِنْ قَوْلِهِ وَدُّوا لَوْ تَکْفُرُونَ کَما کَفَرُوا فَتَکُونُونَ سَواءً ثُمَّ نَهَی اللَّهُ أَهْلَ النَّصْرِ بِالْحَقِّ أَنْ یَتَّخِذُوا مِنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ وَلِیّاً وَ لَا نَصِیراً فَلَا یُهَوِّلَنَّکُمْ وَ لَا یَرُدَّنَّکُمْ عَنِ النَّصْرِ بِالْحَقِّ الَّذِی خَصَّکُمُ اللَّهُ بِهِ مِنْ حِیلَةِ شَیَاطِینِ الْإِنْسِ وَ مَکْرِهِمْ مِنْ أُمُورِکُمْ تَدْفَعُونَ أَنْتُمُ السَّیِّئَةَ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ فِیمَا بَیْنَکُمْ وَ بَیْنَهُمْ تَلْتَمِسُونَ بِذَلِکَ وَجْهَ رَبِّکُمْ بِطَاعَتِهِ وَ هُمْ لَا خَیْرَ عِنْدَهُمْ لَا یَحِلُّ لَکُمْ أَنْ تُظْهِرُوهُمْ عَلَی أُصُولِ دِینِ اللَّهِ فَإِنَّهُمْ إِنْ سَمِعُوا مِنْکُمْ فِیهِ شَیْئاً عَادَوْکُمْ عَلَیْهِ وَ رَفَعُوهُ عَلَیْکُمْ وَ جَهَدُوا عَلَی هَلَاکِکُمْ وَ اسْتَقْبَلُوکُمْ بِمَا تَکْرَهُونَ وَ لَمْ یَکُنْ لَکُمُ النَّصَفَةُ مِنْهُمْ فِی دُوَلِ الْفُجَّارِ فَاعْرِفُوا مَنْزِلَتَکُمْ فِیمَا بَیْنَکُمْ وَ بَیْنَ أَهْلِ الْبَاطِلِ فَإِنَّهُ لَا یَنْبَغِی لِأَهْلِ الْحَقِّ أَنْ یُنْزِلُوا أَنْفُسَهُمْ مَنْزِلَةَ أَهْلِ الْبَاطِلِ لِأَنَّ اللَّهَ لَمْ یَجْعَلْ أَهْلَ الْحَقِّ عِنْدَهُ بِمَنْزِلَةِ أَهْلِ الْبَاطِلِ أَ لَمْ یَعْرِفُوا وَجْهَ قَوْلِ اللَّهِ فِی کِتَابُ هِ إِذْ یَقُولُ أَمْ نَجْعَلُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ کَالْمُفْسِدِینَ فِی الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِینَ کَالْفُجَّارِ أَکْرِمُوا أَنْفُسَکُمْ عَنْ أَهْلِ الْبَاطِلِ وَ لَا تَجْعَلُوا اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی وَ لَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَی وَ إِمَامَکُمْ وَ دِینَکُمُ الَّذِی تَدِینُونَ بِهِ عُرْضَةً لِأَهْلِ الْبَاطِلِ فَتُغْضِبُوا اللَّهَ عَلَیْکُمْ فَتَهْلِکُوا فَمَهْلًا مَهْلًا یَا أَهْلَ الصَّلَاحِ لَا تَتْرُکُوا أَمْرَ اللَّهِ وَ أَمْرَ مَنْ أَمَرَکُمْ بِطَاعَتِهِ فَیُغَیِّرَ اللَّهُ مَا بِکُمْ مِنْ نِعْمَةٍ أَحِبُّوا فِی اللَّهِ مَنْ وَصَفَ صِفَتَکُمْ وَ أَبْغِضُوا فِی اللَّهِ مَنْ خَالَفَکُمْ وَ ابْذُلُوا مَوَدَّتَکُمْ وَ نَصِیحَتَکُمْ [لِمَنْ وَصَفَ صِفَتَکُمْ ]وَ لَا تَبْتَذِلُوهَا لِمَنْ رَغِبَ عَنْ صِفَتِکُمْ وَ عَادَاکُمْ عَلَیْهَا وَ بَغَی لَکُمُ الْغَوَائِلَ هَذَا أَدَبُنَا أَدَبُ اللَّهِ فَخُذُوا بِهِ وَ تَفَهَّمُوهُ وَ اعْقِلُوهُ وَ لَا تَنْبِذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِکُمْ مَا وَافَقَ هُدَاکُمْ أَخَذْتُمْ بِهِ وَ مَا وَافَقَ هَوَاکُمْ طَرَحْتُمُوهُ وَ لَمْ تَأْخُذُوا بِهِ وَ إِیَّاکُمْ وَ التَّجَبُّرَ عَلَی اللَّهِ وَ اعْلَمُوا أَنَّ عَبْداً لَمْ یُبْتَلَ بِالتَّجَبُّرِ عَلَی اللَّهِ إِلَّا تَجَبَّرَ عَلَی دِینِ اللَّهِ فَاسْتَقِیمُوا لِلَّهِ وَ لَا تَرْتَدُّوا عَلَی أَعْقَابِکُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِینَ أَجَارَنَا اللَّهُ وَ إِیَّاکُمْ مِنَ التَّجَبُّرِ عَلَی اللَّهِ وَ لَا قُوَّةَ لَنَا وَ لَکُمْ إِلَّا بِاللَّهِ وَ قَالَ ع إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا کَانَ خَلَقَهُ اللَّهُ فِی الْأَصْلِ أَصْلِ الْخَلْقِ مُؤْمِناً لَمْ یَمُتْ حَتَّی یُکَرِّهَ اللَّهُ إِلَیْهِ الشَّرَّ وَ یُبَاعِدَهُ عَنْهُ وَ مَنْ کَرَّهَ اللَّهُ إِلَیْهِ الشَّرَّ وَ بَاعَدَهُ عَنْهُ عَافَاهُ اللَّهُ مِنَ الْکِبْرِ
الکافی ج : 8 ص : 13
أَنْ یَدْخُلَهُ وَ الْجَبْرِیَّةِ فَلَانَتْ عَرِیکَتُهُ وَ حَسُنَ خُلُقُهُ وَ طَلُقَ وَجْهُهُ وَ صَارَ عَلَیْهِ وَقَارُ الْإِسْلَامِ وَ سَکِینَتُهُ وَ تَخَشُّعُهُ وَ وَرِعَ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ وَ اجْتَنَبَ مَسَاخِطَهُ وَ رَزَقَهُ اللَّهُ مَوَدَّةَ النَّاسِ وَ مُجَامَلَتَهُمْ وَ تَرْکَ مُقَاطَعَةِ النَّاسِ وَ الْخُصُومَاتِ وَ لَمْ یَکُنْ مِنْهَا وَ لَا مِنْ أَهْلِهَا فِی شَیْ ءٍ وَ إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا کَانَ اللَّهُ خَلَقَهُ فِی الْأَصْلِ [أَصْلِ الْخَلْقِ ]کَافِراً لَمْ یَمُتْ حَتَّی یُحَبِّبَ إِلَیْهِ الشَّرَّ وَ یُقَرِّبَهُ مِنْهُ فَإِذَا حَبَّبَ إِلَیْهِ الشَّرَّ وَ قَرَّبَهُ مِنْهُ ابْتُلِیَ بِالْکِبْرِ وَ الْجَبْرِیَّةِ فَقَسَا قَلْبُهُ وَ سَاءَ خُلُقُهُ وَ غَلُظَ وَجْهُهُ وَ ظَهَرَ فُحْشُهُ وَ قَلَّ حَیَاؤُهُ وَ کَشَفَ اللَّهُ سِتْرَهُ وَ رَکِبَ الْمَحَارِمَ فَلَمْ یَنْزِعْ عَنْهَا وَ رَکِبَ مَعَاصِیَ اللَّهِ وَ أَبْغَضَ طَاعَتَهُ وَ أَهْلَهَا فَبُعْدٌ مَا بَیْنَ حَالِ الْمُؤْمِنِ وَ حَالِ الْکَافِرِ سَلُوا اللَّهَ الْعَافِیَةَ وَ اطْلُبُوهَا إِلَیْهِ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ صَبِّرُوا النَّفْسَ عَلَی الْبَلَاءِ فِی الدُّنْیَا فَإِنَّ تَتَابُعَ الْبَلَاءِ فِیهَا وَ الشِّدَّةَ فِی طَاعَةِ اللَّهِ وَ وَلَایَتِهِ وَ وَلَایَةِ مَنْ أَمَرَ بِوَلَایَتِهِ خَیْرٌ عَاقِبَةً عِنْدَ اللَّهِ فِی الْ آخِرَةِ مِنْ مُلْکِ الدُّنْیَا وَ إِنْ طَالَ تَتَابُعُ نَعِیمِهَا وَ زَهْرَتِهَا وَ غَضَارَةُ عَیْشِهَا فِی مَعْصِیَةِ اللَّهِ وَ وَلَایَةِ مَنْ نَهَی اللَّهُ عَنْ وَلَایَتِهِ وَ طَاعَتِهِ فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ بِوَلَایَةِ الْأَئِمَّةِ الَّذِینَ سَمَّاهُمُ اللَّهُ فِی کِتَابُ هِ فِی قَوْلِهِ وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَ هُمُ الَّذِینَ أَمَرَ اللَّهُ بِوَلَایَتِهِمْ وَ طَاعَتِهِمْ وَ الَّذِینَ نَهَی اللَّهُ عَنْ وَلَایَتِهِمْ وَ طَاعَتِهِمْ وَ هُمْ أَئِمَّةُ الضَّلَالَةِ الَّذِینَ قَضَی اللَّهُ أَنْ یَکُونَ لَهُمْ دُوَلٌ فِی الدُّنْیَا عَلَی أَوْلِیَاءِ اللَّهِ الْأَئِمَّةِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ یَعْمَلُونَ فِی دُولَتِهِمْ بِمَعْصِیَةِ اللَّهِ وَ مَعْصِیَةِ رَسُولِهِ ص لِیَحِقَّ عَلَیْهِمْ کَلِمَةُ الْعَذَابِ وَ لِیَتِمَّ أَنْ تَکُونُوا مَعَ نَبِیِّ اللَّهِ مُحَمَّدٍ ص وَ الرُّسُلِ مِنْ قَبْلِهِ فَتَدَبَّرُوا مَا قَصَّ اللَّهُ عَلَیْکُمْ فِی کِتَابُ هِ مِمَّا ابْتَلَی بِهِ أَنْبِیَاءَهُ وَ أَتْبَاعَهُمُ الْمُؤْمِنِینَ ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ أَنْ یُعْطِیَکُمُ الصَّبْرَ عَلَی الْبَلَاءِ فِی السَّرَّاءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ الشِّدَّةِ وَ الرَّخَاءِ مِثْلَ الَّذِی أَعْطَاهُمْ وَ إِیَّاکُمْ وَ مُمَاظَّةَ أَهْلِ الْبَاطِلِ وَ عَلَیْکُمْ بِهُدَی الصَّالِحِینَ وَ وَقَارِهِمْ وَ سَکِینَتِهِمْ وَ حِلْمِهِمْ وَ تَخَشُّعِهِمْ وَ وَرَعِهِمْ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ وَ صِدْقِهِمْ وَ وَفَائِهِمْ وَ اجْتِهَادِهِمْ لِلَّهِ فِی الْعَمَلِ بِطَاعَتِهِ فَإِنَّکُمْ إِنْ لَمْ تَفْعَلُوا ذَلِکَ لَمْ تُنْزَلُوا عِنْدَ رَبِّکُمْ مَنْزِلَةَ الصَّالِحِینَ قَبْلَکُمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَیْراً شَرَحَ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَإِذَا أَعْطَاهُ ذَلِکَ أَنْطَقَ
الکافی ج : 8 ص : 14
لِسَانَهُ بِالْحَقِّ وَ عَقَدَ قَلْبَهُ عَلَیْهِ فَعَمِلَ بِهِ فَإِذَا جَمَعَ اللَّهُ لَهُ ذَلِکَ تَمَّ لَهُ إِسْلَامُهُ وَ کَانَ عِنْدَ اللَّهِ إِنْ مَاتَ عَلَی ذَلِکَ الْحَالِ مِنَ الْمُسْلِمِینَ حَقّاً وَ إِذَا لَمْ یُرِدِ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَیْراً وَکَلَهُ إِلَی نَفْسِهِ وَ کَانَ صَدْرُهُ ضَیِّقاً حَرَجاً فَإِنْ جَرَی عَلَی لِسَانِهِ حَقٌّ لَمْ یُعْقَدْ قَلْبُهُ عَلَیْهِ وَ إِذَا لَمْ یُعْقَدْ قَلْبُهُ عَلَیْهِ لَمْ یُعْطِهِ اللَّهُ الْعَمَلَ بِهِ فَإِذَا اجْتَمَعَ ذَلِکَ عَلَیْهِ حَتَّی یَمُوتَ وَ هُوَ عَلَی تِلْکَ الْحَالِ کَانَ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْمُنَافِقِینَ وَ صَارَ مَا جَرَی عَلَی لِسَانِهِ مِنَ الْحَقِّ الَّذِی لَمْ یُعْطِهِ اللَّهُ أَنْ یُعْقَدَ قَلْبُهُ عَلَیْهِ وَ لَمْ یُعْطِهِ الْعَمَلَ بِهِ حُجَّةً عَلَیْهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ سَلُوهُ أَنْ یَشْرَحَ صُدُورَکُمْ لِلْإِسْلَامِ وَ أَنْ یَجْعَلَ أَلْسِنَتَکُمْ تَنْطِقُ بِالْحَقِّ حَتَّی یَتَوَفَّیکُمْ وَ أَنْتُمْ عَلَی ذَلِکَ وَ أَنْ یَجْعَلَ مُنْقَلَبَکُمْ مُنْقَلَبَ الصَّالِحِینَ قَبْلَکُمْ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ مَنْ سَرَّهُ أَنْ یَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ یُحِبُّهُ فَلْیَعْمَلْ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَ لْیَتَّبِعْنَا أَ لَمْ یَسْمَعْ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِنَبِیِّهِ ص قُلْ إِنْ کُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْکُمُ اللَّهُ وَ یَغْفِرْ لَکُمْ ذُنُوبَکُمْ وَ اللَّهِ لَا یُطِیعُ اللَّهَ عَبْدٌ أَبَداً إِلَّا أَدْخَلَ اللَّهُ عَلَیْهِ فِی طَاعَتِهِ اتِّبَاعَنَا وَ لَا وَ اللَّهِ لَا یَتَّبِعُنَا عَبْدٌ أَبَداً إِلَّا أَحَبَّهُ اللَّهُ وَ لَا وَ اللَّهِ لَا یَدَعُ أَحَدٌ اتِّبَاعَنَا أَبَداً إِلَّا أَبْغَضَنَا وَ لَا وَ اللَّهِ لَا یُبْغِضُنَا أَحَدٌ أَبَداً إِلَّا عَصَی اللَّهَ وَ مَنْ مَاتَ عَاصِیاً لِلَّهِ أَخْزَاهُ اللَّهُ وَ أَکَبَّهُ عَلَی وَجْهِهِ فِی النَّارِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ
صَحِیفَةُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ ع وَ کَلَامُهُ فِی الزُّهْدِ
2- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی وَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ جَمِیعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مَالِکِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ مَا سَمِعْتُ بِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ کَانَ أَزْهَدَ مِنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ ع إِلَّا مَا بَلَغَنِی مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ ع قَالَ أَبُو حَمْزَةَ کَانَ الْإِمَامُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ ع إِذَا تَکَلَّمَ فِی الزُّهْدِ وَ وَعَظَ أَبْکَی مَنْ بِحَضْرَتِهِ قَالَ أَبُو حَمْزَةَ وَ قَرَأْتُ صَحِیفَةً فِیهَا کَلَامُ زُهْدٍ مِنْ کَلَامِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ ع وَ کَتَبْتُ مَا فِیهَا ثُمَّ أَتَیْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ ص فَعَرَضْتُ مَا فِیهَا عَلَیْهِ فَعَرَفَهُ وَ صَحَّحَهُ وَ کَانَ مَا فِیهَا
الکافی ج : 8 ص : 15
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ کَفَانَا اللَّهُ وَ إِیَّاکُمْ کَیْدَ الظَّالِمِینَ وَ بَغْیَ الْحَاسِدِینَ وَ بَطْشَ الْجَبَّارِینَ أَیُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَا یَفْتِنَنَّکُمُ الطَّوَاغِیتُ وَ أَتْبَاعُهُمْ مِنْ أَهْلِ الرَّغْبَةِ فِی هَذِهِ الدُّنْیَا الْمَائِلُونَ إِلَیْهَا الْمُفْتَتِنُونَ بِهَا الْمُقْبِلُونَ عَلَیْهَا وَ عَلَی حُطَامِهَا الْهَامِدِ وَ هَشِیمِهَا الْبَائِدِ غَداً وَ احْذَرُوا مَا حَذَّرَکُمُ اللَّهُ مِنْهَا وَ ازْهَدُوا فِیمَا زَهَّدَکُمُ اللَّهُ فِیهِ مِنْهَا وَ لَا تَرْکَنُوا إِلَی مَا فِی هَذِهِ الدُّنْیَا رُکُونَ مَنِ اتَّخَذَهَا دَارَ قَرَارٍ وَ مَنْزِلَ اسْتِیطَانٍ وَ اللَّهِ إِنَّ لَکُمْ مِمَّا فِیهَا عَلَیْهَا لَدَلِیلًا وَ تَنْبِیهاً مِنْ تَصْرِیفِ أَیَّامِهَا وَ تَغَیُّرِ انْقِلَابِهَا وَ مَثُلَاتِهَا وَ تَلَاعُبِهَا بِأَهْلِهَا إِنَّهَا لَتَرْفَعُ الْخَمِیلَ وَ تَضَعُ الشَّرِیفَ وَ تُورِدُ أَقْوَاماً إِلَی النَّارِ غَداً فَفِی هَذَا مُعْتَبَرٌ وَ مُخْتَبَرٌ وَ زَاجِرٌ لِمُنْتَبِهٍ إِنَّ الْأُمُورَ الْوَارِدَةَ عَلَیْکُمْ فِی کُلِّ یَوْمٍ وَ لَیْلَةٍ مِنْ مُظْلِمَاتِ الْفِتَنِ وَ حَوَادِثِ الْبِدَعِ وَ سُنَنِ الْجَوْرِ وَ بَوَائِقِ الزَّمَانِ وَ هَیْبَةِ السُّلْطَانِ وَ وَسْوَسَةِ الشَّیْطَانِ لَتُثَبِّطُ الْقُلُوبَ عَنْ تَنَبُّهِهَا وَ تُذْهِلُهَا عَنْ مَوْجُودِ الْهُدَی وَ مَعْرِفَةِ أَهْلِ الْحَقِّ إِلَّا قَلِیلًا مِمَّنْ عَصَمَ اللَّهُ فَلَیْسَ یَعْرِفُ تَصَرُّفَ أَیَّامِهَا وَ تَقَلُّبَ حَالَاتِهَا وَ عَاقِبَةَ ضَرَرِ فِتْنَتِهَا إِلَّا مَنْ عَصَمَ اللَّهُ وَ نَهَجَ سَبِیلَ الرُّشْدِ وَ سَلَکَ طَرِیقَ الْقَصْدِ ثُمَّ اسْتَعَانَ عَلَی ذَلِکَ بِالزُّهْدِ فَکَرَّرَ الْفِکْرَ وَ اتَّعَظَ بِالصَّبْرِ فَازْدَجَرَ وَ زَهِدَ فِی عَاجِلِ بَهْجَةِ الدُّنْیَا وَ تَجَافَی عَنْ لَذَّاتِهَا وَ رَغِبَ فِی دَائِمِ نَعِیمِ الْ آخِرَةِ وَ سَعَی لَهَا سَعْیَهَا وَ رَاقَبَ الْمَوْتَ وَ شَنَأَ الْحَیَاةَ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ نَظَرَ إِلَی مَا فِی الدُّنْیَا بِعَیْنٍ نَیِّرَةٍ حَدِیدَةَ الْبَصَرِ وَ أَبْصَرَ حَوَادِثَ الْفِتَنِ وَ ضَلَالَ الْبِدَعِ وَ جَوْرَ الْمُلُوکِ الظَّلَمَةِ فَلَقَدْ لَعَمْرِی اسْتَدْبَرْتُمُ الْأُمُورَ الْمَاضِیَةَ فِی الْأَیَّامِ الْخَالِیَةِ مِنَ الْفِتَنِ الْمُتَرَاکِمَةِ وَ الِانْهِمَاکِ فِیمَا تَسْتَدِلُّونَ بِهِ عَلَی تَجَنُّبِ الْغُوَاةِ وَ أَهْلِ الْبِدَعِ وَ الْبَغْیِ وَ الْفَسَادِ فِی الْأَرْضِ بِغَیْرِ الْحَقِّ فَاسْتَعِینُوا بِاللَّهِ وَ ارْجِعُوا إِلَی طَاعَةِ اللَّهِ وَ طَاعَةِ مَنْ هُوَ أَوْلَی بِالطَّاعَةِ مِمَّنِ اتُّبِعَ فَأُطِیعَ
الکافی ج : 8 ص : 16
فَالْحَذَرَ الْحَذَرَ مِنْ قَبْلِ النَّدَامَةِ وَ الْحَسْرَةِ وَ الْقُدُومِ عَلَی اللَّهِ وَ الْوُقُوفِ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ تَاللَّهِ مَا صَدَرَ قَوْمٌ قَطُّ عَنْ مَعْصِیَةِ اللَّهِ إِلَّا إِلَی عَذَابِهِ وَ مَا آثَرَ قَوْمٌ قَطُّ الدُّنْیَا عَلَی الْ آخِرَةِ إِلَّا سَاءَ مُنْقَلَبُهُمْ وَ سَاءَ مَصِیرُهُمْ وَ مَا الْعِلْمُ بِاللَّهِ وَ الْعَمَلُ إِلَّا إِلْفَانِ مُؤْتَلِفَانِ فَمَنْ عَرَفَ اللَّهَ خَافَهُ وَ حَثَّهُ الْخَوْفُ عَلَی الْعَمَلِ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَ إِنَّ أَرْبَابَ الْعِلْمِ وَ أَتْبَاعَهُمُ الَّذِینَ عَرَفُوا اللَّهَ فَعَمِلُوا لَهُ وَ رَغِبُوا إِلَیْهِ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ إِنَّما یَخْشَی اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ فَلَا تَلْتَمِسُوا شَیْئاً مِمَّا فِی هَذِهِ الدُّنْیَا بِمَعْصِیَةِ اللَّهِ وَ اشْتَغِلُوا فِی هَذِهِ الدُّنْیَا بِطَاعَةِ اللَّهِ وَ اغْتَنِمُوا أَیَّامَهَا وَ اسْعَوْا لِمَا فِیهِ نَجَاتُکُمْ غَداً مِنْ عَذَابِ اللَّهِ فَإِنَّ ذَلِکَ أَقَلُّ لِلتَّبِعَةِ وَ أَدْنَی مِنَ الْعُذْرِ وَ أَرْجَی لِلنَّجَاةِ فَقَدِّمُوا أَمْرَ اللَّهِ وَ طَاعَةَ مَنْ أَوْجَبَ اللَّهُ طَاعَتَهُ بَیْنَ یَدَیِ الْأُمُورِ کُلِّهَا وَ لَا تُقَدِّمُوا الْأُمُورَ الْوَارِدَةَ عَلَیْکُمْ مِنْ طَاعَةِ الطَّوَاغِیتِ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْیَا بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ وَ طَاعَتِهِ وَ طَاعَةِ أُولِی الْأَمْرِ مِنْکُمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّکُمْ عَبِیدُ اللَّهِ وَ نَحْنُ مَعَکُمْ یَحْکُمُ عَلَیْنَا وَ عَلَیْکُمْ سَیِّدٌ حَاکِمٌ غَداً وَ هُوَ مُوقِفُکُمْ وَ مُسَائِلُکُمْ فَأَعِدُّوا الْجَوَابَ قَبْلَ الْوُقُوفِ وَ الْمُسَاءَلَةِ وَ الْعَرْضِ عَلَی رَبِّ الْعَالَمِینَ یَوْمَئِذٍ لَا تَکَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا یُصَدِّقُ یَوْمَئِذٍ کَاذِباً وَ لَا یُکَذِّبُ صَادِقاً وَ لَا یَرُدُّ عُذْرَ مُسْتَحِقٍّ وَ لَا یَعْذِرُ غَیْرَ مَعْذُورٍ لَهُ الْحُجَّةُ عَلَی خَلْقِهِ بِالرُّسُلِ وَ الْأَوْصِیَاءِ بَعْدَ الرُّسُلِ فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ وَ اسْتَقْبِلُوا فِی إِصْلَاحِ أَنْفُسِکُمْ وَ طَاعَةِ اللَّهِ وَ طَاعَةِ مَنْ تَوَلَّوْنَهُ فِیهَا لَعَلَّ نَادِماً قَدْ نَدِمَ فِیمَا فَرَّطَ بِالْأَمْسِ فِی جَنْبِ اللَّهِ وَ ضَیَّعَ مِنْ حُقُوقِ اللَّهِ وَ اسْتَغْفِرُوا اللَّهَ وَ تُوبُوا إِلَیْهِ فَإِنَّهُ یَقْبَلُ التَّوْبَةَ وَ یَعْفُو عَنِ السَّیِّئَةِ وَ یَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ وَ إِیَّاکُمْ وَ صُحْبَةَ الْعَاصِینَ وَ مَعُونَةَ الظَّالِمِینَ وَ مُجَاوَرَةَ الْفَاسِقِینَ احْذَرُوا فِتْنَتَهُمْ وَ تَبَاعَدُوا مِنْ سَاحَتِهِمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ خَالَفَ أَوْلِیَاءَ اللَّهِ وَ دَانَ بِغَیْرِ دِینِ اللَّهِ وَ اسْتَبَدَّ بِأَمْرِهِ دُونَ أَمْرِ وَلِیِّ اللَّهِ کَانَ فِی نَارٍ تَلْتَهِبُ تَأْکُلُ أَبْدَاناً قَدْ غَابَتْ عَنْهَا أَرْوَاحُهَا وَ غَلَبَتْ عَلَیْهَا شِقْوَتُهَا فَهُمْ مَوْتَی لَا یَجِدُونَ حَرَّ النَّارِ وَ لَوْ کَانُوا أَحْیَاءً لَوَجَدُوا مَضَضَ حَرِّ النَّارِ
الکافی ج : 8 ص : 17
وَ اعْتَبِرُوا یَا أُولِی الْأَبْصَارِ وَ احْمَدُوا اللَّهَ عَلَی مَا هَدَاکُمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّکُمْ لَا تَخْرُجُونَ مِنْ قُدْرَةِ اللَّهِ إِلَی غَیْرِ قُدْرَتِهِ وَ سَیَرَی اللَّهُ عَمَلَکُمْ وَ رَسُولُهُ ثُمَّ إِلَیْهِ تُحْشَرُونَ فَانْتَفِعُوا بِالْعِظَةِ وَ تَأَدَّبُوا بِ آدَابِ الصَّالِحِینَ
3- أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْکُوفِیُّ وَ هُوَ الْعَاصِمِیُّ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الصَّوَّافِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی ع قَالَ کَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع یُوصِی أَصْحَابَهُ وَ یَقُولُ أُوصِیکُمْ بِتَقْوَی اللَّهِ فَإِنَّهَا غِبْطَةُ الطَّالِبِ الرَّاجِی وَ ثِقَةُ الْهَارِبِ اللَّاجِی وَ اسْتَشْعِرُوا التَّقْوَی شِعَاراً بَاطِناً وَ اذْکُرُوا اللَّهَ ذِکْراً خَالِصاً تَحْیَوْا بِهِ أَفْضَلَ الْحَیَاةِ وَ تَسْلُکُوا بِهِ طَرِیقَ النَّجَاةِ انْظُرُوا فِی الدُّنْیَا نَظَرَ الزَّاهِدِ الْمُفَارِقِ لَهَا فَإِنَّهَا تُزِیلُ الثَّاوِیَ السَّاکِنَ وَ تَفْجَعُ الْمُتْرَفَ الْ آمِنَ لَا یُرْجَی مِنْهَا مَا تَوَلَّی فَأَدْبَرَ وَ لَا یُدْرَی مَا هُوَ آتٍ مِنْهَا فَیُنْتَظَرَ وُصِلَ الْبَلَاءُ مِنْهَا بِالرَّخَاءِ وَ الْبَقَاءُ مِنْهَا إِلَی فَنَاءٍ فَسُرُورُهَا مَشُوبٌ بِالْحُزْنِ وَ الْبَقَاءُ فِیهَا إِلَی الضَّعْفِ وَ الْوَهْنِ فَهِیَ کَرَوْضَةٍ اعْتَمَّ مَرْعَاهَا وَ أَعْجَبَتْ مَنْ یَرَاهَا عَذْبٌ شِرْبُهَا طَیِّبٌ تَرْبُهَا تَمُجُّ عُرُوقُهَا الثَّرَی وَ تَنْطُفُ فُرُوعُهَا النَّدَی حَتَّی إِذَا بَلَغَ الْعُشْبُ إِبَّانَهُ وَ اسْتَوَی بَنَانُهُ هَاجَتْ رِیحٌ تَحُتُّ الْوَرَقَ وَ تُفَرِّقُ مَا اتَّسَقَ فَأَصْبَحَتْ کَمَا قَالَ اللَّهُ هَشِیماً تَذْرُوهُ الرِّیاحُ وَ کانَ اللَّهُ عَلی کُلِّ شَیْ ءٍ مُقْتَدِراً انْظُرُوا فِی الدُّنْیَا فِی کَثْرَةِ مَا یُعْجِبُکُمْ وَ قِلَّةِ مَا یَنْفَعُکُمْ
الکافی ج : 8 ص : 18
خُطْبَةٌ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ ع وَ هِیَ خُطْبَةُ الْوَسِیلَةِ
4- مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَعْمَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عُکَایَةَ التَّمِیمِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ النَّضْرِ الْفِهْرِیِّ عَنْ أَبِی عَمْرٍو الْأَوْزَاعِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ قَالَ دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ ع فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَدْ أَرْمَضَنِی اخْتِلَافُ الشِّیعَةِ فِی مَذَاهِبِهَا فَقَالَ یَا جَابِرُ أَ لَمْ أَقِفْکَ عَلَی مَعْنَی اخْتِلَافِهِمْ مِنْ أَیْنَ اخْتَلَفُوا وَ مِنْ أَیِّ جِهَةٍ تَفَرَّقُوا قُلْتُ بَلَی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ فَلَا تَخْتَلِفْ إِذَا اخْتَلَفُوا یَا جَابِرُ إِنَّ الْجَاحِدَ لِصَاحِبِ الزَّمَانِ کَالْجَاحِدِ لِرَسُولِ اللَّهِ ص فِی أَیَّامِهِ یَا جَابِرُ اسْمَعْ وَ عِ قُلْتُ إِذَا شِئْتَ قَالَ اسْمَعْ وَ عِ وَ بَلِّغْ حَیْثُ انْتَهَتْ بِکَ رَاحِلَتُکَ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ ع خَطَبَ النَّاسَ بِالْمَدِینَةِ بَعْدَ سَبْعَةِ أَیَّامٍ مِنْ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ ذَلِکَ حِینَ فَرَغَ مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ وَ تَأْلِیفِهِ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی مَنَعَ الْأَوْهَامَ أَنْ تَنَالَ إِلَّا وُجُودَهُ وَ حَجَبَ الْعُقُولَ أَنْ تَتَخَیَّلَ ذَاتَهُ لِامْتِنَاعِهَا مِنَ الشَّبَهِ وَ التَّشَاکُلِ بَلْ هُوَ الَّذِی لَا یَتَفَاوَتُ فِی ذَاتِهِ وَ لَا یَتَبَعَّضُ بِتَجْزِئَةِ الْعَدَدِ فِی کَمَالِهِ فَارَقَ الْأَشْیَاءَ لَا عَلَی اخْتِلَافِ الْأَمَاکِنِ وَ یَکُونُ فِیهَا لَا عَلَی وَجْهِ الْمُمُازَجَةِ وَ عَلِمَهَا لَا بِأَدَاةٍ لَا یَکُونُ الْعِلْمُ إِلَّا بِهَا وَ لَیْسَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ مَعْلُومِهِ عِلْمُ غَیْرِهِ بِهِ کَانَ عَالِماً بِمَعْلُومِهِ إِنْ قِیلَ کَانَ فَعَلَی تَأْوِیلِ أَزَلِیَّةِ الْوُجُودِ وَ إِنْ قِیلَ لَمْ یَزَلْ فَعَلَی تَأْوِیلِ نَفْیِ الْعَدَمِ فَسُبْحَانَهُ وَ تَعَالَی عَنْ قَوْلِ مَنْ عَبَدَ سِوَاهُ وَ اتَّخَذَ إِلَهاً غَیْرَهُ عُلُوّاً کَبِیراً نَحْمَدُهُ بِالْحَمْدِ الَّذِی ارْتَضَاهُ مِنْ خَلْقِهِ وَ أَوْجَبَ قَبُولَهُ عَلَی نَفْسِهِ وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیکَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ شَهَادَتَانِ تَرْفَعَانِ الْقَوْلَ وَ تُضَاعِفَانِ
الکافی ج : 8 ص : 19
الْعَمَلَ خَفَّ مِیزَانٌ تُرْفَعَانِ مِنْهُ وَ ثَقُلَ مِیزَانٌ تُوضَعَانِ فِیهِ وَ بِهِمَا الْفَوْزُ بِالْجَنَّةِ وَ النَّجَاةُ مِنَ النَّارِ وَ الْجَوَازُ عَلَی الصِّرَاطِ وَ بِالشَّهَادَةِ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَ بِالصَّلَاةِ تَنَالُونَ الرَّحْمَةَ أَکْثِرُوا مِنَ الصَّلَاةِ عَلَی نَبِیِّکُمْ إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِکَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَا شَرَفَ أَعْلَی مِنَ الْإِسْلَامِ وَ لَا کَرَمَ أَعَزُّ مِنَ التَّقْوَی وَ لَا مَعْقِلَ أَحْرَزُ مِنَ الْوَرَعِ وَ لَا شَفِیعَ أَنْجَحُ مِنَ التَّوْبَةِ وَ لَا لِبَاسَ أَجْمَلُ مِنَ الْعَافِیَةِ وَ لَا وِقَایَةَ أَمْنَعُ مِنَ السَّلَامَةِ وَ لَا مَالَ أَذْهَبُ بِالْفَاقَةِ مِنَ الرِّضَا بِالْقَنَاعَةِ وَ لَا کَنْزَ أَغْنَی مِنَ الْقُنُوعِ وَ مَنِ اقْتَصَرَ عَلَی بُلْغَةِ الْکَفَافِ فَقَدِ انْتَظَمَ الرَّاحَةَ وَ تَبَوَّأَ خَفْضَ الدَّعَةِ وَ الرَّغْبَةُ مِفْتَاحُ التَّعَبِ وَ الِاحْتِکَارُ مَطِیَّةُ النَّصَبِ وَ الْحَسَدُ آفَةُ الدِّینِ وَ الْحِرْصُ دَاعٍ إِلَی التَّقَحُّمِ فِی الذُّنُوبِ وَ هُوَ دَاعِی الْحِرْمَانِ وَ الْبَغْیُ سَائِقٌ إِلَی الْحَیْنِ وَ الشَّرَهُ جَامِعٌ لِمَسَاوِی الْعُیُوبِ رُبَّ طَمَعٍ خَائِبٍ وَ أَمَلٍ کَاذِبٍ وَ رَجَاءٍ یُؤَدِّی إِلَی الْحِرْمَانِ وَ تِجَارَةٍ تَئُولُ إِلَی الْخُسْرَانِ أَلَا وَ مَنْ تَوَرَّطَ فِی الْأُمُورِ غَیْرَ نَاظِرٍ فِی الْعَوَاقِبِ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِمُفْضِحَاتِ النَّوَائِبِ وَ بِئْسَتِ الْقِلَادَةُ الذَّنْبُ لِلْمُؤْمِنِ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَا کَنْزَ أَنْفَعُ مِنَ الْعِلْمِ وَ لَا عِزَّ أَرْفَعُ مِنَ الْحِلْمِ وَ لَا حَسَبَ أَبْلَغُ مِنَ الْأَدَبِ وَ لَا نَصَبَ أَوْضَعُ مِنَ الْغَضَبِ وَ لَا جَمَالَ أَزْیَنُ مِنَ الْعَقْلِ وَ لَا سَوْأَةَ أَسْوَأُ مِنَ الْکَذِبِ وَ لَا حَافِظَ أَحْفَظُ مِنَ الصَّمْتِ وَ لَا غَائِبَ أَقْرَبُ مِنَ الْمَوْتِ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ مَنْ نَظَرَ فِی عَیْبِ نَفْسِهِ اشْتَغَلَ عَنْ عَیْبِ غَیْرِهِ وَ مَنْ رَضِیَ بِرِزْقِ اللَّهِ لَمْ یَأْسَفْ عَلَی مَا فِی یَدِ غَیْرِهِ وَ مَنْ سَلَّ سَیْفَ الْبَغْیِ قُتِلَ بِهِ وَ مَنْ حَفَرَ لِأَخِیهِ بِئْراً وَقَعَ فِیهَا وَ مَنْ هَتَکَ حِجَابَ غَیْرِهِ انْکَشَفَ عَوْرَاتُ بَیْتِهِ وَ مَنْ نَسِیَ زَلَلَهُ اسْتَعْظَمَ زَلَلَ غَیْرِهِ وَ مَنْ أُعْجِبَ بِرَأْیِهِ ضَلَّ وَ مَنِ اسْتَغْنَی بِعَقْلِهِ زَلَّ وَ مَنْ تَکَبَّرَ عَلَی النَّاسِ ذَلَّ
الکافی ج : 8 ص : 20
وَ مَنْ سَفِهَ عَلَی النَّاسِ شُتِمَ وَ مَنْ خَالَطَ الْأَنْذَالَ حُقِّرَ وَ مَنْ حَمَلَ مَا لَا یُطِیقُ عَجَزَ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَا مَالَ هُوَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ وَ لَا فَقْرَ هُوَ أَشَدُّ مِنَ الْجَهْلِ وَ لَا وَاعِظَ هُوَ أَبْلَغُ مِنَ النُّصْحِ وَ لَا عَقْلَ کَالتَّدْبِیرِ وَ لَا عِبَادَةَ کَالتَّفَکُّرِ وَ لَا مُظَاهَرَةَ أَوْثَقُ مِنَ الْمُشَاوَرَةِ وَ لَا وَحْشَةَ أَشَدُّ مِنَ الْعُجْبِ وَ لَا وَرَعَ کَالْکَفِّ عَنِ الْمَحَارِمِ وَ لَا حِلْمَ کَالصَّبْرِ وَ الصَّمْتِ أَیُّهَا النَّاسُ فِی الْإِنْسَانِ عَشْرُ خِصَالٍ یُظْهِرُهَا لِسَانُهُ شَاهِدٌ یُخْبِرُ عَنِ الضَّمِیرِ حَاکِمٌ یَفْصِلُ بَیْنَ الْخِطَابِ وَ نَاطِقٌ یُرَدُّ بِهِ الْجَوَابُ وَ شَافِعٌ یُدْرَکُ بِهِ الْحَاجَةُ وَ وَاصِفٌ یُعْرَفُ بِهِ الْأَشْیَاءُ وَ أَمِیرٌ یَأْمُرُ بِالْحَسَنِ وَ وَاعِظٌ یَنْهَی عَنِ الْقَبِیحِ وَ مُعَزٍّ تُسَکَّنُ بِهِ الْأَحْزَانُ وَ حَاضِرٌ تُجْلَی بِهِ الضَّغَائِنُ وَ مُونِقٌ تَلْتَذُّ بِهِ الْأَسْمَاعُ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَا خَیْرَ فِی الصَّمْتِ عَنِ الْحُکْمِ کَمَا أَنَّهُ لَا خَیْرَ فِی الْقَوْلِ بِالْجَهْلِ وَ اعْلَمُوا أَیُّهَا النَّاسُ أَنَّهُ مَنْ لَمْ یَمْلِکْ لِسَانَهُ یَنْدَمْ وَ مَنْ لَا یَعْلَمْ یَجْهَلْ وَ مَنْ لَا یَتَحَلَّمْ لَا یَحْلُمْ وَ مَنْ لَا یَرْتَدِعْ لَا یَعْقِلْ وَ مَنْ لَا یَعْلَمْ یُهَنْ وَ مَنْ یُهَنْ لَا یُوَقَّرْ وَ مَنْ لَا یُوَقَّرْ یَتَوَبَّخْ وَ مَنْ یَکْتَسِبْ مَالًا مِنْ غَیْرِ حَقِّهِ یَصْرِفْهُ فِی غَیْرِ أَجْرِهِ وَ مَنْ لَا یَدَعْ وَ هُوَ مَحْمُودٌ یَدَعْ وَ هُوَ مَذْمُومٌ وَ مَنْ لَمْ یُعْطِ قَاعِداً مُنِعَ قَائِماً وَ مَنْ یَطْلُبِ الْعِزَّ بِغَیْرِ حَقٍّ یَذِلَّ وَ مَنْ یَغْلِبْ بِالْجَوْرِ یُغْلَبْ وَ مَنْ عَانَدَ الْحَقَّ لَزِمَهُ الْوَهْنُ وَ مَنْ تَفَقَّهَ وُقِّرَ وَ مَنْ تَکَبَّرَ حُقِّرَ وَ مَنْ لَا یُحْسِنْ لَا یُحْمَدْ
الکافی ج : 8 ص : 21
أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ الْمَنِیَّةَ قَبْلَ الدَّنِیَّةِ وَ التَّجَلُّدَ قَبْلَ التَّبَلُّدِ وَ الْحِسَابَ قَبْلَ الْعِقَابِ وَ الْقَبْرَ خَیْرٌ مِنَ الْفَقْرِ وَ غَضَّ الْبَصَرِ خَیْرٌ مِنْ کَثِیرٍ مِنَ النَّظَرِ وَ الدَّهْرَ یَوْمٌ لَکَ وَ یَوْمٌ عَلَیْکَ فَإِذَا کَانَ لَکَ فَلَا تَبْطَرْ وَ إِذَا کَانَ عَلَیْکَ فَاصْبِرْ فَبِکِلَیْهِمَا تُمْتَحَنُ [وَ فِی نُسْخَةٍ وَ کِلَاهُمَا سَیُخْتَبَرُ ]أَیُّهَا النَّاسُ أَعْجَبُ مَا فِی الْإِنْسَانِ قَلْبُهُ وَ لَهُ مَوَادُّ مِنَ الْحِکْمَةِ وَ أَضْدَادٌ مِنْ خِلَافِهَا فَإِنْ سَنَحَ لَهُ الرَّجَاءُ أَذَلَّهُ الطَّمَعُ وَ إِنْ هَاجَ بِهِ الطَّمَعُ أَهْلَکَهُ الْحِرْصُ وَ إِنْ مَلَکَهُ الْیَأْسُ قَتَلَهُ الْأَسَفُ وَ إِنْ عَرَضَ لَهُ الْغَضَبُ اشْتَدَّ بِهِ الْغَیْظُ وَ إِنْ أُسْعِدَ بِالرِّضَی نَسِیَ التَّحَفُّظَ وَ إِنْ نَالَهُ الْخَوْفُ شَغَلَهُ الْحَذَرُ وَ إِنِ اتَّسَعَ لَهُ الْأَمْنُ اسْتَلَبَتْهُ الْعِزَّةُ [وَ فِی نُسْخَةٍ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ ]وَ إِنْ جُدِّدَتْ لَهُ نِعْمَةٌ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ وَ إِنْ أَفَادَ مَالًا أَطْغَاهُ الْغِنَی وَ إِنْ عَضَّتْهُ فَاقَةٌ شَغَلَهُ الْبَلَاءُ [وَ فِی نُسْخَةٍ جَهَدَهُ الْبُکَاءُ ]وَ إِنْ أَصَابَتْهُ مُصِیبَةٌ فَضَحَهُ الْجَزَعُ وَ إِنْ أَجْهَدَهُ الْجُوعُ قَعَدَ بِهِ الضَّعْفُ وَ إِنْ أَفْرَطَ فِی الشِّبَعِ کَظَّتْهُ الْبِطْنَةُ فَکُلُّ تَقْصِیرٍ بِهِ مُضِرٌّ وَ کُلُّ إِفْرَاطٍ لَهُ مُفْسِدٌ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ مَنْ فَلَّ ذَلَّ وَ مَنْ جَادَ سَادَ وَ مَنْ کَثُرَ مَالُهُ رَأَسَ وَ مَنْ کَثُرَ حِلْمُهُ
الکافی ج : 8 ص : 22
نَبُلَ وَ مَنْ أَفْکَرَ فِی ذَاتِ اللَّهِ تَزَنْدَقَ وَ مَنْ أَکْثَرَ مِنْ شَیْ ءٍ عُرِفَ بِهِ وَ مَنْ کَثُرَ مِزَاحُهُ اسْتُخِفَّ بِهِ وَ مَنْ کَثُرَ ضِحْکُهُ ذَهَبَتْ هَیْبَتُهُ فَسَدَ حَسَبُ مَنْ لَیْسَ لَهُ أَدَبٌ إِنَّ أَفْضَلَ الْفِعَالِ صِیَانَةُ الْعِرْضِ بِالْمَالِ لَیْسَ مَنْ جَالَسَ الْجَاهِلَ بِذِی مَعْقُولٍ مَنْ جَالَسَ الْجَاهِلَ فَلْیَسْتَعِدَّ لِقِیلٍ وَ قَالٍ لَنْ یَنْجُوَ مِنَ الْمَوْتِ غَنِیٌّ بِمَالِهِ وَ لَا فَقِیرٌ لِإِقْلَالِهِ أَیُّهَا النَّاسُ لَوْ أَنَّ الْمَوْتَ یُشْتَرَی لَاشْتَرَاهُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْیَا الْکَرِیمُ الْأَبْلَجُ وَ اللَّئِیمُ الْمَلْهُوجُ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ لِلْقُلُوبِ شَوَاهِدَ تُجْرِی الْأَنْفُسَ عَنْ مَدْرَجَةِ أَهْلِ التَّفْرِیطِ وَ فِطْنَةُ الْفَهْمِ لِلْمَوَاعِظِ مَا یَدْعُو النَّفْسَ إِلَی الْحَذَرِ مِنَ الْخَطَرِ وَ لِلْقُلُوبِ خَوَاطِرَ لِلْهَوَی وَ الْعُقُولُ تَزْجُرُ وَ تَنْهَی وَ فِی التَّجَارِبِ عِلْمٌ مُسْتَأْنَفٌ وَ الِاعْتِبَارُ یَقُودُ إِلَی الرَّشَادِ وَ کَفَاکَ أَدَباً لِنَفْسِکَ مَا تَکْرَهُهُ لِغَیْرِکَ وَ عَلَیْکَ لِأَخِیکَ الْمُؤْمِنِ مِثْلُ الَّذِی لَکَ عَلَیْهِ لَقَدْ خَاطَرَ مَنِ اسْتَغْنَی بِرَأْیِهِ وَ التَّدَبُّرُ قَبْلَ الْعَمَلِ فَإِنَّهُ یُؤْمِنُکَ مِنَ النَّدَمِ وَ مَنِ اسْتَقْبَلَ وُجُوهَ الْ آرَاءِ عَرَفَ مَوَاقِعَ الْخَطَإِ وَ مَنْ أَمْسَکَ عَنِ الْفُضُولِ عَدَلَتْ رَأْیَهُ الْعُقُولُ وَ مَنْ حَصَّنَ
الکافی ج : 8 ص : 23
شَهْوَتَهُ فَقَدْ صَانَ قَدْرَهُ وَ مَنْ أَمْسَکَ لِسَانَهُ أَمِنَهُ قَوْمُهُ وَ نَالَ حَاجَتَهُ وَ فِی تَقَلُّبِ الْأَحْوَالِ عِلْمُ جَوَاهِرِ الرِّجَالِ وَ الْأَیَّامُ تُوضِحُ لَکَ السَّرَائِرَ الْکَامِنَةَ وَ لَیْسَ فِی الْبَرْقِ الْخَاطِفِ مُسْتَمْتَعٌ لِمَنْ یَخُوضُ فِی الظُّلْمَةِ وَ مَنْ عُرِفَ بِالْحِکْمَةِ لَحَظَتْهُ الْعُیُونُ بِالْوَقَارِ وَ الْهَیْبَةِ وَ أَشْرَفُ الْغِنَی تَرْکُ الْمُنَی وَ الصَّبْرُ جُنَّةٌ مِنَ الْفَاقَةِ وَ الْحِرْصُ عَلَامَةُ الْفَقْرِ وَ الْبُخْلُ جِلْبَابُ الْمَسْکَنَةِ وَ الْمَوَدَّةُ قَرَابَةٌ مُسْتَفَادَةٌ وَ وَصُولٌ مُعْدِمٌ خَیْرٌ مِنْ جَافٍ مُکْثِرٍ وَ الْمَوْعِظَةُ کَهْفٌ لِمَنْ وَعَاهَا وَ مَنْ أَطْلَقَ طَرْفَهُ کَثُرَ أَسَفُهُ وَ قَدْ أَوْجَبَ الدَّهْرُ شُکْرَهُ عَلَی مَنْ نَالَ سُؤْلَهُ وَ قَلَّ مَا یُنْصِفُکَ اللِّسَانُ فِی نَشْرِ قَبِیحٍ أَوْ إِحْسَانٍ وَ مَنْ ضَاقَ خُلُقُهُ مَلَّهُ أَهْلُهُ وَ مَنْ نَالَ اسْتَطَالَ وَ قَلَّ مَا تَصْدُقُکَ الْأُمْنِیَّةُ وَ التَّوَاضُعُ یَکْسُوکَ الْمَهَابَةَ وَ فِی سَعَةِ الْأَخْلَاقِ کُنُوزُ الْأَرْزَاقِ کَمْ مِنْ عَاکِفٍ عَلَی ذَنْبِهِ فِی آخِرِ أَیَّامِ عُمُرِهِ وَ مَنْ کَسَاهُ الْحَیَاءُ ثَوْبَهُ خَفِیَ عَلَی النَّاسِ عَیْبُهُ وَ انْحُ الْقَصْدَ مِنَ الْقَوْلِ فَإِنَّ مَنْ تَحَرَّی الْقَصْدَ خَفَّتْ عَلَیْهِ الْمُؤَنُ وَ فِی خِلَافِ النَّفْسِ رُشْدُکَ مَنْ عَرَفَ الْأَیَّامَ لَمْ یَغْفُلْ عَنِ الِاسْتِعْدَادِ أَلَا وَ إِنَّ مَعَ کُلِّ جُرْعَةٍ شَرَقاً وَ إِنَّ فِی کُلِّ أُکْلَةٍ غُصَصاً لَا تُنَالُ نِعْمَةٌ إِلَّا بِزَوَالِ أُخْرَی وَ لِکُلِّ ذِی رَمَقٍ قُوتٌ وَ لِکُلِّ حَبَّةٍ آکِلٌ وَ أَنْتَ قُوتُ الْمَوْتِ اعْلَمُوا أَیُّهَا النَّاسُ أَنَّهُ مَنْ مَشَی عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ فَإِنَّهُ یَصِیرُ إِلَی بَطْنِهَا وَ اللَّیْلُ وَ النَّهَارُ یَتَنَازَعَانِ [یَتَسَارَعَانِ ]فِی هَدْمِ الْأَعْمَارِ
الکافی ج : 8 ص : 24
یَا أَیُّهَا النَّاسُ کُفْرُ النِّعْمَةِ لُؤْمٌ وَ صُحْبَةُ الْجَاهِلِ شُؤْمٌ إِنَّ مِنَ الْکَرَمِ لِینَ الْکَلَامِ وَ مِنَ الْعِبَادَةِ إِظْهَارَ اللِّسَانِ وَ إِفْشَاءَ السَّلَامِ إِیَّاکَ وَ الْخَدِیعَةَ فَإِنَّهَا مِنْ خُلُقِ اللَّئِیمِ لَیْسَ کُلُّ طَالِبٍ یُصِیبُ وَ لَا کُلُّ غَائِبٍ یَئُوبُ لَا تَرْغَبْ فِیمَنْ زَهِدَ فِیکَ رُبَّ بَعِیدٍ هُوَ أَقْرَبُ مِنْ قَرِیبٍ سَلْ عَنِ الرَّفِیقِ قَبْلَ الطَّرِیقِ وَ عَنِ الْجَارِ قَبْلَ الدَّارِ أَلَا وَ مَنْ أَسْرَعَ فِی الْمَسِیرِ أَدْرَکَهُ الْمَقِیلُ اسْتُرْ عَوْرَةَ أَخِیکَ کَمَا تَعْلَمُهَا فِیکَ اغْتَفِرْ زَلَّةَ صَدِیقِکَ لِیَوْمِ یَرْکَبُکَ عَدُوُّکَ مَنْ غَضِبَ عَلَی مَنْ لَا یَقْدِرُ عَلَی ضَرِّهِ طَالَ حُزْنُهُ وَ عَذَّبَ نَفْسَهُ مَنْ خَافَ رَبَّهُ کَفَّ ظُلْمَهُ [مَنْ خَافَ رَبَّهُ کُفِیَ عَذَابَهُ ]وَ مَنْ لَمْ یَزِغْ فِی کَلَامِهِ أَظْهَرَ فَخْرَهُ وَ مَنْ لَمْ یَعْرِفِ الْخَیْرَ مِنَ الشَّرِّ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْبَهِیمَةِ إِنَّ مِنَ الْفَسَادِ إِضَاعَةَ الزَّادِ مَا أَصْغَرَ الْمُصِیبَةَ مَعَ عِظَمِ الْفَاقَةِ غَداً هَیْهَاتَ هَیْهَاتَ وَ مَا تَنَاکَرْتُمْ إِلَّا لِمَا فِیکُمْ مِنَ الْمَعَاصِی وَ الذُّنُوبِ فَمَا أَقْرَبَ الرَّاحَةَ مِنَ التَّعَبِ وَ الْبُؤْسَ مِنَ النَّعِیمِ وَ مَا شَرٌّ بِشَرٍّ بَعْدَهُ الْجَنَّةُ وَ مَا خَیْرٌ بِخَیْرٍ بَعْدَهُ النَّارُ وَ کُلُّ نَعِیمٍ دُونَ الْجَنَّةِ مَحْقُورٌ وَ کُلُّ بَلَاءٍ دُونَ النَّارِ عَافِیَةٌ وَ عِنْدَ تَصْحِیحِ الضَّمَائِرِ تُبْدُو الْکَبَائِرُ تَصْفِیَةُ الْعَمَلِ أَشَدُّ مِنَ الْعَمَلِ وَ تَخْلِیصُ النِّیَّةِ مِنَ الْفَسَادِ أَشَدُّ عَلَی الْعَامِلِینَ مِنْ طُولِ الْجِهَادِ هَیْهَاتَ لَوْ لَا التُّقَی لَکُنْتُ أَدْهَی الْعَرَبِ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی وَعَدَ نَبِیَّهُ مُحَمَّداً ص الْوَسِیلَةَ وَ وَعْدُهُ الْحَقُّ وَ لَنْ یُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ أَلَا وَ إِنَّ الْوَسِیلَةَ عَلَی دَرَجِ الْجَنَّةِ وَ ذِرْوَةِ ذَوَائِبِ الزُّلْفَةِ وَ نِهَایَةِ غَایَةِ الْأُمْنِیَّةِ لَهَا أَلْفُ مِرْقَاةٍ مَا بَیْنَ الْمِرْقَاةِ إِلَی الْمِرْقَاةِ حُضْرُ الْفَرَسِ الْجَوَادِ مِائَةَ عَامٍ وَ هُوَ مَا بَیْنَ مِرْقَاةِ دُرَّةٍ
الکافی ج : 8 ص : 25
إِلَی مِرْقَاةِ جَوْهَرَةٍ إِلَی مِرْقَاةِ زَبَرْجَدَةٍ إِلَی مِرْقَاةِ لُؤْلُؤَةٍ إِلَی مِرْقَاةِ یَاقُوتَةٍ إِلَی مِرْقَاةِ زُمُرُّدَةٍ إِلَی مِرْقَاةِ مَرْجَانَةٍ إِلَی مِرْقَاةِ کَافُورٍ إِلَی مِرْقَاةِ عَنْبَرٍ إِلَی مِرْقَاةِ یَلَنْجُوجٍ إِلَی مِرْقَاةِ ذَهَبٍ إِلَی مِرْقَاةِ غَمَامٍ إِلَی مِرْقَاةِ هَوَاءٍ إِلَی مِرْقَاةِ نُورٍ قَدْ أَنَافَتْ عَلَی کُلِّ الْجِنَانِ وَ رَسُولُ اللَّهِ ص یَوْمَئِذٍ قَاعِدٌ عَلَیْهَا مُرْتَدٍ بِرَیْطَتَیْنِ رَیْطَةٍ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَ رَیْطَةٍ مِنْ نُورِ اللَّهِ عَلَیْهِ تَاجُ النُّبُوَّةِ وَ إِکْلِیلُ الرِّسَالَةِ قَدْ أَشْرَقَ بِنُورِهِ الْمَوْقِفُ وَ أَنَا یَوْمَئِذٍ عَلَی الدَّرَجَةِ الرَّفِیعَةِ وَ هِیَ دُونَ دَرَجَتِهِ وَ عَلَیَّ رَیْطَتَانِ رَیْطَةٌ مِنْ أُرْجُوَانِ النُّورِ وَ رَیْطَةٌ مِنْ کَافُورٍ وَ الرُّسُلُ وَ الْأَنْبِیَاءُ قَدْ وَقَفُوا عَلَی الْمَرَاقِی وَ أَعْلَامُ الْأَزْمِنَةِ وَ حُجَجُ الدُّهُورِ عَنْ أَیْمَانِنَا وَ قَدْ تَجَلَّلَهُمْ حُلَلُ النُّورِ وَ الْکَرَامَةِ لَا یَرَانَا مَلَکٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ إِلَّا بُهِتَ بِأَنْوَارِنَا وَ عَجِبَ مِنْ ضِیَائِنَا وَ جَلَالَتِنَا وَ عَنْ یَمِینِ الْوَسِیلَةِ عَنْ یَمِینِ الرَّسُولِ ص غَمَامَةٌ بَسْطَةَ الْبَصَرِ یَأْتِی مِنْهَا النِّدَاءُ یَا أَهْلَ الْمَوْقِفِ طُوبَی لِمَنْ أَحَبَّ الْوَصِیَّ وَ آمَنَ بِالنَّبِیِّ الْأُمِّیِّ الْعَرَبِیِّ وَ مَنْ کَفَرَ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ وَ عَنْ یَسَارِ الْوَسِیلَةِ عَنْ یَسَارِ الرَّسُولِ ص ظُلَّةٌ یَأْتِی مِنْهَا النِّدَاءُ یَا أَهْلَ الْمَوْقِفِ طُوبَی لِمَنْ أَحَبَّ الْوَصِیَّ وَ آمَنَ بِالنَّبِیِّ الْأُمِّیِّ وَ الَّذِی لَهُ الْمُلْکُ الْأَعْلَی لَا فَازَ أَحَدٌ وَ لَا نَالَ الرَّوْحَ وَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ لَقِیَ خَالِقَهُ بِالْإِخْلَاصِ لَهُمَا وَ الِاقْتِدَارِ بِنُجُومِهِمَا فَأَیْقِنُوا یَا أَهْلَ وَلَایَةِ اللَّهِ بِبَیَاضِ وُجُوهِکُمْ وَ شَرَفِ مَقْعَدِکُمْ وَ کَرَمِ مَ آبِکُمْ وَ بِفَوْزِکُمُ الْیَوْمَ عَلَی سُرُرٍ مُتَقَابِلِینَ وَ یَا أَهْلَ الِانْحِرَافِ وَ الصُّدُودِ عَنِ اللَّهِ عَزَّ ذِکْرُهُ وَ رَسُولِهِ وَ صِرَاطِهِ وَ أَعْلَامِ الْأَزْمِنَةِ أَیْقِنُوا بِسَوَادِ وُجُوهِکُمْ وَ غَضَبِ رَبِّکُمْ جَزَاءً بِمَا کُنْتُمْ تَعْمَلُونَ وَ مَا مِنْ رَسُولٍ سَلَفَ وَ لَا نَبِیٍّ مَضَی إِلَّا وَ قَدْ کَانَ مُخْبِراً أُمَّتَهُ بِالْمُرْسَلِ الْوَارِدِ مِنْ بَعْدِهِ وَ مُبَشِّراً بِرَسُولِ اللَّهِ
الکافی ج : 8 ص : 26
ص وَ مُوصِیاً قَوْمَهُ بِاتِّبَاعِهِ وَ مُحَلِّیَهُ عِنْدَ قَوْمِهِ لِیَعْرِفُوهُ بِصِفَتِهِ وَ لِیَتَّبِعُوهُ عَلَی شَرِیعَتِهِ وَ لِئَلَّا یَضِلُّوا فِیهِ مِنْ بَعْدِهِ فَیَکُونَ مَنْ هَلَکَ أَوْ ضَلَّ بَعْدَ وُقُوعِ الْإِعْذَارِ وَ الْإِنْذَارِ عَنْ بَیِّنَةٍ وَ تَعْیِینِ حُجَّةٍ فَکَانَتِ الْأُمَمُ فِی رَجَاءٍ مِنَ الرُّسُلِ وَ وُرُودٍ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ وَ لَئِنْ أُصِیبَتْ بِفَقْدِ نَبِیٍّ بَعْدَ نَبِیٍّ عَلَی عِظَمِ مَصَائِبِهِمْ وَ فَجَائِعِهَا بِهِمْ فَقَدْ کَانَتْ عَلَی سَعَةٍ مِنَ الْأَمَلِ وَ لَا مُصِیبَةٌ عَظُمَتْ وَ لَا رَزِیَّةٌ جَلَّتْ کَالْمُصِیبَةِ بِرَسُولِ اللَّهِ ص لِأَنَّ اللَّهَ خَتَمَ بِهِ الْإِنْذَارَ وَ الْإِعْذَارَ وَ قَطَعَ بِهِ الِاحْتِجَاجَ وَ الْعُذْرَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ خَلْقِهِ وَ جَعَلَهُ بَابَهُ الَّذِی بَیْنَهُ وَ بَیْنَ عِبَادِهِ وَ مُهَیْمِنَهُ الَّذِی لَا یَقْبَلُ إِلَّا بِهِ وَ لَا قُرْبَةَ إِلَیْهِ إِلَّا بِطَاعَتِهِ وَ قَالَ فِی مُحْکَمِ کِتَابُ هِ مَنْ یُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ وَ مَنْ تَوَلَّی فَما أَرْسَلْناکَ عَلَیْهِمْ حَفِیظاً فَقَرَنَ طَاعَتَهُ بِطَاعَتِهِ وَ مَعْصِیَتَهُ بِمَعْصِیَتِهِ فَکَانَ ذَلِکَ دَلِیلًا عَلَی مَا فَوَّضَ إِلَیْهِ وَ شَاهِداً لَهُ عَلَی مَنِ اتَّبَعَهُ وَ عَصَاهُ وَ بَیَّنَ ذَلِکَ فِی غَیْرِ مَوْضِعٍ مِنَ الْکِتَابُ الْعَظِیمِ فَقَالَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی فِی التَّحْرِیضِ عَلَی اتَّبَاعِهِ وَ التَّرْغِیبِ فِی تَصْدِیقِهِ وَ الْقَبُولِ بِدَعْوَتِهِ قُلْ إِنْ کُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْکُمُ اللَّهُ وَ یَغْفِرْ لَکُمْ ذُنُوبَکُمْ فَاتِّبَاعُهُ ص مَحَبَّةُ اللَّهِ وَ رِضَاهُ غُفْرَانُ الذُّنُوبِ وَ کَمَالُ الْفَوْزِ وَ وُجُوبُ الْجَنَّةِ وَ فِی التَّوَلِّی عَنْهُ وَ الْإِعْرَاضِ مُحَادَّةُ اللَّهِ وَ غَضَبُهُ وَ سَخَطُهُ وَ الْبُعْدُ مِنْهُ مُسْکِنُ النَّارِ وَ ذَلِکَ قَوْلُهُ وَ مَنْ یَکْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ یَعْنِی الْجُحُودَ بِهِ وَ الْعِصْیَانَ لَهُ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ اسْمُهُ امْتَحَنَ بِی عِبَادَهُ وَ قَتَلَ بِیَدِی أَضْدَادَهُ وَ أَفْنَی بِسَیْفِی جُحَّادَهُ وَ جَعَلَنِی زُلْفَةً لِلْمُؤْمِنِینَ وَ حِیَاضَ مَوْتٍ عَلَی الْجَبَّارِینَ وَ سَیْفَهُ عَلَی الْمُجْرِمِینَ وَ شَدَّ بِی أَزْرَ رَسُولِهِ وَ أَکْرَمَنِی بِنَصْرِهِ وَ شَرَّفَنِی بِعِلْمِهِ وَ حَبَانِی بِأَحْکَامِهِ وَ اخْتَصَّنِی بِوَصِیَّتِهِ وَ اصْطَفَانِی بِخِلَافَتِهِ فِی أُمَّتِهِ فَقَالَ ص وَ قَدْ حَشَدَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَ الْأَنْصَارُ وَ انْغَصَّتْ بِهِمُ الْمَحَافِلُ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ عَلِیّاً مِنِّی کَهَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی فَعَقَلَ الْمُؤْمِنُونَ
الکافی ج : 8 ص : 27
عَنِ اللَّهِ نَطَقَ الرَّسُولُ إِذْ عَرَفُونِی أَنِّی لَسْتُ بِأَخِیهِ لِأَبِیهِ وَ أُمِّهِ کَمَا کَانَ هَارُونُ أَخَا مُوسَی لِأَبِیهِ وَ أُمِّهِ وَ لَا کُنْتُ نَبِیّاً فَاقْتَضَی نُبُوَّةً وَ لَکِنْ کَانَ ذَلِکَ مِنْهُ اسْتِخْلَافاً لِی کَمَا اسْتَخْلَفَ مُوسَی هَارُونَ ع حَیْثُ یَقُولُ اخْلُفْنِی فِی قَوْمِی وَ أَصْلِحْ وَ لا تَتَّبِعْ سَبِیلَ الْمُفْسِدِینَ وَ قَوْلُهُ ع حِینَ تَکَلَّمَتْ طَائِفَةٌ فَقَالَتْ نَحْنُ مَوَالِی رَسُولِ اللَّهِ ص فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِلَی حَجَّةِ الْوَدَاعِ ثُمَّ صَارَ إِلَی غَدِیرِ خُمٍّ فَأَمَرَ فَأُصْلِحَ لَهُ شِبْهُ الْمِنْبَرِ ثُمَّ عَلَاهُ وَ أَخَذَ بِعَضُدِی حَتَّی رُئِیَ بَیَاضُ إِبْطَیْهِ رَافِعاً صَوْتَهُ قَائِلًا فِی مَحْفِلِهِ مَنْ کُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِیٌّ مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ فَکَانَتْ عَلَی وَلَایَتِی وَلَایَةُ اللَّهِ وَ عَلَی عَدَاوَتِی عَدَاوَةُ اللَّهِ وَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی ذَلِکَ الْیَوْمِ الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی وَ رَضِیتُ لَکُمُ الْإِسْلامَ دِیناً فَکَانَتْ وَلَایَتِی کَمَالَ الدِّینِ وَ رِضَا الرَّبِّ جَلَّ ذِکْرُهُ وَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی اخْتِصَاصاً لِی وَ تَکَرُّماً نَحَلَنِیهِ وَ إِعْظَاماً وَ تَفْصِیلًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص مَنَحَنِیهِ وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی ثُمَّ رُدُّوا إِلَی اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُکْمُ وَ هُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِینَ فِیَّ مَنَاقِبُ لَوْ ذَکَرْتُهَا لَعَظُمَ بِهَا الِارْتِفَاعُ فَطَالَ لَهَا الِاسْتِمَاعُ وَ لَئِنْ تَقَمَّصَهَا دُونِیَ الْأَشْقَیَانِ وَ نَازَعَانِی فِیمَا لَیْسَ لَهُمَا بِحَقٍّ وَ رَکِبَاهَا ضَلَالَةً وَ اعْتَقَدَاهَا جَهَالَةً فَلَبِئْسَ مَا عَلَیْهِ وَرَدَا وَ لَبِئْسَ مَا لِأَنْفُسِهِمَا مَهَّدَا یَتَلَاعَنَانِ فِی دُورِهِمَا وَ یَتَبَرَّأُ کُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ یَقُولُ لِقَرِینِهِ إِذَا الْتَقَیَا یا لَیْتَ بَیْنِی وَ بَیْنَکَ بُعْدَ الْمَشْرِقَیْنِ فَبِئْسَ الْقَرِینُ فَیُجِیبُهُ الْأَشْقَی عَلَی رُثُوثَةٍ یَا لَیْتَنِی لَمْ أَتَّخِذْکَ خَلِیلًا لَقَدْ
الکافی ج : 8 ص : 28
أَضْلَلْتَنِی عَنِ الذِّکْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِی وَ کَانَ الشَّیْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا فَأَنَا الذِّکْرُ الَّذِی عَنْهُ ضَلَّ وَ السَّبِیلُ الَّذِی عَنْهُ مَالَ وَ الْإِیمَانُ الَّذِی بِهِ کَفَرَ وَ الْقُرْآنُ الَّذِی إِیَّاهُ هَجَرَ وَ الدِّینُ الَّذِی بِهِ کَذَّبَ وَ الصِّرَاطُ الَّذِی عَنْهُ نَکَبَ وَ لَئِنْ رَتَعَا فِی الْحُطَامِ الْمُنْصَرِمِ وَ الْغُرُورِ الْمُنْقَطِعِ وَ کَانَا مِنْهُ عَلَی شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ لَهُمَا عَلَی شَرِّ وُرُودٍ فِی أَخْیَبِ وُفُودٍ وَ أَلْعَنِ مَوْرُودٍ یَتَصَارَخَانِ بِاللَّعْنَةِ وَ یَتَنَاعَقَانِ بِالْحَسْرَةِ مَا لَهُمَا مِنْ رَاحَةٍ وَ لَا عَنْ عَذَابِهِمَا مِنْ مَنْدُوحَةٍ إِنَّ الْقَوْمَ لَمْ یَزَالُوا عُبَّادَ أَصْنَامٍ وَ سَدَنَةَ أَوْثَانٍ یُقِیمُونَ لَهَا الْمَنَاسِکَ وَ یَنْصِبُونَ لَهَا الْعَتَائِرَ وَ یَتَّخِذُونَ لَهَا الْقُرْبَانَ وَ یَجْعَلُونَ لَهَا الْبَحِیرَةَ وَ الْوَصِیلَةَ وَ السَّائِبَةَ وَ الْحَامَ وَ یَسْتَقْسِمُونَ بِالْأَزْلَامِ عَامِهِینَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ ذِکْرُهُ حَائِرِینَ عَنِ الرَّشَادِ مُهْطِعِینَ إِلَی الْبِعَادِ وَ قَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَیْهِمُ الشَّیْطَانُ وَ غَمَرَتْهُمْ سَوْدَاءُ الْجَاهِلِیَّةِ وَ رَضَعُوهَا جَهَالَةً وَ انْفَطَمُوهَا ضَلَالَةً فَأَخْرَجَنَا اللَّهُ إِلَیْهِمْ رَحْمَةً وَ أَطْلَعَنَا عَلَیْهِمْ رَأْفَةً وَ أَسْفَرَ بِنَا عَنِ الْحُجُبِ نُوراً لِمَنِ اقْتَبَسَهُ وَ فَضْلًا لِمَنِ اتَّبَعَهُ وَ تَأْیِیداً لِمَنْ صَدَّقَهُ فَتَبَوَّءُوا الْعِزَّ بَعْدَ الذِّلَّةِ وَ الْکَثْرَةَ بَعْدَ الْقِلَّةِ وَ هَابَتْهُمُ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصَارُ وَ أَذْعَنَتْ لَهُمُ الْجَبَابِرَةُ وَ طَوَائِفُهَا وَ صَارُوا أَهْلَ نِعْمَةٍ مَذْکُورَةٍ وَ کَرَامَةٍ مَیْسُورَةٍ وَ أَمْنٍ بَعْدَ خَوْفٍ وَ جَمْعٍ بَعْدَ کَوْفٍ وَ أَضَاءَتْ بِنَا مَفَاخِرُ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ وَ أَوْلَجْنَاهُمْ بَابَ الْهُدَی وَ أَدْخَلْنَاهُمْ دَارَ السَّلَامِ وَ أَشْمَلْنَاهُمْ ثَوْبَ الْإِیمَانِ وَ فَلَجُوا بِنَا فِی الْعَالَمِینَ وَ أَبْدَتْ لَهُمْ أَیَّامُ الرَّسُولِ آثَارَ الصَّالِحِینَ مِنْ حَامٍ مُجَاهِدٍ وَ مُصَلٍّ
الکافی ج : 8 ص : 29
قَانِتٍ وَ مُعْتَکِفٍ زَاهِدٍ یُظْهِرُونَ الْأَمَانَةَ وَ یَأْتُونَ الْمَثَابَةَ حَتَّی إِذَا دَعَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ نَبِیَّهُ ص وَ رَفَعَهُ إِلَیْهِ لَمْ یَکُ ذَلِکَ بَعْدَهُ إِلَّا کَلَمْحَةٍ مِنْ خَفْقَةٍ أَوْ وَمِیضٍ مِنْ بَرْقَةٍ إِلَی أَنْ رَجَعُوا عَلَی الْأَعْقَابِ وَ انْتَکَصُوا عَلَی الْأَدْبَارِ وَ طَلَبُوا بِالْأَوْتَارِ وَ أَظْهَرُوا الْکَتَائِبَ وَ رَدَمُوا الْبَابَ وَ فَلُّوا الدِّیَارَ وَ غَیَّرُوا آثَارَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ رَغِبُوا عَنْ أَحْکَامِهِ وَ بَعُدُوا مِنْ أَنْوَارِهِ وَ اسْتَبْدَلُوا بِمُسْتَخْلَفِهِ بَدِیلًا اتَّخَذُوهُ وَ کَانُوا ظَالِمِینَ وَ زَعَمُوا أَنَّ مَنِ اخْتَارُوا مِنْ آلِ أَبِی قُحَافَةَ أَوْلَی بِمَقَامِ رَسُولِ اللَّهِ ص مِمَّنِ اخْتَارَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِمَقَامِهِ وَ أَنَّ مُهَاجِرَ آلِ أَبِی قُحَافَةَ خَیْرٌ مِنَ الْمُهَاجِرِیِّ الْأَنْصَارِیِّ الرَّبَّانِیِّ نَامُوسِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ أَلَا وَ إِنَّ أَوَّلَ شَهَادَةِ زُورٍ وَقَعَتْ فِی الْإِسْلَامِ شَهَادَتُهُمْ أَنَّ صَاحِبَهُمْ مُسْتَخْلَفُ رَسُولِ اللَّهِ ص فَلَمَّا کَانَ مِنْ أَمْرِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ مَا کَانَ رَجَعُوا عَنْ ذَلِکَ وَ قَالُوا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص مَضَی وَ لَمْ یَسْتَخْلِفْ فَکَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص الطَّیِّبُ الْمُبَارَکُ أَوَّلَ مَشْهُودٍ عَلَیْهِ بِالزُّورِ فِی الْإِسْلَامِ وَ عَنْ قَلِیلٍ یَجِدُونَ غِبَّ مَا [یَعْلَمُونَ وَ سَیَجِدُونَ التَّالُونَ غِبَّ مَا ]أَسَّسَهُ الْأَوَّلُونَ وَ لَئِنْ کَانُوا فِی مَنْدُوحَةٍ مِنَ الْمَهْلِ وَ شِفَاءٍ مِنَ الْأَجَلِ وَ سَعَةٍ مِنَ الْمُنْقَلَبِ وَ اسْتِدْرَاجٍ مِنَ الْغُرُورِ وَ سُکُونٍ مِنَ الْحَالِ وَ إِدْرَاکٍ مِنَ الْأَمَلِ فَقَدْ أَمْهَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ شَدَّادَ بْنَ عَادٍ وَ ثَمُودَ بْنَ عَبُّودٍ وَ بَلْعَمَ بْنَ بَاعُورٍ وَ أَسْبَغَ عَلَیْهِمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَ بَاطِنَةً وَ أَمَدَّهُمْ بِالْأَمْوَالِ وَ الْأَعْمَارِ وَ أَتَتْهُمُ الْأَرْضُ بِبَرَکَاتِهَا لِیَذَّکَّرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَ لِیَعْرِفُوا الْإِهَابَةَ لَهُ وَ الْإِنَابَةَ إِلَیْهِ وَ لِیَنْتَهُوا عَنِ الِاسْتِکْبَارِ فَلَمَّا بَلَغُوا الْمُدَّةَ وَ اسْتَتَمُّوا الْأُکْلَةَ أَخَذَهُمُ
الکافی ج : 8 ص : 30
اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اصْطَلَمَهُمْ فَمِنْهُمْ مَنْ حُصِبَ وَ مِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّیْحَةُ وَ مِنْهُمْ مَنْ أَحْرَقَتْهُ الظُّلَّةُ وَ مِنْهُمْ مَنْ أَوْدَتْهُ الرَّجْفَةُ وَ مِنْهُمْ مَنْ أَرْدَتْهُ الْخَسْفَةُ فَما کانَ اللَّهُ لِیَظْلِمَهُمْ وَ لکِنْ کانُوا أَنْفُسَهُمْ یَظْلِمُونَ أَلَا وَ إِنَّ لِکُلِّ أَجَلٍ کِتَابُ اً فَإِذَا بَلَغَ الْکِتَابُ أَجَلَهُ لَوْ کُشِفَ لَکَ عَمَّا هَوَی إِلَیْهِ الظَّالِمُونَ وَ آلَ إِلَیْهِ الْأَخْسَرُونَ لَهَرَبْتَ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِمَّا هُمْ عَلَیْهِ مُقِیمُونَ وَ إِلَیْهِ صَائِرُونَ أَلَا وَ إِنِّی فِیکُمْ أَیُّهَا النَّاسُ کَهَارُونَ فِی آلِ فِرْعَوْنَ وَ کَبَابِ حِطَّةٍ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ وَ کَسَفِینَةِ نُوحٍ فِی قَوْمِ نُوحٍ إِنِّی النَّبَأُ الْعَظِیمُ وَ الصِّدِّیقُ الْأَکْبَرُ وَ عَنْ قَلِیلٍ سَتَعْلَمُونَ مَا تُوعَدُونَ وَ هَلْ هِیَ إِلَّا کَلُعْقَةِ الْ آکِلِ وَ مَذْقَةِ الشَّارِبِ وَ خَفْقَةِ الْوَسْنَانِ ثُمَّ تُلْزِمُهُمُ الْمَعَرَّاتُ خِزْیاً فِی الدُّنْیَا وَ یَوْمَ الْقِیامَةِ یُرَدُّونَ إِلی أَشَدِّ الْعَذابِ وَ مَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا یَعْمَلُونَ فَمَا جَزَاءُ مَنْ تَنَکَّبَ مَحَجَّتَهُ وَ أَنْکَرَ حُجَّتَهُ وَ خَالَفَ هُدَاتَهُ وَ حَادَّ عَنْ نُورِهِ وَ اقْتَحَمَ فِی ظُلَمِهِ وَ اسْتَبْدَلَ بِالْمَاءِ السَّرَابَ وَ بِالنَّعِیمِ الْعَذَابَ وَ بِالْفَوْزِ الشَّقَاءَ وَ بِالسَّرَّاءِ الضَّرَّاءَ وَ بِالسَّعَةِ الضَّنْکَ إِلَّا جَزَاءُ اقْتِرَافِهِ وَ سُوءُ خِلَافِهِ فَلْیُوقِنُوا بِالْوَعْدِ عَلَی حَقِیقَتِهِ وَ لْیَسْتَیْقِنُوا بِمَا یُوعَدُونَ یَوْمَ تَأْتِی الصَّیْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِکَ یَوْمُ الْخُرُوجِ إِنَّا نَحْنُ نُحْیِی وَ نُمِیتُ وَ إِلَیْنَا الْمَصِیرُ یَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً إِلَی آخِرِ السُّورَةِ
الکافی ج : 8 ص : 31
خُطْبَةُ الطَّالُوتِیَّةِ
5- مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَعْمَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَیُّوبَ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ عَمْرٍو الْأَوْزَاعِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ کُهَیْلٍ عَنْ أَبِی الْهَیْثَمِ بْنِ التَّیِّهَانِ أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ ع خَطَبَ النَّاسَ بِالْمَدِینَةِ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ کَانَ حَیّاً بِلَا کَیْفٍ وَ لَمْ یَکُنْ لَهُ کَانٌ وَ لَا کَانَ لِکَانِهِ کَیْفٌ وَ لَا کَانَ لَهُ أَیْنٌ وَ لَا کَانَ فِی شَیْ ءٍ وَ لَا کَانَ عَلَی شَیْ ءٍ وَ لَا ابْتَدَعَ لِکَانِهِ مَکَاناً وَ لَا قَوِیَ بَعْدَ مَا کَوَّنَ شَیْئاً وَ لَا کَانَ ضَعِیفاً قَبْلَ أَنْ یُکَوِّنَ شَیْئاً وَ لَا کَانَ مُسْتَوْحِشاً قَبْلَ أَنْ یَبْتَدِعَ شَیْئاً وَ لَا یُشْبِهُ شَیْئاً وَ لَا کَانَ خِلْواً عَنِ الْمُلْکِ قَبْلَ إِنْشَائِهِ وَ لَا یَکُونُ خِلْواً مِنْهُ بَعْدَ ذَهَابِهِ کَانَ إِلَهاً حَیّاً بِلَا حَیَاةٍ وَ مَالِکاً قَبْلَ أَنْ یُنْشِئَ شَیْئاً وَ مَالِکاً بَعْدَ إِنْشَائِهِ لِلْکَوْنِ وَ لَیْسَ یَکُونُ لِلَّهِ کَیْفٌ وَ لَا أَیْنٌ وَ لَا حَدٌّ یُعْرَفُ وَ لَا شَیْ ءٌ یُشْبِهُهُ وَ لَا یَهْرَمُ لِطُولِ بَقَائِهِ وَ لَا یَضْعُفُ لِذُعْرَةٍ وَ لَا یَخَافُ کَمَا تَخَافُ خَلِیقَتُهُ مِنْ شَیْ ءٍ وَ لَکِنْ سَمِیعٌ بِغَیْرِ سَمْعٍ وَ بَصِیرٌ بِغَیْرِ بَصَرٍ وَ قَوِیٌّ بِغَیْرِ قُوَّةٍ مِنْ خَلْقِهِ لَا تُدْرِکُهُ حَدَقُ النَّاظِرِینَ وَ لَا یُحِیطُ بِسَمْعِهِ سَمْعُ السَّامِعِینَ إِذَا أَرَادَ شَیْئاً کَانَ بِلَا مَشُورَةٍ وَ لَا مُظَاهَرَةٍ وَ لَا مُخَابَرَةٍ وَ لَا یَسْأَلُ أَحَداً عَنْ شَیْ ءٍ مِنْ خَلْقِهِ أَرَادَهُ لا تُدْرِکُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ یُدْرِکُ الْأَبْصارَ وَ هُوَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیکَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرْسَلَهُ بِالْهُدَی وَ دِینِ الْحَقِّ لِیُظْهِرَهُ عَلَی الدِّینِ کُلِّهِ وَ لَوْ کَرِهَ الْمُشْرِکُونَ فَبَلَّغَ الرِّسَالَةَ وَ أَنْهَجَ الدَّلَالَةَ ص
الکافی ج : 8 ص : 32
أَیُّهَا الْأُمَّةُ الَّتِی خُدِعَتْ فَانْخَدَعَتْ وَ عَرَفَتْ خَدِیعَةَ مَنْ خَدَعَهَا فَأَصَرَّتْ عَلَی مَا عَرَفَتْ وَ اتَّبَعَتْ أَهْوَاءَهَا وَ ضَرَبَتْ فِی عَشْوَاءِ غَوَایَتِهَا وَ قَدِ اسْتَبَانَ لَهَا الْحَقُّ فَصَدَّتْ عَنْهُ وَ الطَّرِیقُ الْوَاضِحُ فَتَنَکَّبَتْهُ أَمَا وَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ لَوِ اقْتَبَسْتُمُ الْعِلْمَ مِنْ مَعْدِنِهِ وَ شَرِبْتُمُ الْمَاءَ بِعُذُوبَتِهِ وَ ادَّخَرْتُمُ الْخَیْرَ مِنْ مَوْضِعِهِ وَ أَخَذْتُمُ الطَّرِیقَ مِنْ وَاضِحِهِ وَ سَلَکْتُمْ مِنَ الْحَقِّ نَهْجَهُ لَنَهَجَتْ بِکُمُ السُّبُلُ وَ بَدَتْ لَکُمُ الْأَعْلَامُ وَ أَضَاءَ لَکُمُ الْإِسْلَامُ فَأَکَلْتُمْ رَغَداً وَ مَا عَالَ فِیکُمْ عَائِلٌ وَ لَا ظُلِمَ مِنْکُمْ مُسْلِمٌ وَ لَا مُعَاهَدٌ وَ لَکِنْ سَلَکْتُمْ سَبِیلَ الظَّلَامِ فَأَظْلَمَتْ عَلَیْکُمْ دُنْیَاکُمْ بِرُحْبِهَا وَ سُدَّتْ عَلَیْکُمْ أَبْوَابُ الْعِلْمِ فَقُلْتُمْ بِأَهْوَائِکُمْ وَ اخْتَلَفْتُمْ فِی دِینِکُمْ فَأَفْتَیْتُمْ فِی دِینِ اللَّهِ بِغَیْرِ عِلْمٍ وَ اتَّبَعْتُمُ الْغُوَاةَ فَأَغْوَتْکُمْ وَ تَرَکْتُمُ الْأَئِمَّةَ فَتَرَکُوکُمْ فَأَصْبَحْتُمْ تَحْکُمُونَ بِأَهْوَائِکُمْ إِذَا ذُکِرَ الْأَمْرُ سَأَلْتُمْ أَهْلَ الذِّکْرِ فَإِذَا أَفْتَوْکُمْ قُلْتُمْ هُوَ الْعِلْمُ بِعَیْنِهِ فَکَیْفَ وَ قَدْ تَرَکْتُمُوهُ وَ نَبَذْتُمُوهُ وَ خَالَفْتُمُوهُ رُوَیْداً عَمَّا قَلِیلٍ تَحْصُدُونَ جَمِیعَ مَا زَرَعْتُمْ وَ تَجِدُونَ وَخِیمَ مَا اجْتَرَمْتُمْ وَ مَا اجْتَلَبْتُمْ وَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ لَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّی صَاحِبُکُمْ وَ الَّذِی بِهِ أُمِرْتُمْ وَ أَنِّی عَالِمُکُمْ وَ الَّذِی بِعِلْمِهِ نَجَاتُکُمْ وَ وَصِیُّ نَبِیِّکُمْ وَ خِیَرَةُ رَبِّکُمْ وَ لِسَانُ نُورِکُمْ وَ الْعَالِمُ بِمَا یُصْلِحُکُمْ فَعَنْ قَلِیلٍ رُوَیْداً یَنْزِلُ بِکُمْ مَا وُعِدْتُمْ وَ مَا نَزَلَ بِالْأُمَمِ قَبْلَکُمْ وَ سَیَسْأَلُکُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْ أَئِمَّتِکُمْ مَعَهُمْ تُحْشَرُونَ وَ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ غَداً تَصِیرُونَ أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ کَانَ لِی عِدَّةُ أَصْحَابِ طَالُوتَ أَوْ عِدَّةُ أَهْلِ بَدْرٍ وَ هُمْ أَعْدَاؤُکُمْ لَضَرَبْتُکُمْ بِالسَّیْفِ حَتَّی تَئُولُوا إِلَی الْحَقِّ وَ تُنِیبُوا لِلصِّدْقِ فَکَانَ أَرْتَقَ لِلْفَتْقِ وَ آخَذَ بِالرِّفْقِ اللَّهُمَّ فَاحْکُمْ بَیْنَنَا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَیْرُ الْحَاکِمِینَ
الکافی ج : 8 ص : 33
قَالَ ثُمَّ خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ فَمَرَّ بِصِیرَةٍ فِیهَا نَحْوٌ مِنْ ثَلَاثِینَ شَاةً فَقَالَ وَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ لِی رِجَالًا یَنْصَحُونَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لِرَسُولِهِ بِعَدَدِ هَذِهِ الشِّیَاهِ لَأَزَلْتُ ابْنَ آکِلَةِ الذِّبَّانِ عَنْ مُلْکِهِ قَالَ فَلَمَّا أَمْسَی بَایَعَهُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ سِتُّونَ رَجُلًا عَلَی الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمْ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع اغْدُوا بِنَا إِلَی أَحْجَارِ الزَّیْتِ مُحَلِّقِینَ وَ حَلَقَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع فَمَا وَافَی مِنَ الْقَوْمِ مُحَلِّقاً إِلَّا أَبُو ذَرٍّ وَ الْمِقْدَادُ وَ حُذَیْفَةُ بْنُ الْیَمَانِ وَ عَمَّارُ بْنُ یَاسِرٍ وَ جَاءَ سَلْمَانُ فِی آخِرِ الْقَوْمِ فَرَفَعَ یَدَهُ إِلَی السَّمَاءِ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِی کَمَا اسْتَضْعَفَتْ بَنُو إِسْرَائِیلَ هَارُونَ اللَّهُمَّ فَإِنَّکَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِی وَ مَا نُعْلِنُ وَ مَا یَخْفَی عَلَیْکَ شَیْ ءٌ فِی الْأَرْضِ وَ لَا فِی السَّمَاءِ تَوَفَّنِی مُسْلِماً وَ أَلْحِقْنِی بِالصَّالِحِینَ أَمَا وَ الْبَیْتِ وَ الْمُفْضِی إِلَی الْبَیْتِ [وَ فِی نُسْخَةٍ وَ الْمُزْدَلِفَةِ ]وَ الْخِفَافِ إِلَی التَّجْمِیرِ لَوْ لَا عَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَیَّ النَّبِیُّ الْأُمِّیُّ ص لَأَوْرَدْتُ الْمُخَالِفِینَ خَلِیجَ الْمَنِیَّةِ وَ لَأَرْسَلْتُ عَلَیْهِمْ شَ آبِیبَ صَوَاعِقِ الْمَوْتِ وَ عَنْ قَلِیلٍ سَیَعْلَمُونَ
6- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ کُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ أَبُو بَصِیرٍ وَ قَدْ خَفَرَهُ النَّفَسُ فَلَمَّا أَخَذَ مَجْلِسَهُ قَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع یَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا هَذَا النَّفَسُ الْعَالِی فَقَالَ جُعِلْتُ فِدَاکَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ کَبِرَ سِنِّی وَ دَقَّ عَظْمِی وَ اقْتَرَبَ أَجَلِی مَعَ أَنَّنِی لَسْتُ أَدْرِی مَا أَرِدُ عَلَیْهِ مِنْ أَمْرِ آخِرَتِی فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع یَا أَبَا مُحَمَّدٍ وَ إِنَّکَ لَتَقُولُ هَذَا قَالَ جُعِلْتُ فِدَاکَ وَ کَیْفَ لَا أَقُولُ هَذَا فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی یُکْرِمُ الشَّبَابَ مِنْکُمْ
الکافی ج : 8 ص : 34
وَ یَسْتَحْیِی مِنَ الْکُهُولِ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ فَکَیْفَ یُکْرِمُ الشَّبَابَ وَ یَسْتَحْیِی مِنَ الْکُهُولِ فَقَالَ یُکْرِمُ اللَّهُ الشَّبَابَ أَنْ یُعَذِّبَهُمْ وَ یَسْتَحْیِی مِنَ الْکُهُولِ أَنْ یُحَاسِبَهُمْ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ هَذَا لَنَا خَاصَّةً أَمْ لِأَهْلِ التَّوْحِیدِ قَالَ فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ إِلَّا لَکُمْ خَاصَّةً دُونَ الْعَالَمِ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ فَإِنَّا قَدْ نُبِزْنَا نَبْزاً انْکَسَرَتْ لَهُ ظُهُورُنَا وَ مَاتَتْ لَهُ أَفْئِدَتُنَا وَ اسْتَحَلَّتْ لَهُ الْوُلَاةُ دِمَاءَنَا فِی حَدِیثٍ رَوَاهُ لَهُمْ فُقَهَاؤُهُمْ قَالَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع الرَّافِضَةُ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ لَا وَ اللَّهِ مَا هُمْ سَمَّوْکُمْ وَ لَکِنَّ اللَّهَ سَمَّاکُمْ بِهِ أَ مَا عَلِمْتَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَنَّ سَبْعِینَ رَجُلًا مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ رَفَضُوا فِرْعَوْنَ وَ قَوْمَهُ لَمَّا اسْتَبَانَ لَهُمْ ضَلَالُهُمْ فَلَحِقُوا بِمُوسَی ع لَمَّا اسْتَبَانَ لَهُمْ هُدَاهُ فَسُمُّوا فِی عَسْکَرِ مُوسَی الرَّافِضَةَ لِأَنَّهُمْ رَفَضُوا فِرْعَوْنَ وَ کَانُوا أَشَدَّ أَهْلِ ذَلِکَ الْعَسْکَرِ عِبَادَةً وَ أَشَدَّهُمْ حُبّاً لِمُوسَی وَ هَارُونَ وَ ذُرِّیَّتِهِمَا ع فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی مُوسَی ع أَنْ أَثْبِتْ لَهُمْ هَذَا الِاسْمَ فِی التَّوْرَاةِ فَإِنِّی قَدْ سَمَّیْتُهُمْ بِهِ وَ نَحَلْتُهُمْ إِیَّاهُ فَأَثْبَتَ مُوسَی ع الِاسْمَ لَهُمْ ثُمَّ ذَخَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَکُمْ هَذَا الِاسْمَ حَتَّی نَحَلَکُمُوهُ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ رَفَضُوا الْخَیْرَ وَ رَفَضْتُمُ الشَّرَّ افْتَرَقَ النَّاسُ کُلَّ فِرْقَةٍ وَ تَشَعَّبُوا کُلَّ شُعْبَةٍ فَانْشَعَبْتُمْ مَعَ أَهْلِ بَیْتِ نَبِیِّکُمْ ص وَ ذَهَبْتُمْ حَیْثُ ذَهَبُوا وَ اخْتَرْتُمْ مَنِ اخْتَارَ اللَّهُ لَکُمْ وَ أَرَدْتُمْ مَنْ أَرَادَ اللَّهُ فَأَبْشِرُوا ثُمَّ أَبْشِرُوا فَأَنْتُمْ وَ اللَّهِ الْمَرْحُومُونَ الْمُتَقَبَّلُ مِنْ مُحْسِنِکُمْ وَ الْمُتَجَاوَزُ عَنْ مُسِیئِکُمْ مَنْ لَمْ یَأْتِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِمَا أَنْتُمْ عَلَیْهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ لَمْ یُتَقَبَّلْ مِنْهُ حَسَنَةٌ وَ لَمْ یُتَجَاوَزْ لَهُ عَنْ سَیِّئَةٍ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُکَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ زِدْنِی فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَلَائِکَةً یُسْقِطُونَ الذُّنُوبَ عَنْ ظُهُورِ شِیعَتِنَا کَمَا یُسْقِطُ الرِّیحُ الْوَرَقَ فِی أَوَانِ سُقُوطِهِ وَ ذَلِکَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ الَّذِینَ یَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِینَ آمَنُوا اسْتِغْفَارُهُمْ وَ اللَّهِ لَکُمْ دُونَ هَذَا الْخَلْقِ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُکَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ زِدْنِی قَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَقَدْ ذَکَرَکُمُ اللَّهُ فِی کِتَابُ هِ فَقَالَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَیْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضی نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِیلًا
الکافی ج : 8 ص : 35
إِنَّکُمْ وَفَیْتُمْ بِمَا أَخَذَ اللَّهُ عَلَیْهِ مِیثَاقَکُمْ مِنْ وَلَایَتِنَا وَ إِنَّکُمْ لَمْ تُبَدِّلُوا بِنَا غَیْرَنَا وَ لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا لَعَیَّرَکُمُ اللَّهُ کَمَا عَیَّرَهُمْ حَیْثُ یَقُولُ جَلَّ ذِکْرُهُ وَ ما وَجَدْنا لِأَکْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَ إِنْ وَجَدْنا أَکْثَرَهُمْ لَفاسِقِینَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُکَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ زِدْنِی فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَقَدْ ذَکَرَکُمُ اللَّهُ فِی کِتَابُ هِ فَقَالَ إِخْواناً عَلی سُرُرٍ مُتَقابِلِینَ وَ اللَّهِ مَا أَرَادَ بِهَذَا غَیْرَکُمْ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُکَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ زِدْنِی فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ الْأَخِلَّاءُ یَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِینَ وَ اللَّهِ مَا أَرَادَ بِهَذَا غَیْرَکُمْ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُکَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ زِدْنِی فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَقَدْ ذَکَرَنَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ شِیعَتَنَا وَ عَدُوَّنَا فِی آیَةٍ مِنْ کِتَابُ هِ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَ الَّذِینَ لا یَعْلَمُونَ إِنَّما یَتَذَکَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ فَنَحْنُ الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَ عَدُوُّنَا الَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ وَ شِیعَتُنَا هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُکَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ زِدْنِی فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ وَ اللَّهِ مَا اسْتَثْنَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِأَحَدٍ مِنْ أَوْصِیَاءِ الْأَنْبِیَاءِ وَ لَا أَتْبَاعِهِمْ مَا خَلَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ ع وَ شِیعَتَهُ فَقَالَ فِی کِتَابُ هِ وَ قَوْلُهُ الْحَقُّ یَوْمَ لا یُغْنِی مَوْلًی عَنْ مَوْلًی شَیْئاً وَ لا هُمْ یُنْصَرُونَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ یَعْنِی بِذَلِکَ عَلِیّاً ع وَ شِیعَتَهُ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُکَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ زِدْنِی قَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَقَدْ ذَکَرَکُمُ اللَّهُ تَعَالَی فِی کِتَابُ هِ إِذْ یَقُولُ یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ وَ اللَّهِ مَا أَرَادَ بِهَذَا غَیْرَکُمْ فَهَلْ سَرَرْتُکَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ زِدْنِی فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَقَدْ ذَکَرَکُمُ اللَّهُ فِی کِتَابُ هِ فَقَالَ إِنَّ عِبادِی لَیْسَ لَکَ عَلَیْهِمْ سُلْطانٌ وَ اللَّهِ مَا أَرَادَ بِهَذَا إِلَّا الْأَئِمَّةَ ع وَ شِیعَتَهُمْ فَهَلْ سَرَرْتُکَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ زِدْنِی فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَقَدْ ذَکَرَکُمُ اللَّهُ فِی کِتَابُ هِ فَقَالَ فَأُولئِکَ مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ حَسُنَ
الکافی ج : 8 ص : 36
أُولئِکَ رَفِیقاً فَرَسُولُ اللَّهِ ص فِی الْ آیَةِ النَّبِیُّونَ وَ نَحْنُ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ الصِّدِّیقُونَ وَ الشُّهَدَاءُ وَ أَنْتُمُ الصَّالِحُونَ فَتَسَمَّوْا بِالصَّلَاحِ کَمَا سَمَّاکُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُکَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ زِدْنِی قَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَقَدْ ذَکَرَکُمُ اللَّهُ إِذْ حَکَی عَنْ عَدُوِّکُمْ فِی النَّارِ بِقَوْلِهِ وَ قالُوا ما لَنا لا نَری رِجالًا کُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِیًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ وَ اللَّهِ مَا عَنَی وَ لَا أَرَادَ بِهَذَا غَیْرَکُمْ صِرْتُمْ عِنْدَ أَهْلِ هَذَا الْعَالَمِ شِرَارَ النَّاسِ وَ أَنْتُمْ وَ اللَّهِ فِی الْجَنَّةِ تُحْبَرُونَ وَ فِی النَّارِ تُطْلَبُونَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُکَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ زِدْنِی قَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا مِنْ آیَةٍ نَزَلَتْ تَقُودُ إِلَی الْجَنَّةِ وَ لَا تَذْکُرُ أَهْلَهَا بِخَیْرٍ إِلَّا وَ هِیَ فِینَا وَ فِی شِیعَتِنَا وَ مَا مِنْ آیَةٍ نَزَلَتْ تَذْکُرُ أَهْلَهَا بِشَرٍّ وَ لَا تَسُوقُ إِلَی النَّارِ إِلَّا وَ هِیَ فِی عَدُوِّنَا وَ مَنْ خَالَفَنَا فَهَلْ سَرَرْتُکَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ زِدْنِی فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَیْسَ عَلَی مِلَّةِ إِبْرَاهِیمَ إِلَّا نَحْنُ وَ شِیعَتُنَا وَ سَائِرُ النَّاسِ مِنْ ذَلِکَ بُرَآءُ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُکَ وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی فَقَالَ حَسْبِی
حَدِیثُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع مَعَ الْمَنْصُورِ فِی مَوْکِبِهِ
7- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ وَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ جَمِیعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ حُمْرَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع وَ ذُکِرَ هَؤُلَاءِ عِنْدَهُ وَ سُوءُ حَالِ الشِّیعَةِ عِنْدَهُمْ فَقَالَ إِنِّی سِرْتُ مَعَ أَبِی جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ وَ هُوَ فِی مَوْکِبِهِ وَ هُوَ عَلَی فَرَسٍ وَ بَیْنَ یَدَیْهِ خَیْلٌ وَ مِنْ خَلْفِهِ خَیْلٌ وَ أَنَا عَلَی حِمَارٍ إِلَی جَانِبِهِ فَقَالَ لِی یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قَدْ کَانَ فَیَنْبَغِی لَکَ أَنْ تَفْرَحَ بِمَا أَعْطَانَا اللَّهُ مِنَ الْقُوَّةِ وَ فَتَحَ لَنَا مِنَ الْعِزِّ
الکافی ج : 8 ص : 37
وَ لَا تُخْبِرَ النَّاسَ أَنَّکَ أَحَقُّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنَّا وَ أَهْلَ بَیْتِکَ فَتُغْرِیَنَا بِکَ وَ بِهِمْ قَالَ فَقُلْتُ وَ مَنْ رَفَعَ هَذَا إِلَیْکَ عَنِّی فَقَدْ کَذَبَ فَقَالَ لِی أَ تَحْلِفُ عَلَی مَا تَقُولُ قَالَ فَقُلْتُ إِنَّ النَّاسَ سَحَرَةٌ یَعْنِی یُحِبُّونَ أَنْ یُفْسِدُوا قَلْبَکَ عَلَیَّ فَلَا تُمَکِّنْهُمْ مِنْ سَمْعِکَ فَإِنَّا إِلَیْکَ أَحْوَجُ مِنْکَ إِلَیْنَا فَقَالَ لِی تَذْکُرُ یَوْمَ سَأَلْتُکَ هَلْ لَنَا مُلْکٌ فَقُلْتَ نَعَمْ طَوِیلٌ عَرِیضٌ شَدِیدٌ فَلَا تَزَالُونَ فِی مُهْلَةٍ مِنْ أَمْرِکُمْ وَ فُسْحَةٍ مِنْ دُنْیَاکُمْ حَتَّی تُصِیبُوا مِنَّا دَماً حَرَاماً فِی شَهْرٍ حَرَامٍ فِی بَلَدٍ حَرَامٍ فَعَرَفْتُ أَنَّهُ قَدْ حَفِظَ الْحَدِیثَ فَقُلْتُ لَعَلَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَکْفِیَکَ فَإِنِّی لَمْ أَخُصَّکَ بِهَذَا وَ إِنَّمَا هُوَ حَدِیثٌ رَوَیْتُهُ ثُمَّ لَعَلَّ غَیْرَکَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِکَ یَتَوَلَّی ذَلِکَ فَسَکَتَ عَنِّی فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَی مَنْزِلِی أَتَانِی بَعْضُ مَوَالِینَا فَقَالَ جُعِلْتُ فِدَاکَ وَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَیْتُکَ فِی مَوْکِبِ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَنْتَ عَلَی حِمَارٍ وَ هُوَ عَلَی فَرَسٍ وَ قَدْ أَشْرَفَ عَلَیْکَ یُکَلِّمُکَ کَأَنَّکَ تَحْتَهُ فَقُلْتُ بَیْنِی وَ بَیْنَ نَفْسِی هَذَا حُجَّةُ اللَّهِ عَلَی الْخَلْقِ وَ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ الَّذِی یُقْتَدَی بِهِ وَ هَذَا الْ آخَرُ یَعْمَلُ بِالْجَوْرِ وَ یَقْتُلُ أَوْلَادَ الْأَنْبِیَاءِ وَ یَسْفِکُ الدِّمَاءَ فِی الْأَرْضِ بِمَا لَا یُحِبُّ اللَّهُ وَ هُوَ فِی مَوْکِبِهِ وَ أَنْتَ عَلَی حِمَارٍ فَدَخَلَنِی مِنْ ذَلِکَ شَکٌّ حَتَّی خِفْتُ عَلَی دِینِی وَ نَفْسِی قَالَ فَقُلْتُ لَوْ رَأَیْتَ مَنْ کَانَ حَوْلِی وَ بَیْنَ یَدَیَّ وَ مِنْ خَلْفِی وَ عَنْ یَمِینِی وَ عَنْ شِمَالِی مِنَ الْمَلَائِکَةِ لَاحْتَقَرْتَهُ وَ احْتَقَرْتَ مَا هُوَ فِیهِ فَقَالَ الْ آنَ سَکَنَ قَلْبِی ثُمَّ قَالَ إِلَی مَتَی هَؤُلَاءِ یَمْلِکُونَ أَوْ مَتَی الرَّاحَةُ مِنْهُمْ فَقُلْتُ أَ لَیْسَ تَعْلَمُ أَنَّ لِکُلِّ شَیْ ءٍ مُدَّةً قَالَ بَلَی فَقُلْتُ هَلْ یَنْفَعُکَ عِلْمُکَ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ إِذَا جَاءَ کَانَ أَسْرَعَ مِنْ طَرْفَةِ الْعَیْنِ إِنَّکَ لَوْ تَعْلَمُ حَالَهُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ کَیْفَ هِیَ کُنْتَ لَهُمْ أَشَدَّ بُغْضاً وَ لَوْ جَهَدْتَ أَوْ جَهَدَ أَهْلُ الْأَرْضِ أَنْ یُدْخِلُوهُمْ فِی أَشَدِّ مَا هُمْ فِیهِمْ مِنَ الْإِثْمِ لَمْ یَقْدِرُوا فَلَا یَسْتَفِزَّنَّکَ الشَّیْطَانُ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ لَکِنَّ الْمُنَافِقِینَ لَا یَعْلَمُونَ أَ لَا تَعْلَمُ أَنَّ مَنِ انْتَظَرَ أَمْرَنَا وَ صَبَرَ عَلَی مَا یَرَی مِنَ الْأَذَی وَ الْخَوْفِ هُوَ غَداً فِی زُمْرَتِنَا فَإِذَا رَأَیْتَ الْحَقَّ قَدْ مَاتَ وَ ذَهَبَ أَهْلُهُ وَ رَأَیْتَ الْجَوْرَ قَدْ شَمِلَ الْبِلَادَ وَ رَأَیْتَ الْقُرْآنَ قَدْ خَلُقَ وَ أُحْدِثَ فِیهِ مَا لَیْسَ فِیهِ وَ وُجِّهَ عَلَی الْأَهْوَاءِ وَ رَأَیْتَ الدِّینَ قَدِ انْکَفَأَ کَمَا یَنْکَفِئُ
الکافی ج : 8 ص : 38
الْمَاءُ وَ رَأَیْتَ أَهْلَ الْبَاطِلِ قَدِ اسْتَعْلَوْا عَلَی أَهْلِ الْحَقِّ وَ رَأَیْتَ الشَّرَّ ظَاهِراً لَا یُنْهَی عَنْهُ وَ یُعْذَرُ أَصْحَابُهُ وَ رَأَیْتَ الْفِسْقَ قَدْ ظَهَرَ وَ اکْتَفَی الرِّجَالُ بِالرِّجَالِ وَ النِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ وَ رَأَیْتَ الْمُؤْمِنَ صَامِتاً لَا یُقْبَلُ قَوْلُهُ وَ رَأَیْتَ الْفَاسِقَ یَکْذِبُ وَ لَا یُرَدُّ عَلَیْهِ کَذِبُهُ وَ فِرْیَتُهُ وَ رَأَیْتَ الصَّغِیرَ یَسْتَحْقِرُ بِالْکَبِیرِ وَ رَأَیْتَ الْأَرْحَامَ قَدْ تَقَطَّعَتْ وَ رَأَیْتَ مَنْ یَمْتَدِحُ بِالْفِسْقِ یَضْحَکُ مِنْهُ وَ لَا یُرَدُّ عَلَیْهِ قَوْلُهُ وَ رَأَیْتَ الْغُلَامَ یُعْطِی مَا تُعْطِی الْمَرْأَةُ وَ رَأَیْتَ النِّسَاءَ یَتَزَوَّجْنَ النِّسَاءَ وَ رَأَیْتَ الثَّنَاءَ قَدْ کَثُرَ وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ یُنْفِقُ الْمَالَ فِی غَیْرِ طَاعَةِ اللَّهِ فَلَا یُنْهَی وَ لَا یُؤْخَذُ عَلَی یَدَیْهِ وَ رَأَیْتَ النَّاظِرَ یَتَعَوَّذُ بِاللَّهِ مِمَّا یَرَی الْمُؤْمِنَ فِیهِ مِنَ الِاجْتِهَادِ وَ رَأَیْتَ الْجَارَ یُؤْذِی جَارَهُ وَ لَیْسَ لَهُ مَانِعٌ وَ رَأَیْتَ الْکَافِرَ فَرِحاً لِمَا یَرَی فِی الْمُؤْمِنِ مَرِحاً لِمَا یَرَی فِی الْأَرْضِ مِنَ الْفَسَادِ وَ رَأَیْتَ الْخُمُورَ تُشْرَبُ عَلَانِیَةً وَ یَجْتَمِعُ عَلَیْهَا مَنْ لَا یَخَافُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَأَیْتَ الْ آمِرَ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِیلًا وَ رَأَیْتَ الْفَاسِقَ فِیمَا لَا یُحِبُّ اللَّهُ قَوِیّاً مَحْمُوداً وَ رَأَیْتَ أَصْحَابَ الْ آیَاتِ یُحْتَقَرُونَ وَ یُحْتَقَرُ مَنْ یُحِبُّهُمْ وَ رَأَیْتَ سَبِیلَ الْخَیْرِ مُنْقَطِعاً وَ سَبِیلَ الشَّرِّ مَسْلُوکاً وَ رَأَیْتَ بَیْتَ اللَّهِ قَدْ عُطِّلَ وَ یُؤْمَرُ بِتَرْکِهِ وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ یَقُولُ مَا لَا یَفْعَلُهُ وَ رَأَیْتَ الرِّجَالَ یَتَسَمَّنُونَ لِلرِّجَالِ وَ النِّسَاءَ لِلنِّسَاءِ وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ مَعِیشَتُهُ مِنْ دُبُرِهِ وَ مَعِیشَةُ الْمَرْأَةِ مِنْ فَرْجِهَا وَ رَأَیْتَ النِّسَاءَ یَتَّخِذْنَ الْمَجَالِسَ کَمَا یَتَّخِذُهَا الرِّجَالُ وَ رَأَیْتَ التَّأْنِیثَ فِی وُلْدِ الْعَبَّاسِ قَدْ ظَهَرَ وَ أَظْهَرُوا الْخِضَابَ وَ امْتَشَطُوا کَمَا تَمْتَشِطُ الْمَرْأَةُ لِزَوْجِهَا وَ أَعْطَوُا
الکافی ج : 8 ص : 39
الرِّجَالَ الْأَمْوَالَ عَلَی فُرُوجِهِمْ وَ تُنُوفِسَ فِی الرَّجُلِ وَ تَغَایَرَ عَلَیْهِ الرِّجَالُ وَ کَانَ صَاحِبُ الْمَالِ أَعَزَّ مِنَ الْمُؤْمِنِ وَ کَانَ الرِّبَا ظَاهِراً لَا یُعَیَّرُ وَ کَانَ الزِّنَا تُمْتَدَحُ بِهِ النِّسَاءُ وَ رَأَیْتَ الْمَرْأَةَ تُصَانِعُ زَوْجَهَا عَلَی نِکَاحِ الرِّجَالِ وَ رَأَیْتَ أَکْثَرَ النَّاسِ وَ خَیْرَ بَیْتٍ مَنْ یُسَاعِدُ النِّسَاءَ عَلَی فِسْقِهِنَّ وَ رَأَیْتَ الْمُؤْمِنَ مَحْزُوناً مُحْتَقَراً ذَلِیلًا وَ رَأَیْتَ الْبِدَعَ وَ الزِّنَا قَدْ ظَهَرَ وَ رَأَیْتَ النَّاسَ یَعْتَدُّونَ بِشَاهِدِ الزُّورِ وَ رَأَیْتَ الْحَرَامَ یُحَلَّلُ وَ رَأَیْتَ الْحَلَالَ یُحَرَّمُ وَ رَأَیْتَ الدِّینِ بِالرَّأْیِ وَ عُطِّلَ الْکِتَابُ وَ أَحْکَامُهُ وَ رَأَیْتَ اللَّیْلَ لَا یُسْتَخْفَی بِهِ مِنَ الْجُرْأَةِ عَلَی اللَّهِ وَ رَأَیْتَ الْمُؤْمِنَ لَا یَسْتَطِیعُ أَنْ یُنْکِرَ إِلَّا بِقَلْبِهِ وَ رَأَیْتَ الْعَظِیمَ مِنَ الْمَالِ یُنْفَقُ فِی سَخَطِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَأَیْتَ الْوُلَاةَ یُقَرِّبُونَ أَهْلَ الْکُفْرِ وَ یُبَاعِدُونَ أَهْلَ الْخَیْرِ وَ رَأَیْتَ الْوُلَاةَ یَرْتَشُونَ فِی الْحُکْمِ وَ رَأَیْتَ الْوِلَایَةَ قَبَالَةً لِمَنْ زَادَ وَ رَأَیْتَ ذَوَاتِ الْأَرْحَامِ یُنْکَحْنَ وَ یُکْتَفَی بِهِنَّ وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ یُقْتَلُ عَلَی التُّهَمَةِ وَ عَلَی الظِّنَّةِ وَ یَتَغَایَرُ عَلَی الرَّجُلِ الذَّکَرِ فَیَبْذُلُ لَهُ نَفْسَهُ وَ مَالَهُ وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ یُعَیَّرُ عَلَی إِتْیَانِ النِّسَاءِ وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ یَأْکُلُ مِنْ کَسْبِ امْرَأَتِهِ مِنَ الْفُجُورِ یَعْلَمُ ذَلِکَ وَ یُقِیمُ عَلَیْهِ وَ رَأَیْتَ الْمَرْأَةَ تَقْهَرُ زَوْجَهَا وَ تَعْمَلُ مَا لَا یَشْتَهِی وَ تُنْفِقُ عَلَی زَوْجِهَا وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ یُکْرِی امْرَأَتَهُ وَ جَارِیَتَهُ وَ یَرْضَی بِالدَّنِیِّ مِنَ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ وَ رَأَیْتَ الْأَیْمَانَ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ کَثِیرَةً عَلَی الزُّورِ وَ رَأَیْتَ الْقِمَارَ قَدْ ظَهَرَ وَ رَأَیْتَ الشَّرَابَ یُبَاعُ ظَاهِراً لَیْسَ لَهُ مَانِعٌ وَ رَأَیْتَ النِّسَاءَ یَبْذُلْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِأَهْلِ الْکُفْرِ وَ رَأَیْتَ الْمَلَاهِیَ قَدْ ظَهَرَتْ یُمَرُّ بِهَا لَا یَمْنَعُهَا أَحَدٌ أَحَداً وَ لَا یَجْتَرِئُ أَحَدٌ عَلَی مَنْعِهَا وَ رَأَیْتَ الشَّرِیفَ یَسْتَذِلُّهُ الَّذِی یُخَافُ سُلْطَانُهُ وَ رَأَیْتَ أَقْرَبَ النَّاسِ مِنَ الْوُلَاةِ مَنْ یَمْتَدِحُ بِشَتْمِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ رَأَیْتَ مَنْ یُحِبُّنَا یُزَوَّرُ وَ لَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ وَ رَأَیْتَ الزُّورَ مِنَ الْقَوْلِ یُتَنَافَسُ فِیهِ وَ رَأَیْتَ الْقُرْآنَ قَدْ ثَقُلَ عَلَی النَّاسِ اسْتِمَاعُهُ وَ خَفَّ عَلَی النَّاسِ اسْتِمَاعُ
الکافی ج : 8 ص : 40
الْبَاطِلِ وَ رَأَیْتَ الْجَارَ یُکْرِمُ الْجَارَ خَوْفاً مِنْ لِسَانِهِ وَ رَأَیْتَ الْحُدُودَ قَدْ عُطِّلَتْ وَ عُمِلَ فِیهَا بِالْأَهْوَاءِ وَ رَأَیْتَ الْمَسَاجِدَ قَدْ زُخْرِفَتْ وَ رَأَیْتَ أَصْدَقَ النَّاسِ عِنْدَ النَّاسِ الْمُفْتَرِیَ الْکَذِبَ وَ رَأَیْتَ الشَّرَّ قَدْ ظَهَرَ وَ السَّعْیَ بِالنَّمِیمَةِ وَ رَأَیْتَ الْبَغْیَ قَدْ فَشَا وَ رَأَیْتَ الْغِیبَةَ تُسْتَمْلَحُ وَ یُبَشِّرُ بِهَا النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ رَأَیْتَ طَلَبَ الْحَجِّ وَ الْجِهَادِ لِغَیْرِ اللَّهِ وَ رَأَیْتَ السُّلْطَانَ یُذِلُّ لِلْکَافِرِ الْمُؤْمِنَ وَ رَأَیْتَ الْخَرَابَ قَدْ أُدِیلَ مِنَ الْعُمْرَانِ وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ مَعِیشَتُهُ مِنْ بَخْسِ الْمِکْیَالِ وَ الْمِیزَانِ وَ رَأَیْتَ سَفْکَ الدِّمَاءِ یُسْتَخَفُّ بِهَا وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ یَطْلُبُ الرِّئَاسَةَ لِعَرَضِ الدُّنْیَا وَ یَشْهَرُ نَفْسَهُ بِخُبْثِ اللِّسَانِ لِیُتَّقَی وَ تُسْنَدَ إِلَیْهِ الْأُمُورُ وَ رَأَیْتَ الصَّلَاةَ قَدِ اسْتُخِفَّ بِهَا وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ عِنْدَهُ الْمَالُ الْکَثِیرُ ثُمَّ لَمْ یُزَکِّهِ مُنْذُ مَلَکَهُ وَ رَأَیْتَ الْمَیِّتَ یُنْبَشُ مِنْ قَبْرِهِ وَ یُؤْذَی وَ تُبَاعُ أَکْفَانُهُ وَ رَأَیْتَ الْهَرْجَ قَدْ کَثُرَ وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ یُمْسِی نَشْوَانَ وَ یُصْبِحُ سَکْرَانَ لَا یَهْتَمُّ بِمَا النَّاسُ فِیهِ وَ رَأَیْتَ الْبَهَائِمَ تُنْکَحُ وَ رَأَیْتَ الْبَهَائِمَ یَفْرِسُ بَعْضُهَا بَعْضاً وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ یَخْرُجُ إِلَی مُصَلَّاهُ وَ یَرْجِعُ وَ لَیْسَ عَلَیْهِ شَیْ ءٌ مِنْ ثِیَابِهِ وَ رَأَیْتَ قُلُوبَ النَّاسِ قَدْ قَسَتْ وَ جَمَدَتْ أَعْیُنُهُمْ وَ ثَقُلَ الذِّکْرُ عَلَیْهِمْ وَ رَأَیْتَ السُّحْتَ قَدْ ظَهَرَ یُتَنَافَسُ فِیهِ وَ رَأَیْتَ الْمُصَلِّیَ إِنَّمَا یُصَلِّی لِیَرَاهُ النَّاسُ وَ رَأَیْتَ الْفَقِیهَ یَتَفَقَّهُ لِغَیْرِ الدِّینِ یَطْلُبُ الدُّنْیَا وَ الرِّئَاسَةَ وَ رَأَیْتَ النَّاسَ مَعَ مَنْ غَلَبَ وَ رَأَیْتَ طَالِبَ الْحَلَالِ یُذَمُّ وَ یُعَیَّرُ وَ طَالِبَ الْحَرَامِ یُمْدَحُ وَ یُعَظَّمُ وَ رَأَیْتَ الْحَرَمَیْنِ یُعْمَلُ فِیهِمَا بِمَا لَا یُحِبُّ اللَّهُ لَا یَمْنَعُهُمْ مَانِعٌ وَ لَا یَحُولُ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ الْعَمَلِ الْقَبِیحِ أَحَدٌ وَ رَأَیْتَ الْمَعَازِفَ ظَاهِرَةً فِی الْحَرَمَیْنِ وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ یَتَکَلَّمُ بِشَیْ ءٍ مِنَ الْحَقِّ وَ یَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهَی عَنِ الْمُنْکَرِ فَیَقُومُ إِلَیْهِ مَنْ یَنْصَحُهُ فِی نَفْسِهِ فَیَقُولُ هَذَا عَنْکَ مَوْضُوعٌ وَ رَأَیْتَ النَّاسَ یَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَی بَعْضٍ وَ یَقْتَدُونَ بِأَهْلِ الشُّرُورِ وَ رَأَیْتَ مَسْلَکَ الْخَیْرِ وَ طَرِیقَهُ خَالِیاً لَا یَسْلُکُهُ أَحَدٌ وَ رَأَیْتَ الْمَیِّتَ یُهْزَأُ بِهِ فَلَا یَفْزَعُ لَهُ أَحَدٌ وَ رَأَیْتَ کُلَّ عَامٍ یَحْدُثُ فِیهِ مِنَ الشَّرِّ وَ الْبِدْعَةِ أَکْثَرُ مِمَّا کَانَ وَ رَأَیْتَ الْخَلْقَ وَ الْمَجَالِسَ لَا یُتَابِعُونَ إِلَّا الْأَغْنِیَاءَ وَ رَأَیْتَ الْمُحْتَاجَ یُعْطَی عَلَی الضَّحِکِ بِهِ وَ یُرْحَمُ لِغَیْرِ وَجْهِ اللَّهِ وَ رَأَیْتَ الْ آیَاتِ فِی السَّمَاءِ لَا یَفْزَعُ لَهَا أَحَدٌ وَ رَأَیْتَ النَّاسَ یَتَسَافَدُونَ کَمَا یَتَسَافَدُ الْبَهَائِمُ لَا یُنْکِرُ أَحَدٌ مُنْکَراً تَخَوُّفاً مِنَ
الکافی ج : 8 ص : 41
النَّاسِ وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ یُنْفِقُ الْکَثِیرَ فِی غَیْرِ طَاعَةِ اللَّهِ وَ یَمْنَعُ الْیَسِیرَ فِی طَاعَةِ اللَّهِ وَ رَأَیْتَ الْعُقُوقَ قَدْ ظَهَرَ وَ اسْتُخِفَّ بِالْوَالِدَیْنِ وَ کَانَا مِنْ أَسْوَإِ النَّاسِ حَالًا عِنْدَ الْوَلَدِ وَ یَفْرَحُ بِأَنْ یَفْتَرِیَ عَلَیْهِمَا وَ رَأَیْتَ النِّسَاءَ وَ قَدْ غَلَبْنَ عَلَی الْمُلْکِ وَ غَلَبْنَ عَلَی کُلِّ أَمْرٍ لَا یُؤْتَی إِلَّا مَا لَهُنَّ فِیهِ هَوًی وَ رَأَیْتَ ابْنَ الرَّجُلِ یَفْتَرِی عَلَی أَبِیهِ وَ یَدْعُو عَلَی وَالِدَیْهِ وَ یَفْرَحُ بِمَوْتِهِمَا وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ إِذَا مَرَّ بِهِ یَوْمٌ وَ لَمْ یَکْسِبْ فِیهِ الذَّنْبَ الْعَظِیمَ مِنْ فُجُورٍ أَوْ بَخْسِ مِکْیَالٍ أَوْ مِیزَانٍ أَوْ غِشْیَانِ حَرَامٍ أَوْ شُرْبِ مُسْکِرٍ کَئِیباً حَزِیناً یَحْسَبُ أَنَّ ذَلِکَ الْیَوْمَ عَلَیْهِ وَضِیعَةٌ مِنْ عُمُرِهِ وَ رَأَیْتَ السُّلْطَانَ یَحْتَکِرُ الطَّعَامَ وَ رَأَیْتَ أَمْوَالَ ذَوِی الْقُرْبَی تُقْسَمُ فِی الزُّورِ وَ یُتَقَامَرُ بِهَا وَ تُشْرَبُ بِهَا الْخُمُورُ وَ رَأَیْتَ الْخَمْرَ یُتَدَاوَی بِهَا وَ یُوصَفُ لِلْمَرِیضِ وَ یُسْتَشْفَی بِهَا وَ رَأَیْتَ النَّاسَ قَدِ اسْتَوَوْا فِی تَرْکِ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیِ عَنِ الْمُنْکَرِ وَ تَرْکِ التَّدَیُّنِ بِهِ وَ رَأَیْتَ رِیَاحَ الْمُنَافِقِینَ وَ أَهْلِ النِّفَاقِ قَائِمَةً وَ رِیَاحَ أَهْلِ الْحَقِّ لَا تَحَرَّکُ وَ رَأَیْتَ الْأَذَانَ بِالْأَجْرِ وَ الصَّلَاةَ بِالْأَجْرِ وَ رَأَیْتَ الْمَسَاجِدَ مُحْتَشِیَةً مِمَّنْ لَا یَخَافُ اللَّهَ مُجْتَمِعُونَ فِیهَا لِلْغِیبَةِ وَ أَکْلِ لُحُومِ أَهْلِ الْحَقِّ وَ یَتَوَاصَفُونَ فِیهَا شَرَابَ الْمُسْکِرِ وَ رَأَیْتَ السَّکْرَانَ یُصَلِّی بِالنَّاسِ وَ هُوَ لَا یَعْقِلُ وَ لَا یُشَانُ بِالسُّکْرِ وَ إِذَا سَکِرَ أُکْرِمَ وَ اتُّقِیَ وَ خِیفَ وَ تُرِکَ لَا یُعَاقَبُ وَ یُعْذَرُ بِسُکْرِهِ وَ رَأَیْتَ مَنْ أَکَلَ أَمْوَالَ الْیَتَامَی یُحْمَدُ بِصَلَاحِهِ وَ رَأَیْتَ الْقُضَاةَ یَقْضُونَ بِخِلَافِ مَا أَمَرَ اللَّهُ وَ رَأَیْتَ الْوُلَاةَ یَأْتَمِنُونَ الْخَوَنَةَ لِلطَّمَعِ وَ رَأَیْتَ الْمِیرَاثَ قَدْ وَضَعَتْهُ الْوُلَاةُ لِأَهْلِ الْفُسُوقِ وَ الْجُرْأَةِ عَلَی اللَّهِ یَأْخُذُونَ مِنْهُمْ وَ یُخَلُّونَهُمْ وَ مَا یَشْتَهُونَ وَ رَأَیْتَ الْمَنَابِرَ یُؤْمَرُ عَلَیْهَا بِالتَّقْوَی وَ لَا یَعْمَلُ الْقَائِلُ بِمَا یَأْمُرُ وَ رَأَیْتَ الصَّلَاةَ قَدِ اسْتُخِفَّ بِأَوْقَاتِهَا وَ رَأَیْتَ الصَّدَقَةَ بِالشَّفَاعَةِ لَا یُرَادُ بِهَا وَجْهُ اللَّهِ وَ یُعْطَی لِطَلَبِ النَّاسِ وَ رَأَیْتَ
الکافی ج : 8 ص : 42
النَّاسَ هَمُّهُمْ بُطُونُهُمْ وَ فُرُوجُهُمْ لَا یُبَالُونَ بِمَا أَکَلُوا وَ مَا نَکَحُوا وَ رَأَیْتَ الدُّنْیَا مُقْبِلَةً عَلَیْهِمْ وَ رَأَیْتَ أَعْلَامَ الْحَقِّ قَدْ دَرَسَتْ فَکُنْ عَلَی حَذَرٍ وَ اطْلُبْ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ النَّجَاةَ وَ اعْلَمْ أَنَّ النَّاسَ فِی سَخَطِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِنَّمَا یُمْهِلُهُمْ لِأَمْرٍ یُرَادُ بِهِمْ فَکُنْ مُتَرَقِّباً وَ اجْتَهِدْ لِیَرَاکَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی خِلَافِ مَا هُمْ عَلَیْهِ فَإِنْ نَزَلَ بِهِمُ الْعَذَابُ وَ کُنْتَ فِیهِمْ عَجَّلْتَ إِلَی رَحْمَةِ اللَّهِ وَ إِنْ أُخِّرْتَ ابْتُلُوا وَ کُنْتَ قَدْ خَرَجْتَ مِمَّا هُمْ فِیهِ مِنَ الْجُرْأَةِ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَا یُضِیعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِینَ وَ أَنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ
حَدِیثُ مُوسَی ع
8- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عِیسَی رَفَعَهُ قَالَ إِنَّ مُوسَی ع نَاجَاهُ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی فَقَالَ لَهُ فِی مُنَاجَاتِهِ یَا مُوسَی لَا یَطُولُ فِی الدُّنْیَا أَمَلُکَ فَیَقْسُوَ لِذَلِکَ قَلْبُکَ وَ قَاسِی الْقَلْبِ مِنِّی بَعِیدٌ یَا مُوسَی کُنْ کَمَسَرَّتِی فِیکَ فَإِنَّ مَسَرَّتِی أَنْ أُطَاعَ فَلَا أُعْصَی فَأَمِتْ قَلْبَکَ بِالْخَشْیَةِ وَ کُنْ خَلَقَ الثِّیَابِ جَدِیدَ الْقَلْبِ تُخْفَی عَلَی أَهْلِ الْأَرْضِ وَ تُعْرَفُ فِی أَهْلِ السَّمَاءِ حِلْسَ الْبُیُوتِ مِصْبَاحَ اللَّیْلِ وَ اقْنُتْ بَیْنَ یَدَیَّ قُنُوتَ الصَّابِرِینَ وَ صِحْ إِلَیَّ مِنْ کَثْرَةِ الذُّنُوبِ صِیَاحَ الْمُذْنِبِ الْهَارِبِ مِنْ عَدُوِّهِ وَ اسْتَعِنْ بِی عَلَی ذَلِکَ فَإِنِّی نِعْمَ الْعَوْنُ وَ نِعْمَ الْمُسْتَعَانُ یَا مُوسَی إِنِّی أَنَا اللَّهُ فَوْقَ الْعِبَادِ وَ الْعِبَادُ دُونِی وَ کُلٌّ لِی دَاخِرُونَ فَاتَّهِمْ نَفْسَکَ عَلَی نَفْسِکَ وَ لَا تَأْتَمِنْ وَلَدَکَ عَلَی دِینِکَ إِلَّا أَنْ یَکُونَ وَلَدُکَ مِثْلَکَ یُحِبُّ الصَّالِحِینَ
الکافی ج : 8 ص : 43
یَا مُوسَی اغْسِلْ وَ اغْتَسِلْ وَ اقْتَرِبْ مِنْ عِبَادِیَ الصَّالِحِینَ یَا مُوسَی کُنْ إِمَامَهُمْ فِی صَلَاتِهِمْ وَ إِمَامَهُمْ فِیمَا یَتَشَاجَرُونَ وَ احْکُمْ بَیْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلْتُ عَلَیْکَ فَقَدْ أَنْزَلْتُهُ حُکْماً بَیِّناً وَ بُرْهَاناً نَیِّراً وَ نُوراً یَنْطِقُ بِمَا کَانَ فِی الْأَوَّلِینَ وَ بِمَا هُوَ کَائِنٌ فِی الْ آخِرِینَ أُوصِیکَ یَا مُوسَی وَصِیَّةَ الشَّفِیقِ الْمُشْفِقِ بِابْنِ الْبَتُولِ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ صَاحِبِ الْأَتَانِ وَ الْبُرْنُسِ وَ الزَّیْتِ وَ الزَّیْتُونِ وَ الْمِحْرَابِ وَ مِنْ بَعْدِهِ بِصَاحِبِ الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ الطَّیِّبِ الطَّاهِرِ الْمُطَهَّرِ فَمَثَلُهُ فِی کِتَابُ کَ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ مُهَیْمِنٌ عَلَی الْکُتُبِ کُلِّهَا وَ أَنَّهُ رَاکِعٌ سَاجِدٌ رَاغِبٌ رَاهِبٌ إِخْوَانُهُ الْمَسَاکِینُ وَ أَنْصَارُهُ قَوْمٌ آخَرُونَ وَ یَکُونُ فِی زَمَانِهِ أَزْلٌ وَ زِلْزَالٌ وَ قَتْلٌ وَ قِلَّةٌ مِنَ الْمَالِ اسْمُهُ أَحْمَدُ مُحَمَّدٌ الْأَمِینُ مِنَ الْبَاقِینَ مِنْ ثُلَّةِ الْأَوَّلِینَ الْمَاضِینَ یُؤْمِنُ بِالْکُتُبِ کُلِّهَا وَ یُصَدِّقُ جَمِیعَ الْمُرْسَلِینَ وَ یَشْهَدُ بِالْإِخْلَاصِ لِجَمِیعِ النَّبِیِّینَ أُمَّتُهُ مَرْحُومَةٌ مُبَارَکَةٌ مَا بَقُوا فِی الدِّینِ عَلَی حَقَائِقِهِ لَهُمْ سَاعَاتٌ مُوَقَّتَاتٌ یُؤَدُّونَ فِیهَا الصَّلَوَاتِ أَدَاءَ الْعَبْدِ إِلَی سَیِّدِهِ نَافِلَتَهُ فَبِهِ فَصَدِّقْ وَ مِنْهَاجَهُ فَاتَّبِعْ فَإِنَّهُ أَخُوکَ یَا مُوسَی إِنَّهُ أُمِّیٌّ وَ هُوَ عَبْدٌ صِدْقٌ یُبَارَکُ لَهُ فِیمَا وَضَعَ یَدَهُ عَلَیْهِ وَ یُبَارَکُ عَلَیْهِ کَذَلِکَ کَانَ فِی عِلْمِی وَ کَذَلِکَ خَلَقْتُهُ بِهِ أَفْتَحُ السَّاعَةَ وَ بِأُمَّتِهِ أَخْتِمُ مَفَاتِیحَ الدُّنْیَا فَمُرْ ظَلَمَةَ بَنِی إِسْرَائِیلَ أَنْ لَا یَدْرُسُوا اسْمَهُ وَ لَا یَخْذُلُوهُ وَ إِنَّهُمْ لَفَاعِلُونَ وَ حُبُّهُ لِی حَسَنَةٌ فَأَنَا مَعَهُ
الکافی ج : 8 ص : 44
وَ أَنَا مِنْ حِزْبِهِ وَ هُوَ مِنْ حِزْبِی وَ حِزْبُهُمُ الْغَالِبُونَ فَتَمَّتْ کَلِمَاتِی لَأُظْهِرَنَّ دِینَهُ عَلَی الْأَدْیَانِ کُلِّهَا وَ لَأُعْبَدَنَّ بِکُلِّ مَکَانٍ وَ لَأُنْزِلَنَّ عَلَیْهِ قُرْآناً فُرْقَاناً شِفَاءً لِمَا فِی الصُّدُورِ مِنْ نَفْثِ الشَّیْطَانِ فَصَلِّ عَلَیْهِ یَا ابْنَ عِمْرَانَ فَإِنِّی أُصَلِّی عَلَیْهِ وَ مَلَائِکَتِی یَا مُوسَی أَنْتَ عَبْدِی وَ أَنَا إِلَهُکَ لَا تَسْتَذِلَّ الْحَقِیرَ الْفَقِیرَ وَ لَا تَغْبِطِ الْغَنِیَّ بِشَیْ ءٍ یَسِیرٍ وَ کُنْ عِنْدَ ذِکْرِی خَاشِعاً وَ عِنْدَ تِلَاوَتِهِ بِرَحْمَتِی طَامِعاً وَ أَسْمِعْنِی لَذَاذَةَ التَّوْرَاةِ بِصَوْتٍ خَاشِعٍ حَزِینٍ اطْمَئِنَّ عِنْدَ ذِکْرِی وَ ذَکِّرْ بِی مَنْ یَطْمَئِنُّ إِلَیَّ وَ اعْبُدْنِی وَ لَا تُشْرِکْ بِی شَیْئاً وَ تَحَرَّ مَسَرَّتِی إِنِّی أَنَا السَّیِّدُ الْکَبِیرُ إِنِّی خَلَقْتُکَ مِنْ نُطْفَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِینٍ مِنْ طِینَةٍ أَخْرَجْتُهَا مِنْ أَرْضٍ ذَلِیلَةٍ مَمْشُوجَةٍ فَکَانَتْ بَشَراً فَأَنَا صَانِعُهَا خَلْقاً فَتَبَارَکَ وَجْهِی وَ تَقَدَّسَ صَنِیعِی لَیْسَ کَمِثْلِی شَیْ ءٌ وَ أَنَا الْحَیُّ الدَّائِمُ الَّذِی لَا أَزُولُ یَا مُوسَی کُنْ إِذَا دَعَوْتَنِی خَائِفاً مُشْفِقاً وَجِلًا عَفِّرْ وَجْهَکَ لِی فِی التُّرَابِ وَ اسْجُدْ لِی بِمَکَارِمِ بَدَنِکَ وَ اقْنُتْ بَیْنَ یَدَیَّ فِی الْقِیَامِ وَ نَاجِنِی حِینَ تُنَاجِینِی بِخَشْیَةٍ مِنْ قَلْبٍ وَجِلٍ وَ احْیَ بِتَوْرَاتِی أَیَّامَ الْحَیَاةِ وَ عَلِّمِ الْجُهَّالَ مَحَامِدِی وَ ذَکِّرْهُمْ آلَائِی وَ نِعْمَتِی وَ قُلْ لَهُمْ لَا یَتَمَادَوْنَ فِی غَیِّ مَا هُمْ فِیهِ فَإِنَّ أَخْذِی أَلِیمٌ شَدِیدٌ یَا مُوسَی إِذَا انْقَطَعَ حَبْلُکَ مِنِّی لَمْ یَتَّصِلْ بِحَبْلِ غَیْرِی فَاعْبُدْنِی وَ قُمْ بَیْنَ یَدَیَّ مَقَامَ الْعَبْدِ الْحَقِیرِ الْفَقِیرِ ذُمَّ نَفْسَکَ فَهِیَ أَوْلَی بِالذَّمِّ وَ لَا تَتَطَاوَلْ بِکِتَابُ ی عَلَی بَنِی إِسْرَائِیلَ فَکَفَی بِهَذَا وَاعِظاً لِقَلْبِکَ وَ مُنِیراً وَ هُوَ کَلَامُ رَبِّ الْعَالَمِینَ جَلَّ وَ تَعَالَی یَا مُوسَی مَتَی مَا دَعَوْتَنِی وَ رَجَوْتَنِی فَإِنِّی سَأَغْفِرُ لَکَ عَلَی مَا کَانَ مِنْکَ السَّمَاءُ تُسَبِّحُ لِی وَجَلًا وَ الْمَلَائِکَةُ مِنْ مَخَافَتِی مُشْفِقُونَ وَ الْأَرْضُ تُسَبِّحُ لِی طَمَعاً وَ کُلُّ الْخَلْقِ
الکافی ج : 8 ص : 45
یُسَبِّحُونَ لِی دَاخِرُونَ ثُمَّ عَلَیْکَ بِالصَّلَاةِ الصَّلَاةِ فَإِنَّهَا مِنِّی بِمَکَانٍ وَ لَهَا عِنْدِی عَهْدٌ وَثِیقٌ وَ أَلْحِقْ بِهَا مَا هُوَ مِنْهَا زَکَاةَ الْقُرْبَانِ مِنْ طَیِّبِ الْمَالِ وَ الطَّعَامِ فَإِنِّی لَا أَقْبَلُ إِلَّا الطَّیِّبَ یُرَادُ بِهِ وَجْهِی وَ اقْرُنْ مَعَ ذَلِکَ صِلَةَ الْأَرْحَامِ فَإِنِّی أَنَا اللَّهُ الرَّحْمَنُ الرَّحِیمُ وَ الرَّحِمُ أَنَا خَلَقْتُهَا فَضْلًا مِنْ رَحْمَتِی لِیَتَعَاطَفَ بِهَا الْعِبَادُ وَ لَهَا عِنْدِی سُلْطَانٌ فِی مَعَادِ الْ آخِرَةِ وَ أَنَا قَاطِعُ مَنْ قَطَعَهَا وَ وَاصِلُ مَنْ وَصَلَهَا وَ کَذَلِکَ أَفْعَلُ بِمَنْ ضَیَّعَ أَمْرِی یَا مُوسَی أَکْرِمِ السَّائِلَ إِذَا أَتَاکَ بِرَدٍّ جَمِیلٍ أَوْ إِعْطَاءٍ یَسِیرٍ فَإِنَّهُ یَأْتِیکَ مَنْ لَیْسَ بِإِنْسٍ وَ لَا جَانٍّ مَلَائِکَةُ الرَّحْمَنِ یَبْلُونَکَ کَیْفَ أَنْتَ صَانِعٌ فِیمَا أَوْلَیْتُکَ وَ کَیْفَ مُوَاسَاتُکَ فِیمَا خَوَّلْتُکَ وَ اخْشَعْ لِی بِالتَّضَرُّعِ وَ اهْتِفْ لِی بِوَلْوَلَةِ الْکِتَابُ وَ اعْلَمْ أَنِّی أَدْعُوکَ دُعَاءَ السَّیِّدِ مَمْلُوکَهُ لِیَبْلُغَ بِهِ شَرَفَ الْمَنَازِلِ وَ ذَلِکَ مِنْ فَضْلِی عَلَیْکَ وَ عَلَی آبَائِکَ الْأَوَّلِینَ یَا مُوسَی لَا تَنْسَنِی عَلَی کُلِّ حَالٍ وَ لَا تَفْرَحْ بِکَثْرَةِ الْمَالِ فَإِنَّ نِسْیَانِی یُقْسِی الْقُلُوبَ وَ مَعَ کَثْرَةِ الْمَالِ کَثْرَةُ الذُّنُوبِ الْأَرْضُ مُطِیعَةٌ وَ السَّمَاءُ مُطِیعَةٌ وَ الْبِحَارُ مُطِیعَةٌ وَ عِصْیَانِی شَقَاءُ الثَّقَلَیْنِ وَ أَنَا الرَّحْمَنُ الرَّحِیمُ رَحْمَانُ کُلِّ زَمَانٍ آتِی بِالشِّدَّةِ بَعْدَ الرَّخَاءِ وَ بِالرَّخَاءِ بَعْدَ الشِّدَّةِ وَ بِالْمُلُوکِ بَعْدَ الْمُلُوکِ وَ مُلْکِی دَائِمٌ قَائِمٌ لَا یَزُولُ وَ لَا یَخْفَی عَلَیَّ شَیْ ءٌ فِی الْأَرْضِ وَ لَا فِی السَّمَاءِ وَ کَیْفَ یَخْفَی عَلَیَّ مَا مِنِّی مُبْتَدَؤُهُ وَ کَیْفَ لَا یَکُونُ هَمُّکَ فِیمَا عِنْدِی وَ إِلَیَّ تَرْجِعُ لَا مَحَالَةَ یَا مُوسَی اجْعَلْنِی حِرْزَکَ وَ ضَعْ عِنْدِی کَنْزَکَ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَ خَفْنِی وَ لَا تَخَفْ غَیْرِی إِلَیَّ الْمَصِیرُ یَا مُوسَی ارْحَمْ مَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنْکَ فِی الْخَلْقِ وَ لَا تَحْسُدْ مَنْ هُوَ فَوْقَکَ فَإِنَّ الْحَسَدَ یَأْکُلُ الْحَسَنَاتِ کَمَا تَأْکُلُ النَّارُ الْحَطَبَ
الکافی ج : 8 ص : 46
یَا مُوسَی إِنَّ ابْنَیْ آدَمَ تَوَاضَعَا فِی مَنْزِلَةٍ لِیَنَالَا بِهَا مِنْ فَضْلِی وَ رَحْمَتِی فَقَرَّبَا قُرْبَاناً وَ لَا أَقْبَلُ إِلَّا مِنَ الْمُتَّقِینَ فَکَانَ مِنْ شَأْنِهِمَا مَا قَدْ عَلِمْتَ فَکَیْفَ تَثِقُ بِالصَّاحِبِ بَعْدَ الْأَخِ وَ الْوَزِیرِ یَا مُوسَی ضَعِ الْکِبْرَ وَ دَعِ الْفَخْرَ وَ اذْکُرْ أَنَّکَ سَاکِنُ الْقَبْرِ فَلْیَمْنَعْکَ ذَلِکَ مِنَ الشَّهَوَاتِ یَا مُوسَی عَجِّلِ التَّوْبَةَ وَ أَخِّرِ الذَّنْبَ وَ تَأَنَّ فِی الْمَکْثِ بَیْنَ یَدَیَّ فِی الصَّلَاةِ وَ لَا تَرْجُ غَیْرِی اتَّخِذْنِی جُنَّةً لِلشَّدَائِدِ وَ حِصْناً لِمُلِمَّاتِ الْأُمُورِ یَا مُوسَی کَیْفَ تَخْشَعُ لِی خَلِیقَةٌ لَا تَعْرِفُ فَضْلِی عَلَیْهَا وَ کَیْفَ تَعْرِفُ فَضْلِی عَلَیْهَا وَ هِیَ لَا تَنْظُرُ فِیهِ وَ کَیْفَ تَنْظُرُ فِیهِ وَ هِیَ لَا تُؤْمِنُ بِهِ وَ کَیْفَ تُؤْمِنُ بِهِ وَ هِیَ لَا تَرْجُو ثَوَاباً وَ کَیْفَ تَرْجُو ثَوَاباً وَ هِیَ قَدْ قَنِعَتْ بِالدُّنْیَا وَ اتَّخَذَتْهَا مَأْوًی وَ رَکَنَتْ إِلَیْهَا رُکُونَ الظَّالِمِینَ یَا مُوسَی نَافِسْ فِی الْخَیْرِ أَهْلَهُ فَإِنَّ الْخَیْرَ کَاسْمِهِ وَ دَعِ الشَّرَّ لِکُلِّ مَفْتُونٍ یَا مُوسَی اجْعَلْ لِسَانَکَ مِنْ وَرَاءِ قَلْبِکَ تَسْلَمْ وَ أَکْثِرْ ذِکْرِی بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ تَغْنَمْ وَ لَا تَتَّبِعِ الْخَطَایَا فَتَنْدَمَ فَإِنَّ الْخَطَایَا مَوْعِدُهَا النَّارُ یَا مُوسَی أَطِبِ الْکَلَامَ لِأَهْلِ التَّرْکِ لِلذُّنُوبِ وَ کُنْ لَهُمْ جَلِیساً وَ اتَّخِذْهُمْ لِغَیْبِکَ إِخْوَاناً وَ جِدَّ مَعَهُمْ یَجِدُّونَ مَعَکَ یَا مُوسَی الْمَوْتُ یَأْتِیکَ لَا مَحَالَةَ فَتَزَوَّدْ زَادَ مَنْ هُوَ عَلَی مَا یَتَزَوَّدُ وَارِدٌ عَلَی الْیَقِینِ یَا مُوسَی مَا أُرِیدَ بِهِ وَجْهِی فَکَثِیرٌ قَلِیلُهُ وَ مَا أُرِیدَ بِهِ غَیْرِی فَقَلِیلٌ کَثِیرُهُ وَ إِنَّ أَصْلَحَ أَیَّامِکَ الَّذِی هُوَ أَمَامَکَ فَانْظُرْ أَیُّ یَوْمٍ هُوَ فَأَعِدَّ لَهُ الْجَوَابَ فَإِنَّکَ مَوْقُوفٌ وَ مَسْئُولٌ وَ خُذْ مَوْعِظَتَکَ مِنَ الدَّهْرِ وَ أَهْلِهِ فَإِنَّ الدَّهْرَ طَوِیلُهُ قَصِیرٌ وَ قَصِیرُهُ طَوِیلٌ وَ کُلُّ شَیْ ءٍ فَانٍ فَاعْمَلْ کَأَنَّکَ تَرَی ثَوَابَ عَمَلِکَ لِکَیْ یَکُونَ أَطْمَعَ لَکَ فِی الْ آخِرَةِ لَا مَحَالَةَ فَإِنَّ مَا بَقِیَ مِنَ الدُّنْیَا کَمَا وَلَّی مِنْهَا وَ کُلُّ عَامِلٍ یَعْمَلُ عَلَی بَصِیرَةٍ وَ مِثَالٍ فَکُنْ مُرْتَاداً لِنَفْسِکَ یَا ابْنَ عِمْرَانَ لَعَلَّکَ تَفُوزُ غَداً یَوْمَ السُّؤَالِ فَهُنَالِکَ یَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ یَا مُوسَی أَلْقِ کَفَّیْکَ ذُلًّا بَیْنَ یَدَیَّ کَفِعْلِ الْعَبْدِ الْمُسْتَصْرِخِ إِلَی سَیِّدِهِ فَإِنَّکَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِکَ رُحِمْتَ وَ أَنَا أَکْرَمُ الْقَادِرِینَ
الکافی ج : 8 ص : 47
یَا مُوسَی سَلْنِی مِنْ فَضْلِی وَ رَحْمَتِی فَإِنَّهُمَا بِیَدِی لَا یَمْلِکُهُمَا أَحَدٌ غَیْرِی وَ انْظُرْ حِینَ تَسْأَلُنِی کَیْفَ رَغْبَتَکَ فِیمَا عِنْدِی لِکُلِّ عَامِلٍ جَزَاءٌ وَ قَدْ یُجْزَی الْکَفُورُ بِمَا سَعَی یَا مُوسَی طِبْ نَفْساً عَنِ الدُّنْیَا وَ انْطَوِ عَنْهَا فَإِنَّهَا لَیْسَتْ لَکَ وَ لَسْتَ لَهَا مَا لَکَ وَ لِدَارِ الظَّالِمِینَ إِلَّا لِعَامِلٍ فِیهَا بِالْخَیْرِ فَإِنَّهَا لَهُ نِعْمَ الدَّارُ یَا مُوسَی مَا آمُرُکَ بِهِ فَاسْمَعْ وَ مَهْمَا أَرَاهُ فَاصْنَعْ خُذْ حَقَائِقَ التَّوْرَاةِ إِلَی صَدْرِکَ وَ تَیَقَّظْ بِهَا فِی سَاعَاتِ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ لَا تُمَکِّنْ أَبْنَاءَ الدُّنْیَا مِنْ صَدْرِکَ فَیَجْعَلُونَهُ وَکْراً کَوَکْرِ الطَّیْرِ یَا مُوسَی أَبْنَاءُ الدُّنْیَا وَ أَهْلُهَا فِتَنٌ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ فَکُلٌّ مُزَیَّنٌ لَهُ مَا هُوَ فِیهِ وَ الْمُؤْمِنُ مَنْ زُیِّنَتْ لَهُ الْ آخِرَةُ فَهُوَ یَنْظُرُ إِلَیْهَا مَا یَفْتُرُ قَدْ حَالَتْ شَهْوَتُهَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ لَذَّةِ الْعَیْشِ فَأَدْلَجَتْهُ بِالْأَسْحَارِ کَفِعْلِ الرَّاکِبِ السَّائِقِ إِلَی غَایَتِهِ یَظَلُّ کَئِیباً وَ یُمْسِی حَزِیناً فَطُوبَی لَهُ لَوْ قَدْ کُشِفَ الْغِطَاءُ مَا ذَا یُعَایِنُ مِنَ السُّرُورِ یَا مُوسَی الدُّنْیَا نُطْفَةٌ لَیْسَتْ بِثَوَابٍ لِلْمُؤْمِنِ وَ لَا نَقِمَةٍ مِنْ فَاجِرٍ فَالْوَیْلُ الطَّوِیلُ لِمَنْ بَاعَ ثَوَابَ مَعَادِهِ بِلَعْقَةٍ لَمْ تَبْقَ وَ بِلَعْسَةٍ لَمْ تَدُمْ وَ کَذَلِکَ فَکُنْ کَمَا أَمَرْتُکَ وَ کُلُّ أَمْرِی رَشَادٌ
الکافی ج : 8 ص : 48
یَا مُوسَی إِذَا رَأَیْتَ الْغِنَی مُقْبِلًا فَقُلْ ذَنْبٌ عُجِّلَتْ لِی عُقُوبَتُهُ وَ إِذَا رَأَیْتَ الْفَقْرَ مُقْبِلًا فَقُلْ مَرْحَباً بِشِعَارِ الصَّالِحِینَ وَ لَا تَکُنْ جَبَّاراً ظَلُوماً وَ لَا تَکُنْ لِلظَّالِمِینَ قَرِیناً یَا مُوسَی مَا عُمُرٌ وَ إِنْ طَالَ یُذَمُّ آخِرُهُ وَ مَا ضَرَّکَ مَا زُوِیَ عَنْکَ إِذَا حُمِدَتْ مَغَبَّتُهُ یَا مُوسَی صَرَخَ الْکِتَابُ إِلَیْکَ صُرَاخاً بِمَا أَنْتَ إِلَیْهِ صَائِرٌ فَکَیْفَ تَرْقُدُ عَلَی هَذَا الْعُیُونُ أَمْ کَیْفَ یَجِدُ قَوْمٌ لَذَّةَ الْعَیْشِ لَوْ لَا التَّمَادِی فِی الْغَفْلَةِ وَ الِاتِّبَاعُ لِلشِّقْوَةِ وَ التَّتَابُعُ لِلشَّهْوَةِ وَ مِنْ دُونِ هَذَا یَجْزَعُ الصِّدِّیقُونَ یَا مُوسَی مُرْ عِبَادِی یَدْعُونِی عَلَی مَا کَانَ بَعْدَ أَنْ یُقِرُّوا لِی أَنِّی أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ مُجِیبُ الْمُضْطَرِّینَ وَ أَکْشِفُ السُّوءَ وَ أُبَدِّلُ الزَّمَانَ وَ آتِی بِالرَّخَاءِ وَ أَشْکُرُ الْیَسِیرَ وَ أُثِیبُ الْکَثِیرَ وَ أُغْنِی الْفَقِیرَ وَ أَنَا الدَّائِمُ الْعَزِیزُ الْقَدِیرُ فَمَنْ لَجَأَ إِلَیْکَ وَ انْضَوَی إِلَیْکَ مِنَ الْخَاطِئِینَ فَقُلْ أَهْلًا وَ سَهْلًا یَا رَحْبَ الْفِنَاءِ بِفِنَاءِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَ کُنْ لَهُمْ کَأَحَدِهِمْ وَ لَا تَسْتَطِلْ عَلَیْهِمْ بِمَا أَنَا أَعْطَیْتُکَ فَضْلَهُ وَ قُلْ لَهُمْ فَلْیَسْأَلُونِی مِنْ فَضْلِی وَ رَحْمَتِی فَإِنَّهُ لَا یَمْلِکُهَا أَحَدٌ غَیْرِی وَ أَنَا ذُو الْفَضْلِ الْعَظِیمِ طُوبَی لَکَ یَا مُوسَی کَهْفُ الْخَاطِئِینَ وَ جَلِیسُ الْمُضْطَرِّینَ وَ مُسْتَغْفِرٌ لِلْمُذْنِبِینَ إِنَّکَ مِنِّی بِالْمَکَانِ الرَّضِیِّ فَادْعُنِی بِالْقَلْبِ النَّقِیِّ وَ اللِّسَانِ الصَّادِقِ وَ کُنْ کَمَا أَمَرْتُکَ أَطِعْ أَمْرِی وَ لَا تَسْتَطِلْ عَلَی عِبَادِی بِمَا لَیْسَ مِنْکَ مُبْتَدَاهُ وَ تَقَرَّبْ إِلَیَّ فَإِنِّی مِنْکَ قَرِیبٌ فَإِنِّی لَمْ أَسْأَلْکَ مَا یُؤْذِیکَ ثِقَلُهُ وَ لَا حَمْلُهُ إِنَّمَا سَأَلْتُکَ أَنْ تَدْعُوَنِی فَأُجِیبَکَ وَ أَنْ تَسْأَلَنِی فَأُعْطِیَکَ وَ أَنْ تَتَقَرَّبَ إِلَیَّ بِمَا مِنِّی أَخَذْتَ تَأْوِیلَهُ وَ عَلَیَّ تَمَامُ تَنْزِیلِهِ یَا مُوسَی انْظُرْ إِلَی الْأَرْضِ فَإِنَّهَا عَنْ قَرِیبٍ قَبْرُکَ وَ ارْفَعْ عَیْنَیْکَ إِلَی السَّمَاءِ فَإِنَّ فَوْقَکَ فِیهَا مَلِکاً عَظِیماً وَ ابْکِ عَلَی نَفْسِکَ مَا دُمْتَ فِی الدُّنْیَا وَ تَخَوَّفِ الْعَطَبَ وَ
الکافی ج : 8 ص : 49
الْمَهَالِکَ وَ لَا تَغُرَّنَّکَ زِینَةُ الدُّنْیَا وَ زَهْرَتُهَا وَ لَا تَرْضَ بِالظُّلْمِ وَ لَا تَکُنْ ظَالِماً فَإِنِّی لِلظَّالِمِ رَصِیدٌ حَتَّی أُدِیلَ مِنْهُ الْمَظْلُومَ یَا مُوسَی إِنَّ الْحَسَنَةَ عَشَرَةُ أَضْعَافٍ وَ مِنَ السَّیِّئَةِ الْوَاحِدَةِ الْهَلَاکُ لَا تُشْرِکْ بِی لَا یَحِلُّ لَکَ أَنْ تُشْرِکَ بِی قَارِبْ وَ سَدِّدْ وَ ادْعُ دُعَاءَ الطَّامِعِ الرَّاغِبِ فِیمَا عِنْدِی النَّادِمِ عَلَی مَا قَدَّمَتْ یَدَاهُ فَإِنَّ سَوَادَ اللَّیْلِ یَمْحُوهُ النَّهَارُ وَ کَذَلِکَ السَّیِّئَةُ تَمْحُوهَا الْحَسَنَةُ وَ عَشْوَةُ اللَّیْلِ تَأْتِی عَلَی ضَوْءِ النَّهَارِ وَ کَذَلِکَ السَّیِّئَةُ تَأْتِی عَلَی الْحَسَنَةِ الْجَلِیلَةِ فَتُسَوِّدُهَا
9- عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَمَّنْ ذَکَرَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ حُمَیْدُ بْنُ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْکِنْدِیِّ جَمِیعاً عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمِیثَمِیِّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ قَالَ قَرَأْتُ جَوَاباً مِنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع إِلَی رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّی أُوصِیکَ بِتَقْوَی اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ ضَمِنَ لِمَنِ اتَّقَاهُ أَنْ یُحَوِّلَهُ عَمَّا یَکْرَهُ إِلَی مَا یُحِبُّ وَ یَرْزُقَهُ مِنْ حَیْثُ لَا یَحْتَسِبُ فَإِیَّاکَ أَنْ تَکُونَ مِمَّنْ یَخَافُ عَلَی الْعِبَادِ مِنْ ذُنُوبِهِمْ وَ یَأْمَنُ الْعُقُوبَةَ مِنْ ذَنْبِهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَا یُخْدَعُ عَنْ جَنَّتِهِ وَ لَا یُنَالُ مَا عِنْدَهُ إِلَّا بِطَاعَتِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ
10- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَیْثَمِ بْنِ أَشْیَمَ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ خَرَجَ النَّبِیُّ ص ذَاتَ یَوْمٍ وَ هُوَ مُسْتَبْشِرٌ یَضْحَکُ سُرُوراً فَقَالَ لَهُ النَّاسُ أَضْحَکَ اللَّهُ سِنَّکَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ زَادَکَ سُرُوراً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّهُ لَیْسَ مِنْ یَوْمٍ وَ لَا لَیْلَةٍ إِلَّا وَ لِیَ فِیهِمَا تُحْفَةٌ مِنَ اللَّهِ أَلَا وَ إِنَّ رَبِّی أَتْحَفَنِی فِی یَوْمِی هَذَا بِتُحْفَةٍ لَمْ یُتْحِفْنِی بِمِثْلِهَا فِیمَا مَضَی إِنَّ جَبْرَئِیلَ أَتَانِی فَأَقْرَأَنِی مِنْ رَبِّیَ السَّلَامَ وَ قَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ اخْتَارَ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ سَبْعَةً لَمْ یَخْلُقْ مِثْلَهُمْ فِیمَنْ مَضَی وَ لَا یَخْلُقُ مِثْلَهُمْ فِیمَنْ بَقِیَ أَنْتَ یَا رَسُولَ اللَّهِ سَیِّدُ النَّبِیِّینَ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَصِیُّکَ سَیِّدُ
الکافی ج : 8 ص : 50
الْوَصِیِّینَ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ سِبْطَاکَ سَیِّدَا الْأَسْبَاطِ وَ حَمْزَةُ عَمُّکَ سَیِّدُ الشُّهَدَاءِ وَ جَعْفَرٌ ابْنُ عَمِّکَ الطَّیَّارُ فِی الْجَنَّةِ یَطِیرُ مَعَ الْمَلَائِکَةِ حَیْثُ یَشَاءُ وَ مِنْکُمُ الْقَائِمُ یُصَلِّی عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ خَلْفَهُ إِذَا أَهْبَطَهُ اللَّهُ إِلَی الْأَرْضِ مِنْ ذُرِّیَّةِ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ ع
11- سَهْلُ بْنُ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ الْمِصْرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قُلْتُ لَهُ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ هذا کِتَابُ نا یَنْطِقُ عَلَیْکُمْ بِالْحَقِّ قَالَ فَقَالَ إِنَّ الْکِتَابُ لَمْ یَنْطِقْ وَ لَنْ یَنْطِقَ وَ لَکِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص هُوَ النَّاطِقُ بِالْکِتَابُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ هَذَا کِتَابُ نَا یُنْطَقُ عَلَیْکُمْ بِالْحَقِّ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنَّا لَا نَقْرَؤُهَا هَکَذَا فَقَالَ هَکَذَا وَ اللَّهِ نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِیلُ عَلَی مُحَمَّدٍ ص وَ لَکِنَّهُ فِیمَا حُرِّفَ مِنْ کِتَابُ اللَّهِ
12- جَمَاعَةٌ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها قَالَ الشَّمْسُ رَسُولُ اللَّهِ ص بِهِ أَوْضَحَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِلنَّاسِ دِینَهُمْ قَالَ قُلْتُ الْقَمَرِ إِذا تَلاها قَالَ ذَاکَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع تَلَا رَسُولَ اللَّهِ ص وَ نَفَثَهُ بِالْعِلْمِ نَفْثاً قَالَ قُلْتُ وَ اللَّیْلِ إِذا یَغْشاها قَالَ ذَاکَ أَئِمَّةُ الْجَوْرِ الَّذِینَ اسْتَبَدُّوا بِالْأَمْرِ دُونَ آلِ الرَّسُولِ ص وَ جَلَسُوا مَجْلِساً کَانَ آلُ الرَّسُولِ أَوْلَی بِهِ مِنْهُمْ فَغَشُوا دِینَ اللَّهِ بِالظُّلْمِ وَ الْجَوْرِ فَحَکَی اللَّهُ فِعْلَهُمْ فَقَالَ وَ اللَّیْلِ إِذا یَغْشاها قَالَ قُلْتُ وَ النَّهارِ إِذا جَلَّاها قَالَ ذَلِکَ الْإِمَامُ مِنْ ذُرِّیَّةِ فَاطِمَةَ ع یُسْأَلُ عَنْ دِینِ رَسُولِ اللَّهِ ص فَیُجَلِّیهِ لِمَنْ سَأَلَهُ فَحَکَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قَوْلَهُ فَقَالَ وَ النَّهارِ إِذا جَلَّاها
13- سَهْلٌ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قُلْتُ هَلْ أَتاکَ حَدِیثُ الْغاشِیَةِ قَالَ یَغْشَاهُمُ الْقَائِمُ بِالسَّیْفِ قَالَ قُلْتُ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ قَالَ خَاضِعَةٌ لَا تُطِیقُ الِامْتِنَاعَ قَالَ قُلْتُ عامِلَةٌ قَالَ عَمِلَتْ بِغَیْرِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالَ قُلْتُ ناصِبَةٌ قَالَ نَصَبَتْ غَیْرَ وُلَاةِ الْأَمْرِ قَالَ قُلْتُ تَصْلی ناراً حامِیَةً قَالَ تَصْلَی نَارَ الْحَرْبِ فِی الدُّنْیَا عَلَی عَهْدِ الْقَائِمِ وَ فِی الْ آخِرَةِ نَارَ جَهَنَّمَ
14- سَهْلٌ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع
الکافی ج : 8 ص : 51
قَوْلُهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی وَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَیْمانِهِمْ لا یَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ یَمُوتُ بَلی وَعْداً عَلَیْهِ حَقًّا وَ لکِنَّ أَکْثَرَ النَّاسِ لا یَعْلَمُونَ قَالَ فَقَالَ لِی یَا أَبَا بَصِیرٍ مَا تَقُولُ فِی هَذِهِ الْ آیَةِ قَالَ قُلْتُ إِنَّ الْمُشْرِکِینَ یَزْعُمُونَ وَ یَحْلِفُونَ لِرَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّ اللَّهَ لَا یَبْعَثُ الْمَوْتَی قَالَ فَقَالَ تَبّاً لِمَنْ قَالَ هَذَا سَلْهُمْ هَلْ کَانَ الْمُشْرِکُونَ یَحْلِفُونَ بِاللَّهِ أَمْ بِاللَّاتِ وَ الْعُزَّی قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ فَأَوْجِدْنِیهِ قَالَ فَقَالَ لِی یَا أَبَا بَصِیرٍ لَوْ قَدْ قَامَ قَائِمُنَا بَعَثَ اللَّهُ إِلَیْهِ قَوْماً مِنْ شِیعَتِنَا قِبَاعُ سُیُوفِهِمْ عَلَی عَوَاتِقِهِمْ فَیَبْلُغُ ذَلِکَ قَوْماً مِنْ شِیعَتِنَا لَمْ یَمُوتُوا فَیَقُولُونَ بُعِثَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ مِنْ قُبُورِهِمْ وَ هُمْ مَعَ الْقَائِمِ فَیَبْلُغُ ذَلِکَ قَوْماً مِنْ عَدُوِّنَا فَیَقُولُونَ یَا مَعْشَرَ الشِّیعَةِ مَا أَکْذَبَکُمْ هَذِهِ دَوْلَتُکُمْ وَ أَنْتُمْ تَقُولُونَ فِیهَا الْکَذِبَ لَا وَ اللَّهِ مَا عَاشَ هَؤُلَاءِ وَ لَا یَعِیشُونَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ قَالَ فَحَکَی اللَّهُ قَوْلَهُمْ فَقَالَ وَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَیْمانِهِمْ لا یَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ یَمُوتُ
15- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ بَدْرِ بْنِ الْخَلِیلِ الْأَسَدِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع یَقُولُ فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها یَرْکُضُونَ لا تَرْکُضُوا وَ ارْجِعُوا إِلی ما أُتْرِفْتُمْ فِیهِ وَ مَساکِنِکُمْ لَعَلَّکُمْ تُسْئَلُونَ قَالَ إِذَا قَامَ الْقَائِمُ وَ بَعَثَ إِلَی بَنِی أُمَیَّةَ بِالشَّامِ فَهَرَبُوا إِلَی الرُّومِ
الکافی ج : 8 ص : 52
فَیَقُولُ لَهُمُ الرُّومُ لَا نُدْخِلَنَّکُمْ حَتَّی تَتَنَصَّرُوا فَیُعَلِّقُونَ فِی أَعْنَاقِهِمُ الصُّلْبَانَ فَیُدْخِلُونَهُمْ فَإِذَا نَزَلَ بِحَضْرَتِهِمْ أَصْحَابُ الْقَائِمِ طَلَبُوا الْأَمَانَ وَ الصُّلْحَ فَیَقُولُ أَصْحَابُ الْقَائِمِ لَا نَفْعَلُ حَتَّی تَدْفَعُوا إِلَیْنَا مَنْ قِبَلَکُمْ مِنَّا قَالَ فَیَدْفَعُونَهُمْ إِلَیْهِمْ فَذَلِکَ قَوْلُهُ لا تَرْکُضُوا وَ ارْجِعُوا إِلی ما أُتْرِفْتُمْ فِیهِ وَ مَساکِنِکُمْ لَعَلَّکُمْ تُسْئَلُونَ قَالَ یَسْأَلُهُمُ الْکُنُوزَ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِهَا قَالَ فَیَقُولُونَ یا وَیْلَنا إِنَّا کُنَّا ظالِمِینَ فَما زاَلَتْ تِلْکَ دَعْواهُمْ حَتَّی جَعَلْناهُمْ حَصِیداً خامِدِینَ بِالسَّیْفِ
رِسَالَةُ أَبِی جَعْفَرٍ ع إِلَی سَعْدٍ الْخَیْرِ
16- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَزِیعٍ عَنْ عَمِّهِ حَمْزَةَ بْنِ بَزِیعٍ وَ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ یَزِیدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَمَّنْ حَدَّثَهُ قَالَ کَتَبَ أَبُو جَعْفَرٍ ع إِلَی سَعْدٍ الْخَیْرِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّی أُوصِیکَ بِتَقْوَی اللَّهِ فَإِنَّ فِیهَا السَّلَامَةَ مِنَ التَّلَفِ وَ الْغَنِیمَةَ فِی الْمُنْقَلَبِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقِی بِالتَّقْوَی عَنِ الْعَبْدِ مَا عَزَبَ عَنْهُ عَقْلُهُ وَ یُجْلِی بِالتَّقْوَی عَنْهُ عَمَاهُ وَ جَهْلَهُ وَ بِالتَّقْوَی نَجَا نُوحٌ وَ مَنْ مَعَهُ فِی السَّفِینَةِ وَ صَالِحٌ وَ مَنْ مَعَهُ مِنَ الصَّاعِقَةِ وَ بِالتَّقْوَی فَازَ الصَّابِرُونَ وَ نَجَتْ تِلْکَ الْعُصَبُ مِنَ الْمَهَالِکِ وَ لَهُمْ إِخْوَانٌ عَلَی تِلْکَ الطَّرِیقَةِ یَلْتَمِسُونَ تِلْکَ الْفَضِیلَةَ نَبَذُوا طُغْیَانَهُمْ مِنَ الْإِیرَادِ بِالشَّهَوَاتِ لِمَا بَلَغَهُمْ فِی الْکِتَابُ مِنَ الْمَثُلَاتِ حَمِدُوا رَبَّهُمْ عَلَی مَا رَزَقَهُمْ وَ هُوَ أَهْلُ الْحَمْدِ وَ ذَمُّوا أَنْفُسَهُمْ عَلَی مَا فَرَّطُوا وَ هُمْ أَهْلُ الذَّمِّ وَ عَلِمُوا أَنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی الْحَلِیمَ الْعَلِیمَ إِنَّمَا غَضَبُهُ عَلَی مَنْ لَمْ یَقْبَلْ مِنْهُ رِضَاهُ وَ إِنَّمَا یَمْنَعُ مَنْ لَمْ یَقْبَلْ مِنْهُ عَطَاهُ وَ إِنَّمَا
الکافی ج : 8 ص : 53
یُضِلُّ مَنْ لَمْ یَقْبَلْ مِنْهُ هُدَاهُ ثُمَّ أَمْکَنَ أَهْلَ السَّیِّئَاتِ مِنَ التَّوْبَةِ بِتَبْدِیلِ الْحَسَنَاتِ دَعَا عِبَادَهُ فِی الْکِتَابُ إِلَی ذَلِکَ بِصَوْتٍ رَفِیعٍ لَمْ یَنْقَطِعْ وَ لَمْ یَمْنَعْ دُعَاءَ عِبَادِهِ فَلَعَنَ اللَّهُ الَّذِینَ یَکْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَ کَتَبَ عَلَی نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ فَسَبَقَتْ قَبْلَ الْغَضَبِ فَتَمَّتْ صِدْقاً وَ عَدْلًا فَلَیْسَ یَبْتَدِئُ الْعِبَادَ بِالْغَضَبِ قَبْلَ أَنْ یُغْضِبُوهُ وَ ذَلِکَ مِنْ عِلْمِ الْیَقِینِ وَ عِلْمِ التَّقْوَی وَ کُلُّ أُمَّةٍ قَدْ رَفَعَ اللَّهُ عَنْهُمْ عِلْمَ الْکِتَابُ حِینَ نَبَذُوهُ وَ وَلَّاهُمْ عَدُوَّهُمْ حِینَ تَوَلَّوْهُ وَ کَانَ مِنْ نَبْذِهِمُ الْکِتَابُ أَنْ أَقَامُوا حُرُوفَهُ وَ حَرَّفُوا حُدُودَهُ فَهُمْ یَرْوُونَهُ وَ لَا یَرْعَوْنَهُ وَ الْجُهَّالُ یُعْجِبُهُمْ حِفْظُهُمْ لِلرِّوَایَةِ وَ الْعُلَمَاءُ یَحْزُنُهُمْ تَرْکُهُمْ لِلرِّعَایَةِ وَ کَانَ مِنْ نَبْذِهِمُ الْکِتَابُ أَنْ وَلَّوْهُ الَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ فَأَوْرَدُوهُمُ الْهَوَی وَ أَصْدَرُوهُمْ إِلَی الرَّدَی وَ غَیَّرُوا عُرَی الدِّینِ ثُمَّ وَرَّثُوهُ فِی السَّفَهِ وَ الصِّبَا فَالْأُمَّةُ یَصْدُرُونَ عَنْ أَمْرِ النَّاسِ بَعْدَ أَمْرِ اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی وَ عَلَیْهِ یُرَدُّونَ فَبِئْسَ لِلظَّالِمِینَ بَدَلًا وَلَایَةُ النَّاسِ بَعْدَ وَلَایَةِ اللَّهِ وَ ثَوَابُ النَّاسِ بَعْدَ ثَوَابِ اللَّهِ وَ رِضَا النَّاسِ بَعْدَ رِضَا اللَّهِ فَأَصْبَحَتِ الْأُمَّةُ کَذَلِکَ وَ فِیهِمُ الْمُجْتَهِدُونَ فِی الْعِبَادَةِ عَلَی تِلْکَ الضَّلَالَةِ مُعْجَبُونَ مَفْتُونُونَ فَعِبَادَتُهُمْ فِتْنَةٌ لَهُمْ وَ لِمَنِ اقْتَدَی بِهِمْ وَ قَدْ کَانَ فِی الرُّسُلِ ذِکْرَی لِلْعَابِدِینَ إِنَّ نَبِیّاً مِنَ الْأَنْبِیَاءِ کَانَ یَسْتَکْمِلُ الطَّاعَةَ ثُمَّ یَعْصِی اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی فِی الْبَابِ الْوَاحِدِ فَخَرَجَ بِهِ مِنَ الْجَنَّةِ وَ یُنْبَذُ بِهِ فِی بَطْنِ
الکافی ج : 8 ص : 54
الْحُوتِ ثُمَّ لَا یُنَجِّیهِ إِلَّا الِاعْتِرَافُ وَ التَّوْبَةُ فَاعْرِفْ أَشْبَاهَ الْأَحْبَارِ وَ الرُّهْبَانِ الَّذِینَ سَارُوا بِکِتْمَانِ الْکِتَابُ وَ تَحْرِیفِهِ فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَ ما کانُوا مُهْتَدِینَ ثُمَّ اعْرِفْ أَشْبَاهَهُمْ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ الَّذِینَ أَقَامُوا حُرُوفَ الْکِتَابُ وَ حَرَّفُوا حُدُودَهُ فَهُمْ مَعَ السَّادَةِ وَ الْکُبُرَّةِ فَإِذَا تَفَرَّقَتْ قَادَةُ الْأَهْوَاءِ کَانُوا مَعَ أَکْثَرِهِمْ دُنْیَا وَ ذَلِکَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ لَا یَزَالُونَ کَذَلِکَ فِی طَبَعٍ وَ طَمَعٍ لَا یَزَالُ یُسْمَعُ صَوْتُ إِبْلِیسَ عَلَی أَلْسِنَتِهِمْ بِبَاطِلٍ کَثِیرٍ یَصْبِرُ مِنْهُمُ الْعُلَمَاءُ عَلَی الْأَذَی وَ التَّعْنِیفِ وَ یَعِیبُونَ عَلَی الْعُلَمَاءِ بِالتَّکْلِیفِ وَ الْعُلَمَاءُ فِی أَنْفُسِهِمْ خَانَةٌ إِنْ کَتَمُوا النَّصِیحَةَ إِنْ رَأَوْا تَائِهاً ضَالًّا لَا یَهْدُونَهُ أَوْ مَیِّتاً لَا یُحْیُونَهُ فَبِئْسَ مَا یَصْنَعُونَ لِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی أَخَذَ عَلَیْهِمُ الْمِیثَاقَ فِی الْکِتَابُ أَنْ یَأْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ بِمَا أُمِرُوا بِهِ وَ أَنْ یَنْهَوْا عَمَّا نُهُوا عَنْهُ وَ أَنْ یَتَعَاوَنُوا عَلَی الْبِرِّ وَ التَّقْوَی وَ لَا یَتَعَاوَنُوا عَلَی الْإِثْمِ وَ الْعُدْوَانِ فَالْعُلَمَاءُ مِنَ الْجُهَّالِ فِی جَهْدٍ وَ جِهَادٍ إِنْ وَعَظَتْ قَالُوا طَغَتْ وَ إِنْ عَلَّمُوا الْحَقَّ الَّذِی تَرَکُوا قَالُوا خَالَفَتْ وَ إِنِ اعْتَزَلُوهُمْ قَالُوا فَارَقَتْ وَ إِنْ قَالُوا هَاتُوا بُرْهَانَکُمْ عَلَی مَا تُحَدِّثُونَ قَالُوا نَافَقَتْ وَ إِنْ أَطَاعُوهُمْ قَالُوا عَصَتِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَهَلَکَ جُهَّالٌ فِیمَا لَا یَعْلَمُونَ أُمِّیُّونَ فِیمَا یَتْلُونَ یُصَدِّقُونَ بِالْکِتَابُ عِنْدَ التَّعْرِیفِ وَ یُکَذِّبُونَ بِهِ عِنْدَ التَّحْرِیفِ فَلَا یُنْکِرُونَ أُولَئِکَ أَشْبَاهُ الْأَحْبَارِ وَ الرُّهْبَانِ قَادَةٌ فِی الْهَوَی سَادَةٌ فِی الرَّدَی وَ آخَرُونَ مِنْهُمْ جُلُوسٌ بَیْنَ الضَّلَالَةِ وَ الْهُدَی لَا یَعْرِفُونَ إِحْدَی الطَّائِفَتَیْنِ مِنَ الْأُخْرَی یَقُولُونَ مَا کَانَ النَّاسُ یَعْرِفُونَ هَذَا وَ لَا یَدْرُونَ مَا هُوَ وَ صَدَّقُوا تَرْکَهُمْ رَسُولَ اللَّهِ
الکافی ج : 8 ص : 55
ص عَلَی الْبَیْضَاءِ لَیْلُهَا مِنْ نَهَارِهَا لَمْ یَظْهَرْ فِیهِمْ بِدْعَةٌ وَ لَمْ یُبَدَّلْ فِیهِمْ سُنَّةٌ لَا خِلَافَ عِنْدَهُمْ وَ لَا اخْتِلَافَ فَلَمَّا غَشِیَ النَّاسَ ظُلْمَةُ خَطَایَاهُمْ صَارُوا إِمَامَیْنِ دَاعٍ إِلَی اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی وَ دَاعٍ إِلَی النَّارِ فَعِنْدَ ذَلِکَ نَطَقَ الشَّیْطَانُ فَعَلَا صَوْتُهُ عَلَی لِسَانِ أَوْلِیَائِهِ وَ کَثُرَ خَیْلُهُ وَ رَجْلُهُ وَ شَارَکَ فِی الْمَالِ وَ الْوَلَدِ مَنْ أَشْرَکَهُ فَعُمِلَ بِالْبِدْعَةِ وَ تُرِکَ الْکِتَابُ وَ السُّنَّةُ وَ نَطَقَ أَوْلِیَاءُ اللَّهِ بِالْحُجَّةِ وَ أَخَذُوا بِالْکِتَابُ وَ الْحِکْمَةِ فَتَفَرَّقَ مِنْ ذَلِکَ الْیَوْمِ أَهْلُ الْحَقِّ وَ أَهْلُ الْبَاطِلِ وَ تَخَاذَلَ وَ تَهَادَنَ أَهْلُ الْهُدَی وَ تَعَاوَنَ أَهْلُ الضَّلَالَةِ حَتَّی کَانَتِ الْجَمَاعَةُ مَعَ فُلَانٍ وَ أَشْبَاهِهِ فَاعْرِفْ هَذَا الصِّنْفَ وَ صِنْفٌ آخَرُ فَأَبْصِرْهُمْ رَأْیَ الْعَیْنِ نُجَبَاءُ وَ الْزَمْهُمْ حَتَّی تَرِدَ أَهْلَکَ فَ إِنَّ الْخاسِرِینَ الَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَ أَهْلِیهِمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ أَلا ذلِکَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِینُ [إِلَی هَاهُنَا رِوَایَةُ الْحُسَیْنِ وَ فِی رِوَایَةِ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی زِیَادَةٌ ]لَهُمْ عِلْمٌ بِالطَّرِیقِ فَإِنْ کَانَ دُونَهُمْ بَلَاءٌ فَلَا تَنْظُرْ إِلَیْهِمْ فَإِنْ کَانَ دُونَهُمْ عَسْفٌ مِنْ أَهْلِ الْعَسْفِ وَ خَسْفٌ وَ دُونَهُمْ بَلَایَا تَنْقَضِی ثُمَّ تَصِیرُ إِلَی رَخَاءٍ ثُمَّ اعْلَمْ أَنَّ إِخْوَانَ الثِّقَةِ ذَخَائِرُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ وَ لَوْ لَا أَنْ تَذْهَبَ بِکَ الظُّنُونُ عَنِّی لَجَلَیْتُ لَکَ عَنْ أَشْیَاءَ مِنَ الْحَقِّ غَطَّیْتُهَا وَ لَنَشَرْتُ لَکَ أَشْیَاءَ مِنَ الْحَقِّ کَتَمْتُهَا وَ لَکِنِّی أَتَّقِیکَ وَ أَسْتَبْقِیکَ وَ لَیْسَ الْحَلِیمُ الَّذِی لَا یَتَّقِی أَحَداً فِی مَکَانِ التَّقْوَی وَ الْحِلْمُ لِبَاسُ الْعَالِمِ فَلَا تَعْرَیَنَّ مِنْهُ وَ السَّلَامُ
الکافی ج : 8 ص : 56
رِسَالَةٌ مِنْهُ ع إِلَیْهِ أَیْضاً
17- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَزِیعٍ عَنْ عَمِّهِ حَمْزَةَ بْنِ بَزِیعٍ قَالَ کَتَبَ أَبُو جَعْفَرٍ ع إِلَی سَعْدٍ الْخَیْرِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ جَاءَنِی کِتَابُ کَ تَذْکُرُ فِیهِ مَعْرِفَةَ مَا لَا یَنْبَغِی تَرْکُهُ وَ طَاعَةَ مَنْ رِضَا اللَّهِ رِضَاهُ فَقُلْتَ مِنْ ذَلِکَ لِنَفْسِکَ مَا کَانَتْ نَفْسُکَ مُرْتَهَنَةً لَوْ تَرَکْتَهُ تَعْجَبُ أَنَّ رِضَا اللَّهِ وَ طَاعَتَهُ وَ نَصِیحَتَهُ لَا تُقْبَلُ وَ لَا تُوجَدُ وَ لَا تُعْرَفُ إِلَّا فِی عِبَادٍ غُرَبَاءَ أَخْلَاءً مِنَ النَّاسِ قَدِ اتَّخَذَهُمُ النَّاسُ سِخْرِیّاً لِمَا یَرْمُونَهُمْ بِهِ مِنَ الْمُنْکَرَاتِ وَ کَانَ یُقَالُ لَا یَکُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً حَتَّی یَکُونَ أَبْغَضَ إِلَی النَّاسِ مِنْ جِیفَةِ الْحِمَارِ وَ لَوْ لَا أَنْ یُصِیبَکَ مِنَ الْبَلَاءِ مِثْلُ الَّذِی أَصَابَنَا فَتَجْعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ کَعَذَابِ اللَّهِ وَ أُعِیذُکَ بِاللَّهِ وَ إِیَّانَا مِنْ ذَلِکَ لَقَرُبْتَ عَلَی بُعْدِ مَنْزِلَتِکَ وَ اعْلَمْ رَحِمَکَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا تُنَالُ مَحَبَّةُ اللَّهِ إِلَّا بِبُغْضِ کَثِیرٍ مِنَ النَّاسِ وَ لَا وَلَایَتُهُ إِلَّا بِمُعَادَاتِهِمْ وَ فَوْتُ ذَلِکَ قَلِیلٌ یَسِیرٌ لِدَرْکِ ذَلِکَ مِنَ اللَّهِ لِقَوْمٍ یَعْلَمُونَ یَا أَخِی إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ فِی کُلٍّ مِنَ الرُّسُلِ بَقَایَا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ یَدْعُونَ مَنْ ضَلَّ إِلَی الْهُدَی وَ یَصْبِرُونَ مَعَهُمْ عَلَی الْأَذَی یُجِیبُونَ دَاعِیَ اللَّهِ وَ یَدْعُونَ إِلَی اللَّهِ فَأَبْصِرْهُمْ رَحِمَکَ اللَّهُ فَإِنَّهُمْ فِی مَنْزِلَةٍ رَفِیعَةٍ وَ إِنْ أَصَابَتْهُمْ فِی الدُّنْیَا وَضِیعَةٌ إِنَّهُمْ یُحْیُونَ بِکِتَابُ اللَّهِ الْمَوْتَی وَ یُبَصِّرُنَّ بِنُورِ اللَّهِ مِنَ الْعَمَی کَمْ مِنْ قَتِیلٍ لِإِبْلِیسَ قَدْ أَحْیَوْهُ وَ کَمْ مِنْ تَائِهٍ ضَالٍّ
الکافی ج : 8 ص : 57
قَدْ هَدَوْهُ یَبْذُلُونَ دِمَاءَهُمْ دُونَ هَلَکَةِ الْعِبَادِ وَ مَا أَحْسَنَ أَثَرَهُمْ عَلَی الْعِبَادِ وَ أَقْبَحَ آثَارَ الْعِبَادِ عَلَیْهِمْ
18- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ بَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ ص ذَاتَ یَوْمٍ جَالِساً إِذْ أَقْبَلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ فِیکَ شَبَهاً مِنْ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ وَ لَوْ لَا أَنْ تَقُولَ فِیکَ طَوَائِفُ مِنْ أُمَّتِی مَا قَالَتِ النَّصَارَی فِی عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ لَقُلْتُ فِیکَ قَوْلًا لَا تَمُرُّ بِمَلَإٍ مِنَ النَّاسِ إِلَّا أَخَذُوا التُّرَابَ مِنْ تَحْتِ قَدَمَیْکَ یَلْتَمِسُونَ بِذَلِکَ الْبَرَکَةَ قَالَ فَغَضِبَ الْأَعْرَابِیَّانِ وَ الْمُغِیرَةُ بْنُ شُعْبَةَ وَ عِدَّةٌ مِنْ قُرَیْشٍ مَعَهُمْ فَقَالُوا مَا رَضِیَ أَنْ یَضْرِبَ لِابْنِ عَمِّهِ مَثَلًا إِلَّا عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَی نَبِیِّهِ ص فَقَالَ وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْیَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُکَ مِنْهُ یَصِدُّونَ وَ قالُوا أَ آلِهَتُنا خَیْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَکَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَیْهِ وَ جَعَلْناهُ مَثَلًا لِبَنِی إِسْرائِیلَ وَ لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْکُمْ یَعْنِی مِنْ بَنِی هَاشِمٍ مَلائِکَةً فِی الْأَرْضِ یَخْلُفُونَ قَالَ فَغَضِبَ الْحَارِثُ بْنُ عَمْرٍو الْفِهْرِیُّ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنْ کانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِکَ أَنَّ بَنِی هَاشِمٍ یَتَوَارَثُونَ هِرَقْلًا بَعْدَ هِرَقْلٍ فَأَمْطِرْ عَلَیْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِیمٍ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَیْهِ مَقَالَةَ الْحَارِثِ وَ نَزَلَتْ هَذِهِ الْ آیَةُ وَ ما کانَ اللَّهُ لِیُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِیهِمْ وَ ما کانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ ثُمَّ قَالَ لَهُ یَا ابْنَ عَمْرٍو إِمَّا تُبْتَ وَ إِمَّا رَحَلْتَ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ بَلْ تَجْعَلُ لِسَائِرِ قُرَیْشٍ شَیْئاً مِمَّا فِی یَدَیْکَ فَقَدْ ذَهَبَتْ بَنُو هَاشِمٍ بِمَکْرُمَةِ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ ص لَیْسَ ذَلِکَ إِلَیَّ ذَلِکَ إِلَی اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ قَلْبِی مَا یُتَابِعُنِی عَلَی التَّوْبَةِ وَ لَکِنْ أَرْحَلُ عَنْکَ فَدَعَا بِرَاحِلَتِهِ فَرَکِبَهَا فَلَمَّا صَارَ بِظَهْرِ الْمَدِینَةِ أَتَتْهُ جَنْدَلَةٌ فَرَضَخَتْ هَامَتَهُ ثُمَّ أَتَی الْوَحْیُ إِلَی النَّبِیِّ ص فَقَالَ سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْکافِرینَ بِوَلَایَةِ عَلِیٍّ لَیْسَ لَهُ دافِعٌ
الکافی ج : 8 ص : 58
مِنَ اللَّهِ ذِی الْمَعارِجِ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنَّا لَا نَقْرَؤُهَا هَکَذَا فَقَالَ هَکَذَا وَ اللَّهِ نَزَلَ بِهَا جَبْرَئِیلُ عَلَی مُحَمَّدٍ ص وَ هَکَذَا هُوَ وَ اللَّهِ مُثْبَتٌ فِی مُصْحَفِ فَاطِمَةَ ع فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِمَنْ حَوْلَهُ مِنَ الْمُنَافِقِینَ انْطَلِقُوا إِلَی صَاحِبِکُمْ فَقَدْ أَتَاهُ مَا اسْتَفْتَحَ بِهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اسْتَفْتَحُوا وَ خابَ کُلُّ جَبَّارٍ عَنِیدٍ
19- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ ظَهَرَ الْفَسادُ فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ بِما کَسَبَتْ أَیْدِی النَّاسِ قَالَ ذَاکَ وَ اللَّهِ حِینَ قَالَتِ الْأَنْصَارُ مِنَّا أَمِیرٌ وَ مِنْکُمْ أَمِیرٌ
20- وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ مُیَسِّرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ قُلْتُ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لا تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها قَالَ فَقَالَ یَا مُیَسِّرُ إِنَّ الْأَرْضَ کَانَتْ فَاسِدَةً فَأَصْلَحَهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِنَبِیِّهِ ص فَقَالَ وَ لا تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها
خُطْبَةٌ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ ع
21- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ الْهِلَالِیِّ قَالَ خَطَبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ ثُمَّ صَلَّی عَلَی النَّبِیِّ ص ثُمَّ قَالَ أَلَا إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَیْکُمْ خَلَّتَانِ اتِّبَاعُ الْهَوَی وَ طُولُ الْأَمَلِ أَمَّا اتِّبَاعُ الْهَوَی فَیَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ وَ أَمَّا طُولُ الْأَمَلِ فَیُنْسِی الْ آخِرَةَ أَلَا إِنَّ الدُّنْیَا قَدْ تَرَحَّلَتْ مُدْبِرَةً وَ إِنَّ الْ آخِرَةَ قَدْ تَرَحَّلَتْ مُقْبِلَةً وَ لِکُلِّ وَاحِدَةٍ بَنُونَ فَکُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الْ آخِرَةِ وَ لَا تَکُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْیَا فَإِنَّ الْیَوْمَ عَمَلٌ وَ لَا حِسَابَ وَ إِنَّ غَداً حِسَابٌ وَ لَا عَمَلَ وَ إِنَّمَا بَدْءُ وُقُوعِ الْفِتَنِ مِنْ أَهْوَاءٍ تُتَّبَعُ وَ أَحْکَامٍ تُبْتَدَعُ یُخَالَفُ فِیهَا حُکْمُ اللَّهِ یَتَوَلَّی فِیهَا رِجَالٌ رِجَالًا أَلَا إِنَّ الْحَقَّ لَوْ خَلَصَ لَمْ یَکُنِ اخْتِلَافٌ وَ لَوْ أَنَّ الْبَاطِلَ خَلَصَ لَمْ یُخَفْ عَلَی ذِی حِجًی لَکِنَّهُ یُؤْخَذُ
الکافی ج : 8 ص : 59
مِنْ هَذَا ضِغْثٌ وَ مِنْ هَذَا ضِغْثٌ فَیُمْزَجَانِ فَیُجَلَّلَانِ مَعاً فَهُنَالِکَ یَسْتَوْلِی الشَّیْطَانُ عَلَی أَوْلِیَائِهِ وَ نَجَا الَّذِینَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ الْحُسْنَی إِنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص یَقُولُ کَیْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَبَسَتْکُمْ فِتْنَةٌ یَرْبُو فِیهَا الصَّغِیرُ وَ یَهْرَمُ فِیهَا الْکَبِیرُ یَجْرِی النَّاسُ عَلَیْهَا وَ یَتَّخِذُونَهَا سُنَّةً فَإِذَا غُیِّرَ مِنْهَا شَیْ ءٌ قِیلَ قَدْ غُیِّرَتِ السُّنَّةُ وَ قَدْ أَتَی النَّاسُ مُنْکَراً ثُمَّ تَشْتَدُّ الْبَلِیَّةُ وَ تُسْبَی الذُّرِّیَّةُ وَ تَدُقُّهُمُ الْفِتْنَةُ کَمَا تَدُقُّ النَّارُ الْحَطَبَ وَ کَمَا تَدُقُّ الرَّحَی بِثِفَالِهَا وَ یَتَفَقَّهُونَ لِغَیْرِ اللَّهِ وَ یَتَعَلَّمُونَ لِغَیْرِ الْعَمَلِ وَ یَطْلُبُونَ الدُّنْیَا بِأَعْمَالِ الْ آخِرَةِ ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ وَ حَوْلَهُ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ خَاصَّتِهِ وَ شِیعَتِهِ فَقَالَ قَدْ عَمِلَتِ الْوُلَاةُ قَبْلِی أَعْمَالًا خَالَفُوا فِیهَا رَسُولَ اللَّهِ ص مُتَعَمِّدِینَ لِخِلَافِهِ نَاقِضِینَ لِعَهْدِهِ مُغَیِّرِینِ لِسُنَّتِهِ وَ لَوْ حَمَلْتُ النَّاسَ عَلَی تَرْکِهَا وَ حَوَّلْتُهَا إِلَی مَوَاضِعِهَا وَ إِلَی مَا کَانَتْ فِی عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ص لَتَفَرَّقَ عَنِّی جُنْدِی حَتَّی أَبْقَی وَحْدِی أَوْ قَلِیلٌ مِنْ شِیعَتِیَ الَّذِینَ عَرَفُوا فَضْلِی وَ فَرْضَ إِمَامَتِی مِنْ کِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ ص أَ رَأَیْتُمْ لَوْ أَمَرْتُ بِمَقَامِ إِبْرَاهِیمَ ع فَرَدَدْتُهُ إِلَی الْمَوْضِعِ الَّذِی وَضَعَهُ فِیهِ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ رَدَدْتُ فَدَکاً إِلَی وَرَثَةِ فَاطِمَةَ ع وَ رَدَدْتُ صَاعَ رَسُولِ اللَّهِ ص کَمَا کَانَ وَ أَمْضَیْتُ قَطَائِعَ أَقْطَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ ص
الکافی ج : 8 ص : 60
لِأَقْوَامٍ لَمْ تُمْضَ لَهُمْ وَ لَمْ تُنْفَذْ وَ رَدَدْتُ دَارَ جَعْفَرٍ إِلَی وَرَثَتِهِ وَ هَدَمْتُهَا مِنَ الْمَسْجِدِ وَ رَدَدْتُ قَضَایَا مِنَ الْجَوْرِ قُضِیَ بِهَا وَ نَزَعْتُ نِسَاءً تَحْتَ رِجَالٍ بِغَیْرِ حَقٍّ فَرَدَدْتُهُنَّ إِلَی أَزْوَاجِهِنَّ وَ اسْتَقْبَلْتُ بِهِنَّ الْحُکْمَ فِی الْفُرُوجِ وَ الْأَحْکَامِ وَ سَبَیْتُ ذَرَارِیَّ بَنِی تَغْلِبَ وَ رَدَدْتُ مَا قُسِمَ مِنْ أَرْضِ خَیْبَرَ وَ مَحَوْتُ دَوَاوِینَ الْعَطَایَا وَ أَعْطَیْتُ کَمَا کَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص
الکافی ج : 8 ص : 61
یُعْطِی بِالسَّوِیَّةِ وَ لَمْ أَجْعَلْهَا دُولَةً بَیْنَ الْأَغْنِیَاءِ وَ أَلْقَیْتُ الْمَسَاحَةَ وَ سَوَّیْتُ بَیْنَ الْمَنَاکِحِ وَ أَنْفَذْتُ خُمُسَ الرَّسُولِ کَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ فَرَضَهُ وَ رَدَدْتُ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ ص إِلَی مَا کَانَ عَلَیْهِ وَ سَدَدْتُ مَا فُتِحَ فِیهِ مِنَ الْأَبْوَابِ وَ فَتَحْتُ مَا سُدَّ مِنْهُ وَ حَرَّمْتُ الْمَسْحَ عَلَی الْخُفَّیْنِ وَ حَدَدْتُ عَلَی النَّبِیذِ وَ أَمَرْتُ بِإِحْلَالِ الْمُتْعَتَیْنِ وَ أَمَرْتُ بِالتَّکْبِیرِ عَلَی الْجَنَائِزِ خَمْسَ تَکْبِیرَاتٍ وَ أَلْزَمْتُ النَّاسَ الْجَهْرَ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ
الکافی ج : 8 ص : 62
وَ أَخْرَجْتُ مَنْ أُدْخِلَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص فِی مَسْجِدِهِ مِمَّنْ کَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَخْرَجَهُ وَ أَدْخَلْتُ مَنْ أُخْرِجَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ص مِمَّنْ کَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَدْخَلَهُ وَ حَمَلْتُ النَّاسَ عَلَی حُکْمِ الْقُرْآنِ وَ عَلَی الطَّلَاقِ عَلَی السُّنَّةِ وَ أَخَذْتُ الصَّدَقَاتِ عَلَی أَصْنَافِهَا وَ حُدُودِهَا وَ رَدَدْتُ الْوُضُوءَ وَ الْغُسْلَ وَ الصَّلَاةَ إِلَی مَوَاقِیتِهَا وَ شَرَائِعِهَا وَ مَوَاضِعِهَا وَ رَدَدْتُ أَهْلَ نَجْرَانَ إِلَی مَوَاضِعِهِمْ وَ رَدَدْتُ سَبَایَا فَارِسَ وَ سَائِرِ الْأُمَمِ إِلَی کِتَابُ اللَّهِ وَ سُنَّةِ نَبِیِّهِ ص إِذاً لَتَفَرَّقُوا عَنِّی وَ اللَّهِ لَقَدْ أَمَرْتُ النَّاسَ أَنْ لَا یَجْتَمِعُوا فِی شَهْرِ رَمَضَانَ إِلَّا فِی
الکافی ج : 8 ص : 63
فَرِیضَةٍ وَ أَعْلَمْتُهُمْ أَنَّ اجْتِمَاعَهُمْ فِی النَّوَافِلِ بِدْعَةٌ فَتَنَادَی بَعْضُ أَهْلِ عَسْکَرِی مِمَّنْ یُقَاتِلُ مَعِی یَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ غُیِّرَتْ سُنَّةُ عُمَرَ یَنْهَانَا عَنِ الصَّلَاةِ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ تَطَوُّعاً وَ لَقَدْ خِفْتُ أَنْ یَثُورُوا فِی نَاحِیَةِ جَانِبِ عَسْکَرِی مَا لَقِیتُ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ مِنَ الْفُرْقَةِ وَ طَاعَةِ أَئِمَّةِ الضَّلَالَةِ وَ الدُّعَاةِ إِلَی النَّارِ وَ أَعْطَیْتُ مِنْ ذَلِکَ سَهْمَ ذِی الْقُرْبَی الَّذِی قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِنْ کُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَ ما أَنْزَلْنا عَلی عَبْدِنا یَوْمَ الْفُرْقانِ یَوْمَ الْتَقَی الْجَمْعانِ فَنَحْنُ وَ اللَّهِ عَنَی بِذِی الْقُرْبَی الَّذِی قَرَنَنَا اللَّهُ بِنَفْسِهِ وَ بِرَسُولِهِ ص فَقَالَ تَعَالَی فَلِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِی الْقُرْبی وَ الْیَتامی وَ الْمَساکِینِ وَ ابْنِ السَّبِیلِ فِینَا خَاصَّةً کَیْ لا یَکُونَ دُولَةً بَیْنَ الْأَغْنِیاءِ مِنْکُمْ وَ ما آتاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاکُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَ اتَّقُوا اللَّهَ فِی ظُلْمِ آلِ مُحَمَّدٍ إِنَّ اللَّهَ شَدِیدُ الْعِقابِ لِمَنْ ظَلَمَهُمْ رَحْمَةً مِنْهُ لَنَا وَ غِنًی أَغْنَانَا اللَّهُ بِهِ وَ وَصَّی بِهِ نَبِیَّهُ ص وَ لَمْ یَجْعَلْ لَنَا فِی سَهْمِ الصَّدَقَةِ نَصِیباً أَکْرَمَ اللَّهُ رَسُولَهُ ص وَ أَکْرَمَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ أَنْ یُطْعِمَنَا مِنْ أَوْسَاخِ النَّاسِ فَکَذَّبُوا اللَّهَ وَ کَذَّبُوا رَسُولَهُ وَ جَحَدُوا کِتَابُ اللَّهِ النَّاطِقَ بِحَقِّنَا وَ مَنَعُونَا فَرْضاً فَرَضَهُ اللَّهُ لَنَا مَا لَقِیَ أَهْلُ بَیْتِ نَبِیٍّ مِنْ أُمَّتِهِ مَا لَقِینَا بَعْدَ نَبِیِّنَا ص وَ اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَی مَنْ ظَلَمَنَا وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ
خُطْبَةٌ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ ع
22- أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْکُوفِیُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَمَّدِیِّ عَنْ أَبِی رَوْحٍ فَرَجِ بْنِ قُرَّةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ خَطَبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع بِالْمَدِینَةِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ وَ صَلَّی عَلَی النَّبِیِّ وَ آلِهِ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی
الکافی ج : 8 ص : 64
لَمْ یَقْصِمْ جَبَّارِی دَهْرٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ تَمْهِیلٍ وَ رَخَاءٍ وَ لَمْ یَجْبُرْ کَسْرَ عَظْمٍ مِنَ الْأُمَمِ إِلَّا بَعْدَ أَزْلٍ وَ بَلَاءٍ أَیُّهَا النَّاسُ فِی دُونِ مَا اسْتَقْبَلْتُمْ مِنْ عَطَبٍ وَ اسْتَدْبَرْتُمْ مِنْ خَطْبٍ مُعْتَبَرٌ وَ مَا کُلُّ ذِی قَلْبٍ بِلَبِیبٍ وَ لَا کُلُّ ذِی سَمْعٍ بِسَمِیعٍ وَ لَا کُلُّ ذِی نَاظِرِ عَیْنٍ بِبَصِیرٍ عِبَادَ اللَّهِ أَحْسِنُوا فِیمَا یَعْنِیکُمُ النَّظَرُ فِیهِ ثُمَّ انْظُرُوا إِلَی عَرَصَاتِ مَنْ قَدْ أَقَادَهُ اللَّهُ بِعِلْمِهِ کَانُوا عَلَی سُنَّةٍ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ أَهْلَ جَنَّاتٍ وَ عُیُونٍ وَ زُرُوعٍ وَ مَقَامٍ کَرِیمٍ ثُمَّ انْظُرُوا بِمَا خَتَمَ اللَّهُ لَهُمْ بَعْدَ النَّضْرَةِ وَ السُّرُورِ وَ الْأَمْرِ وَ النَّهْیِ وَ لِمَنْ صَبَرَ مِنْکُمُ الْعَاقِبَةُ فِی الْجِنَانِ وَ اللَّهِ مُخَلَّدُونَ وَ لِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ فَیَا عَجَباً وَ مَا لِی لَا أَعْجَبُ مِنْ خَطَإِ هَذِهِ الْفِرَقِ عَلَی اخْتِلَافِ حُجَجِهَا فِی دِینِهَا لَا یَقْتَصُّونَ أَثَرَ نَبِیٍّ وَ لَا یَقْتَدُونَ بِعَمَلِ وَصِیٍّ وَ لَا یُؤْمِنُونَ بِغَیْبٍ وَ لَا یَعْفُونَ عَنْ عَیْبٍ الْمَعْرُوفُ فِیهِمْ مَا عَرَفُوا وَ الْمُنْکَرُ عِنْدَهُمْ مَا أَنْکَرُوا وَ کُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ إِمَامُ نَفْسِهِ آخِذٌ مِنْهَا فِیمَا یَرَی بِعُرًی وَثِیقَاتٍ وَ أَسْبَابٍ مُحْکَمَاتٍ فَلَا یَزَالُونَ بِجَوْرٍ وَ لَنْ یَزْدَادُوا إِلَّا خَطَأً لَا یَنَالُونَ تَقَرُّباً وَ لَنْ یَزْدَادُوا إِلَّا بُعْداً مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أُنْسُ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ وَ تَصْدِیقُ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ کُلُّ ذَلِکَ وَحْشَةً مِمَّا وَرَّثَ النَّبِیُّ الْأُمِّیُّ ص وَ نُفُوراً مِمَّا أَدَّی إِلَیْهِمْ مِنْ أَخْبَارِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ أَهْلُ حَسَرَاتٍ وَ کُهُوفُ شُبُهَاتٍ وَ أَهْلُ عَشَوَاتٍ وَ ضَلَالَةٍ وَ رِیبَةٍ مَنْ وَکَلَهُ اللَّهُ إِلَی نَفْسِهِ وَ رَأْیِهِ فَهُوَ مَأْمُونٌ عِنْدَ مَنْ یَجْهَلُهُ غَیْرُ الْمُتَّهَمِ عِنْدَ مَنْ لَا یَعْرِفُهُ فَمَا أَشْبَهَ هَؤُلَاءِ بِأَنْعَامٍ قَدْ غَابَ عَنْهَا رِعَاؤُهَا وَ وَا أَسَفَی مِنْ فَعَلَاتِ شِیعَتِی مِنْ بَعْدِ قُرْبِ مَوَدَّتِهَا الْیَوْمَ کَیْفَ یَسْتَذِلُّ بَعْدِی بَعْضُهَا بَعْضاً وَ کَیْفَ یَقْتُلُ بَعْضُهَا بَعْضاً الْمُتَشَتِّتَةِ غَداً عَنِ الْأَصْلِ النَّازِلَةِ بِالْفَرْعِ الْمُؤَمِّلَةِ الْفَتْحَ مِنْ غَیْرِ جِهَتِهِ کُلُّ حِزْبٍ مِنْهُمْ آخِذٌ مِنْهُ بِغُصْنٍ أَیْنَمَا مَالَ الْغُصْنُ مَالَ مَعَهُ مَعَ أَنَّ اللَّهَ وَ لَهُ الْحَمْدُ سَیَجْمَعُ هَؤُلَاءِ لِشَرِّ یَوْمٍ لِبَنِی أُمَیَّةَ کَمَا یَجْمَعُ
الکافی ج : 8 ص : 65
قَزَعَ الْخَرِیفِ یُؤَلِّفُ اللَّهُ بَیْنَهُمْ ثُمَّ یَجْعَلُهُمْ رُکَاماً کَرُکَامِ السَّحَابِ ثُمَّ یَفْتَحُ لَهُمْ أَبْوَاباً یَسِیلُونَ مِنْ مُسْتَثَارِهِمْ کَسَیْلِ الْجَنَّتَیْنِ سَیْلَ الْعَرِمِ حَیْثُ بَعَثَ عَلَیْهِ قَارَةً فَلَمْ یَثْبُتْ عَلَیْهِ أَکَمَةٌ وَ لَمْ یَرُدَّ سَنَنَهُ رَصُّ طَوْدٍ یُذَعْذِعُهُمُ اللَّهُ فِی بُطُونِ أَوْدِیَةٍ ثُمَّ یَسْلُکُهُمْ یَنَابِیعَ فِی الْأَرْضِ یَأْخُذُ بِهِمْ مِنْ قَوْمٍ حُقُوقَ قَوْمٍ وَ یُمَکِّنُ بِهِمْ قَوْماً فِی دِیَارِ قَوْمٍ تَشْرِیداً لِبَنِی أُمَیَّةَ وَ لِکَیْلَا یَغْتَصِبُوا مَا غَصَبُوا یُضَعْضِعُ اللَّهُ بِهِمْ رُکْناً وَ یَنْقُضُ بِهِمْ طَیَّ الْجَنَادِلِ مِنْ إِرَمَ وَ یَمْلَأُ مِنْهُمْ بُطْنَانَ الزَّیْتُونِ فَوَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ لَیَکُونَنَّ ذَلِکَ وَ کَأَنِّی
الکافی ج : 8 ص : 66
أَسْمَعُ صَهِیلَ خَیْلِهِمْ وَ طَمْطَمَةَ رِجَالِهِمْ وَ ایْمُ اللَّهِ لَیَذُوبَنَّ مَا فِی أَیْدِیهِمْ بَعْدَ الْعُلُوِّ وَ التَّمْکِینِ فِی الْبِلَادِ کَمَا تَذُوبُ الْأَلْیَةُ عَلَی النَّارِ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ مَاتَ ضَالًّا وَ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یُفْضِی مِنْهُمْ مَنْ دَرَجَ وَ یَتُوبُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی مَنْ تَابَ وَ لَعَلَّ اللَّهَ یَجْمَعُ شِیعَتِی بَعْدَ التَّشَتُّتِ لِشَرِّ یَوْمٍ لِهَؤُلَاءِ وَ لَیْسَ لِأَحَدٍ عَلَی اللَّهِ عَزَّ ذِکْرُهُ الْخِیَرَةُ بَلْ لِلَّهِ الْخِیَرَةُ وَ الْأَمْرُ جَمِیعاً أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ الْمُنْتَحِلِینَ لِلْإِمَامَةِ مِنْ غَیْرِ أَهْلِهَا کَثِیرٌ وَ لَوْ لَمْ تَتَخَاذَلُوا عَنْ مُرِّ الْحَقِّ وَ لَمْ تَهِنُوا عَنْ تَوْهِینِ الْبَاطِلِ لَمْ یَتَشَجَّعْ عَلَیْکُمْ مَنْ لَیْسَ مِثْلَکُمْ وَ لَمْ یَقْوَ مَنْ قَوِیَ عَلَیْکُمْ وَ عَلَی هَضْمِ الطَّاعَةِ وَ إِزْوَائِهَا عَنْ أَهْلِهَا لَکِنْ تِهْتُمْ کَمَا تَاهَتْ بَنُو إِسْرَائِیلَ عَلَی عَهْدِ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ ع وَ لَعَمْرِی لَیُضَاعَفَنَّ عَلَیْکُمُ التَّیْهُ مِنْ بَعْدِی أَضْعَافَ مَا تَاهَتْ بَنُو إِسْرَائِیلَ وَ لَعَمْرِی أَنْ لَوْ قَدِ اسْتَکْمَلْتُمْ مِنْ بَعْدِی مُدَّةَ سُلْطَانِ بَنِی أُمَیَّةَ لَقَدِ اجْتَمَعْتُمْ عَلَی السُّلْطَانِ الدَّاعِی إِلَی الضَّلَالَةِ وَ أَحْیَیْتُمُ الْبَاطِلَ وَ خَلَّفْتُمُ الْحَقَّ وَرَاءَ ظُهُورِکُمْ وَ قَطَعْتُمُ الْأَدْنَی مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ وَ وَصَلْتُمُ الْأَبْعَدَ مِنْ أَبْنَاءِ الْحَرْبِ لِرَسُولِ اللَّهِ ص وَ لَعَمْرِی أَنْ لَوْ قَدْ ذَابَ مَا فِی أَیْدِیهِمْ لَدَنَا التَّمْحِیصُ لِلْجَزَاءِ وَ قَرُبَ الْوَعْدُ وَ انْقَضَتِ الْمُدَّةُ وَ بَدَا لَکُمُ النَّجْمُ ذُو الذَّنَبِ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ وَ لَاحَ لَکُمُ الْقَمَرُ الْمُنِیرُ فَإِذَا کَانَ ذَلِکَ فَرَاجِعُوا التَّوْبَةَ وَ اعْلَمُوا أَنَّکُمْ إِنِ اتَّبَعْتُمْ طَالِعَ الْمَشْرِقِ سَلَکَ بِکُمْ مَنَاهِجَ الرَّسُولِ ص فَتَدَاوَیْتُمْ مِنَ الْعَمَی وَ الصَّمَمِ وَ الْبَکَمِ وَ کُفِیتُمْ مَئُونَةَ الطَّلَبِ وَ التَّعَسُّفِ وَ نَبَذْتُمُ الثِّقْلَ الْفَادِحَ عَنِ الْأَعْنَاقِ وَ لَا یُبَعِّدُ اللَّهُ إِلَّا مَنْ أَبَی وَ ظَلَمَ وَ اعْتَسَفَ وَ أَخَذَ مَا لَیْسَ لَهُ وَ سَیَعْلَمُ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَیَّ مُنْقَلَبٍ یَنْقَلِبُونَ
الکافی ج : 8 ص : 67
خُطْبَةٌ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ ع
23- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ رِئَابٍ وَ یَعْقُوبَ السَّرَّاجِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ ع لَمَّا بُویِعَ بَعْدَ مَقْتَلِ عُثْمَانَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی عَلَا فَاسْتَعْلَی وَ دَنَا فَتَعَالَی وَ ارْتَفَعَ فَوْقَ کُلِّ مَنْظَرٍ وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیکَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ خَاتَمُ النَّبِیِّینَ وَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَی الْعَالَمِینَ مُصَدِّقاً لِلرُّسُلِ الْأَوَّلِینَ وَ کَانَ بِالْمُؤْمِنِینَ رَءُوفاً رَحِیماً فَصَلَّی اللَّهُ وَ مَلَائِکَتُهُ عَلَیْهِ وَ عَلَی آلِهِ أَمَّا بَعْدُ أَیُّهَا النَّاسُ فَإِنَّ الْبَغْیَ یَقُودُ أَصْحَابَهُ إِلَی النَّارِ وَ إِنَّ أَوَّلَ مَنْ بَغَی عَلَی اللَّهِ جَلَّ ذِکْرُهُ عَنَاقُ بِنْتُ آدَمَ وَ أَوَّلَ قَتِیلٍ قَتَلَهُ اللَّهُ عَنَاقُ وَ کَانَ مَجْلِسُهَا جَرِیباً [مِنَ الْأَرْضِ ]فِی جَرِیبٍ وَ کَانَ لَهَا عِشْرُونَ إِصْبَعاً فِی کُلِّ إِصْبَعٍ ظُفُرَانِ مِثْلُ الْمِنْجَلَیْنِ فَسَلَّطَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهَا أَسَداً کَالْفِیلِ وَ ذِئْباً کَالْبَعِیرِ وَ نَسْراً مِثْلَ الْبَغْلِ فَقَتَلُوهَا وَ قَدْ قَتَلَ اللَّهُ الْجَبَابِرَةَ عَلَی أَفْضَلِ أَحْوَالِهِمْ وَ آمَنِ مَا کَانُوا وَ أَمَاتَ هَامَانَ وَ أَهْلَکَ فِرْعَوْنَ وَ قَدْ قُتِلَ عُثْمَانُ أَلَا وَ إِنَّ بَلِیَّتَکُمْ قَدْ عَادَتْ کَهَیْئَتِهَا یَوْمَ بَعَثَ اللَّهُ نَبِیَّهُ ص وَ الَّذِی بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَتُبَلْبَلُنَّ بَلْبَلَةً وَ لَتُغَرْبَلُنَّ غَرْبَلَةً وَ لَتُسَاطُنَّ سَوْطَةَ الْقِدْرِ حَتَّی یَعُودَ أَسْفَلُکُمْ أَعْلَاکُمْ وَ أَعْلَاکُمْ أَسْفَلَکُمْ وَ لَیَسْبِقَنَّ سَابِقُونَ کَانُوا قَصَّرُوا وَ لَیُقَصِّرَنَّ سَابِقُونَ کَانُوا سَبَقُوا وَ اللَّهِ مَا کَتَمْتُ وَشْمَةً وَ لَا کَذَبْتُ کَذِبَةً وَ لَقَدْ نُبِّئْتُ بِهَذَا الْمَقَامِ وَ هَذَا الْیَوْمِ أَلَا وَ إِنَّ الْخَطَایَا خَیْلٌ شُمُسٌ حُمِلَ عَلَیْهَا أَهْلُهَا وَ خُلِعَتْ لُجُمُهَا فَتَقَحَّمَتْ بِهِمْ فِی النَّارِ أَلَا وَ إِنَّ التَّقْوَی مَطَایَا ذُلُلٌ حُمِلَ عَلَیْهَا أَهْلُهَا وَ أُعْطُوا
الکافی ج : 8 ص : 68
أَزِمَّتَهَا فَأَوْرَدَتْهُمُ الْجَنَّةَ وَ فُتِحَتْ لَهُمْ أَبْوَابُهَا وَ وَجَدُوا رِیحَهَا وَ طِیبَهَا وَ قِیلَ لَهُمْ ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِینَ أَلَا وَ قَدْ سَبَقَنِی إِلَی هَذَا الْأَمْرِ مَنْ لَمْ أُشْرِکْهُ فِیهِ وَ مَنْ لَمْ أَهَبْهُ لَهُ وَ مَنْ لَیْسَتْ لَهُ مِنْهُ نَوْبَةٌ إِلَّا بِنَبِیٍّ یُبْعَثُ أَلَا وَ لَا نَبِیَّ بَعْدَ مُحَمَّدٍ ص أَشْرَفَ مِنْهُ عَلَی شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِی نَارِ جَهَنَّمَ حَقٌّ وَ بَاطِلٌ وَ لِکُلٍّ أَهْلٌ فَلَئِنْ أَمِرَ الْبَاطِلُ لَقَدِیماً فَعَلَ وَ لَئِنْ قَلَّ الْحَقُّ فَلَرُبَّمَا وَ لَعَلَّ وَ لَقَلَّمَا أَدْبَرَ شَیْ ءٌ فَأَقْبَلَ وَ لَئِنْ رُدَّ عَلَیْکُمْ أَمْرُکُمْ أَنَّکُمْ سُعَدَاءُ وَ مَا عَلَیَّ إِلَّا الْجُهْدُ وَ إِنِّی لَأَخْشَی أَنْ تَکُونُوا عَلَی فَتْرَةٍ مِلْتُمْ عَنِّی مَیْلَةً کُنْتُمْ فِیهَا عِنْدِی غَیْرَ مَحْمُودِی الرَّأْیِ وَ لَوْ أَشَاءُ لَقُلْتُ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ سَبَقَ فِیهِ الرَّجُلَانِ وَ قَامَ الثَّالِثُ کَالْغُرَابِ هَمُّهُ بَطْنُهُ وَیْلَهُ لَوْ قُصَّ جَنَاحَاهُ وَ قُطِعَ رَأْسُهُ کَانَ خَیْراً لَهُ شُغِلَ عَنِ الْجَنَّةِ وَ النَّارُ أَمَامَهُ ثَلَاثَةٌ وَ اثْنَانِ خَمْسَةٌ لَیْسَ لَهُمْ سَادِسٌ مَلَکٌ یَطِیرُ بِجَنَاحَیْهِ وَ نَبِیٌّ أَخَذَ اللَّهُ بِضَبْعَیْهِ وَ سَاعٍ مُجْتَهِدٌ وَ طَالِبٌ یَرْجُو وَ مُقَصِّرٌ فِی النَّارِ الْیَمِینُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِیقُ الْوُسْطَی هِیَ الْجَادَّةُ عَلَیْهَا یَأْتِی الْکِتَابُ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ هَلَکَ مَنِ ادَّعَی وَ خَابَ مَنِ افْتَرَی إِنَّ اللَّهَ أَدَّبَ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِالسَّیْفِ وَ السَّوْطِ وَ لَیْسَ لِأَحَدٍ عِنْدَ الْإِمَامِ فِیهِمَا هَوَادَةٌ فَاسْتَتِرُوا فِی بُیُوتِکُمْ وَ أَصْلِحُوا ذَاتَ بَیْنِکُمْ وَ التَّوْبَةُ مِنْ وَرَائِکُمْ مَنْ أَبْدَی صَفْحَتَهُ لِلْحَقِّ هَلَکَ